في سنة 1770 أعلن الرحالة الإسكتلندي جيمس بروس أنه وصل إلى منابع نهر النيل، وذلك خلال رحلته التي بدأها من مصر، وأنهاها في مصر أيضا، فكيف حدث ذلك؟
وصل جيمس بروس إلى الإسكندرية في يونيو 1768 بعد أن صمم على السعي لاكتشاف منبع النيل، الذي اعتقد أنه ينبع من الحبشة.
واكتسب جيمس بروس في القاهرة دعم الحاكم المملوكي على بك الكبير، ثم زار طيبة وانطلق عبر الصحراء نحو القصير، حيث تنكر في لباس بحار تركي، ووصل إلى جدة في مايو 1769، حيث بقي قليلا في جزيرة العرب ثم عبر البحر الأحمر مجددا وحط في مصوع في 19 سبتمبر، وكانت وقتها تحت حكم الأتراك.
ووصل جيمس بروس إلى جوندر، التي كانت وقتها عاصمة الحبشة، وذلك في 14 فبراير 1770، حيث أحسن استقباله النجاشي تكلا هيمنوت الثاني، وكذلك راس ميكائيل، الذي كان الحاكم الفعلي للبلاد، وزوجته أوزورو إستر.
بقى في الحبشة لسنتين، واكتسب معرفة مكنته من تقديم صورة شاملة عن الحياة الحبشية، وفي 14 نوفمبر 1770 وصل إلى منبع النيل الأزرق. ومع أن بروس أقر بأن النيل الأبيض كان أكبر، فقد ادعى بأن النيل الأزرق كان النيل الذي عرفه القدماء وبأنه هكذا اكتشف منبعه، لكن هذا الزعم لم يكن موثوقا به.
وانطلق بروس من جوندر في ديسمبر 1771، وشق طريقه نحو سنار والنوبة، بالرغم من الصعوبات، وكان أول من تتبع النيل الأزرق من منبعه إلى ملتقاه مع النيل الأبيض.
وفي 29 نوفمبر 1772 وصل أسوان، وعاد إلى الصحراء لاستعادة مذكراته ومتاعه التي تركها بعد موت كل جماله، ووصل إلى القاهرة في يناير 1773، وفي مارس وصل إلى فرنسا، حيث رحب به جورج دي بوفون وعلماء آخرون.
ولم يعبأ برحلته حتى عام 1790، عندما حثه صديقه دينز بارينجتون على نشر مذكراته، ونشر كتابه "رحلات لاكتشاف مصدر النيل في السنوات 1768-73"، في خمسة مجلدات. اكتسب العمل شعبية كبيرة؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة