دعم كبير يحصل عليه معبد خنوم الفرعونى بمدينة إسنا، ضمن مشروع قومى ضخم يعمل على قدم وساق في كافة أرجاء مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، وهو مشروع الاستثمار بالسياحة المستدامة والمتكاملة، الذى يهدف إلى إطلاق إمكانيات التراث الثقافى المتنوع، بما يعهد لإعادة إحياء تللك المنطقة لصورة مستدامة ووضع القرية بما تشكله من معالم تراثية متميزة على الخريطة السياحية، ويتم ذلك من خلال الحفاظ على عدد من المواقع التراثية ووضع خطط إدارة ملائمة لتلك المواقع وتوثيق وترويج التراث الثقافى للقرية ورفع الوعى به، بالإضافة إلى تحسين العوائد الإقتصادية لسكان القرية.
وفى هذا الصدد تم العمل عبر خطوات مميزة داخل "معبد خنوم" الفرعونى بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، بمشروع قومى لتطويره بالكامل لدخول عالم جديد من التجديد وفتح آفاق سياحية جديدة داخله، حيث يواصل رجال البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة العاملة بمعبد إسنا جنوب الأقصر، العمل في الكشف عن النقوش والصور والألوان الموجودة على أسقف وجدران المعبد لأول مرة، وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمها وتنظيفها ضمن مشروع ترميم المعبد.
ورصد "اليوم السابع" ظهور سحر الألوان والنقوش فى معبد خنوم بمدينة إسنا، حيث تستكمل وزارة السياحة والآثار بقيادة الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أعمالها فى ترميمات وتجميل معبد خنوم بمدينة إسنا وهو المعبد التاريخي الذي يتواجد على بعد حوالى 55 كم جنوب مدينة الأقصر على الضفة الغربية لنهر النيل، حيث تم اكتشافه وتنظيفه من الرديم عام 1843م أى فى أواخر عصر محمد على باشا، وكان المعبد قديما مخصص لعبادة المعبود خنوم وعائلته منحيت ورت، وهو خالق البشر وكذلك المعبودة نيت وعائلتها بجانب معبودات أخرى.
وبجانب التطوير الداخلي تم البدء خلال الشهور الماضية في خطة شاملة عبر أعمال ترميم وتأهيل منطقة الزيارة في المعبد بجانب استمرار العمل في الترميمات الداخلية في جدران وأعمدة المعبد، لتقديمه في حلة جديدة أمام الأفواج السياحية التي ستزور الأقصر في الموسم السياحى الشتوى القادم، حيث يهدف المشروع إلى الحفاظ على موقع المعبد وإبراز جهود ترميمه، وتحسين تجربة زائريه وظروف العمل به، وزيادة مستوى تنافسيته كموقع تراث ثقافي متميز، حيث يتم ذلك من خلال تحسين مستوى البنية الأساسية والخدمات بالموقع، وتحسين الحركة وسهولة الوصول، فضلا عن إبراز القيمة التراثية (التاريخية والجمالية) للمعبد من خلال تحسين طرق عرض القطع الأثرية وتوفير لوحات تفسيرية وتوضيحية وتطوير هوية بصرية وتسويقية للموقع، بالإضافة إلى توفير عناصر جذب للفئات العمرية المختلفة، موضحاً أن أعمال الترميم والتأهيل تشمل توسعة منطقة المدخل لاستيعاب خدمات دخول الزائرين والعاملين، وتطوير المظلة الخشبية القائمة، وعمل التوصيلات الكهربائية والإضاءة اللازمة، وترميم وتأهيل السلم القائم الموازي للحائط الساند الشمالي للمعبد، وإزالة السلم الموازي للحائط الساند الشرقي للمعبد، وتوفير مصعد خاص بذوي الهمم وكبار السن، واستبدال السور الحجري القائم على مستوى الشارع بالجهة الشرقية للمعبد بسور معدني يسمح بفتح الرؤية البصرية للمعبد.
وبالنسبة لساحة معبد خنوم بإسنا ومنطقة العرض المفتوح، سيتم إضافة عناصر ومناطق تظليل (3 برجولات) بجوار الحائط الساند الشرقي للمعبد لوقاية الزائرين من التعرض لأشعة الشمس بما يسمح باستيعاب أكثر من مجموعة أثناء العرض التقديمي للمعبد، وتشمل عناصر التظليل تغطية من النسيج، ولوحات تفسيرية، ومقاعد جلوس، والتوصيلات الكهربائية وعناصر الإضاءة اللازمة، بجانب تطوير ساحة الخروج ومنطقة خدمات ومرافق المعبد.
ومن جانبه يقول أحمد حسن أمين مدير عام آثار إسنا، إنه تم البدء في إنشاء سلم معدني، وتوفير مصعد خاص بذوي الهمم وكبار السن، ونقل غرفة المولد القائمة إلى منطقة المرافق بالجهة الجنوبية للمعبد، وإضافة منطقة مدرجات مظللة لجلوس الزائرين، وعمل لافتات إرشادية ولوحات للصور التاريخية للمعبد والمواقع الأثرية والتراثية بمدينة إسنا ومحيطها، فضلا عن عناصر تنسيق موقع، ومقاعد للزائرين، وأرضيات قابلة للفك لتسهيل صيانة شبكات المرافق القائمة، مشيراً إلى أنه بالنسبة لمبنى خدمات الزائرين ومكاتب العاملين، فتتمثل أعمال التطوير في إعادة تصميم وبناء مبنى العاملين ليشمل منفذا لبيع المشروبات والمأكولات الخفيفة بالدور الأرضي، وسلما للوصول لسطح المبنى، ودورات مياه للزائرين من الجنسين، ومنطقة جلوس مظللة بالدور الأول، وعدد 4 مكاتب إدارية لموظفي الوزارة، وغرفة مخزن، وأوفيس.
وأكد مدير عام آثار إسنا، لـ"اليوم السابع"، إنه بالنسبة لمنطقة مرافق المعبد فسيتم إنشاء بوابة دخول وخروج خاصة بالموظفين ملحق بها غرفة أمن، وغرفة مولد الكهرباء، وغرفة كهرباء، وغرفة تيار خفيف، ومكتب لموظفي غرفة الكهرباء، وتركيب أرضية داخلية لغرفة التحكم، وممر خدمة يسمح بدخول ونش صغير لأعمال الصيانة، ونظام إنذار ومكافحة الحريق، وبالنسبة لأنظمة إضاءة المعبد ستضم أعمال التطوير تفعيل نظام إضاءة متخصص للمعبد بما يشمل الإضاءة الخارجية لكتلة المعبد، والإضاءة الداخلية لقاعة الأعمدة والسقف، ومراجعة عناصر الإضاءة بالمنطقة المحيطة بالمعبد لتلافي تأثيرها على إضاءة المعبد، وإضاءة السلالم والممرات وكشافات الصيانة (بصورة غير مؤثرة على المعبد)، وإضاءة منطقة الدخول، وساحة الخروج، ومبنى خدمات الزائرين.
جدير بالذكر أن المشروع يعتبر من الخطط الضخمة التى تعيد إحياء كافة المواقع الآثرية والتراثية لخدمة السائحون الذين يتوافدون بصورة يومية على مرسى المدينة السياحية ضمن رحلات المراكب النيلية الأقصر – أسوان، وتقوم كافة الجهات بمتابعة هذا المشروع العالمى، ليبدء من جديد بقرية وابورات المطاعنة حيث أن المشروع يسمى (إعادة اكتشاف الأصول التراثية الثقافية بمدينة إسنا)، وبالتعاون مع كل من محافظة الأقصر ووزارة الآثار، ويتم تنفيذ هذا المشروع بتمويل من الشعب الأمريكى من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
أعمال الترميم تظهر النقوش والصور والألوان أمام الضيوف
أعمال التطوير فى محيط معبد خنوم بإسنا
اعمدة المعبد قبل تطويرها وترميمها
الأعمدة فى معبد إسنا تحصل على ترميمات شاملة
الجهة الخلفية لمعبد خنوم إله الخلق بإسنا
العمل فى تطوير منطقة إسنا التاريخية والتراثية
المشروع يظهر سحر التيجان بالأعمدة بعد التطوير
المعبد بناه الملك تحتمس الثالث لعبادة الإله خنوم
تطوير شامل لمنطقة خدمات معبد إسنا
جانب من اعمال الترميمات داخل معبد خنوم
جانب من مخطط تطوير منطقة خدمات معبد خنوم
جدران واعمدة المعبد قبل التطوير
محيط معبد خنوم قبل عمليات التطوير
مخطط تطوير منطقة خدمات معبد إسنا
معبد خنوم إله الخلق لدى الفراعنة يحصل على دفعة كبيرة لتطويره