أزمة كبيرة تعرضت لها الكنيسة الإنجليكانية فى إنجلترا خلال الأيام الماضية، اضطر على إثرها جاستن ويلبي، كبير أساقفة كانتربري إعلان أنه سيتنحى عن منصبه وسط فضيحة تستر على انتهاكات جنسية كُشفت عام 2013 بحق حوالى 130 صبي وشاب فى كنائس فى المملكة المتحدة وزيمبابوى وجنوب إفريقيا.
وفي الأسبوع الماضي، خلصت مراجعة إلى أن المحامي جون سميث عذب وتحرش جنسيا بأكثر من مائة ولد وشاب في المملكة المتحدة وأفريقيا على مدى خمسة عقود. وتوفي سميث في كيب تاون في عام 2018، قبل أن يمثل أمام المحكمة وكان يبلغ من العمر 75 عاما.
ويعتقد أن سميث المسيحي الإنجيلي، كان المعتدي جنسيا على الأولاد. وكانت المراجعة التي قام بها فريق الحماية الوطني لكنيسة إنجلترا، وجدت أن إساءة سميث البغيضة، كان يمكن الكشف عنها في وقت سابق، لو اتصل رئيس الأساقفة بالسلطات المعنية، مع العلم أنه كان يعلم بها.
وأعلن رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي، الزعيم الروحي للكنيسة الانجليكانية العالمية التي يتبعها 85 مليون إنجيلي حول العالم استقالته الثلاثاء، بعد أن توصل تحقيق إلى أنه فشل في الإبلاغ على الفور عن سلسلة من الانتهاكات الجسدية والجنسية من قبل متطوع في المعسكرات الصيفية المسيحية.
وقال ويلبي في بيان، نشرته صحيفة الإندبندنت إنه استقال "بحزن" و"طلب الإذن الكريم من جلالة الملك."
وكان واجه ويلبي دعوات متزايدة للاستقالة منذ نشر التقرير يوم الخميس الماضي، ووصل الموقعون على عريضة تطالب باستقالته إلى أكثر من 13000 توقيع حتى وقت إعلانه الثلاثاء.
وأبلغ رئيس الكنيسة بهذه الوقائع رسميا عام 2013، إلا أن زعماء دينيين كانوا على علم بها منذ بداية الثمانينيات وتستروا عليها في إطار "حملة إخفاء" بحسب ما خلص إليه تحقيق بتكليف من الكنيسة.
ومن ناحية أخرى، قالت الأسقف البريطانية جولي كونالتي، إن المزيد من كبار رجال الدين في كنيسة إنجلترا قد يحتاجون إلى الاستقالة.
وقالت كونالتي، أسقف بيركنهيد، لبرنامج توداي على راديو بي بي سي 4 إن جاستن ويلبي "فعل الشيء الصحيح" باستقالته، معتبرة أن الخطوة وحدها " لن تحل المشكلة. هذا يتعلق بالتغييرات المؤسسية وثقافتنا والفشل النظامي، لذا يجب أن يكون هناك المزيد مما نحتاج إلى القيام به. من المحتمل جدًا أن يرحل بعض الأشخاص".
وقال وزير الصحة ويس ستريتينج، وهو من أتباع الكنيسة الأنجليكانية، إن تحمل ويلبي المسئولية عن إخفاقات كنيسة إنجلترا في التعامل مع الإساءة كان أمرا صائبا.
ولكن في تحذير لقادة الكنائس الآخرين، أضاف: "لا تعتقدوا أن تحريك رأس واحد يحل المشكلة".
وقال لهيئة الإذاعة البريطانية: "هناك قضايا عميقة وجوهرية تتعلق بالممارسة والثقافة فيما يتصل بحماية الأطفال والتي يجب أن تؤخذ على محمل الجد... لقد كانت ثقافة التستر جزءا من المشكلة المتعلقة بمزاعم الإساءة الخطيرة لفترة طويلة للغاية".
وخلص التقرير إلى أن ويلبي، لم يكن "فضوليا بما فيه الكفاية" بشأن مزاعم الإساءة التي ارتكبها سميث، المحامي الذي أدار معسكرات صيفية مسيحية في السبعينيات والثمانينيات.
وقال الناجون إن رجال الدين الكبار الآخرين الذين فشلوا في اتخاذ إجراءات فعالة عندما علموا بإساءة سميث يجب أن يستقيلوا أيضا.
وتشير مراجعة قضية سميث إلى أسماء العديد من الأساقفة العاملين والمتقاعدين كأشخاص تم إبلاغهم بهذه المزاعم. ومن بين هؤلاء ستيفن كونواي، أسقف لينكولن، وأسقف إيلي سابقًا.
في بيان صدر الثلاثاء، قال كونواي إنه "يأسف بشدة" لعدم "متابعة الأمر بدقة" مع رئيس أساقفة كانتربري.
وأصر على أنه فعل كل ما في وسعه ضمن سلطته من خلال الإفصاح المفصل لقصر لامبيث، والاتصال بالأبرشية في جنوب إفريقيا التي انتقل إليها سميث.
واعتدى سميث على ما يصل إلى 130 فتى وشابًا في المملكة المتحدة وزيمبابوي وربما دول أفريقية أخرى، لكن مراجعة مستقلة قالت إنه لا يزال هناك القليل من المعلومات الملموسة عن وقته في جنوب أفريقيا.
وقالت المراجعة الخاصة بتعامل الكنيسة الأنجليكانية مع انتهاكات سميث إنه ربما كان سيُقدم إلى العدالة لو أبلغه جاستن ويلبي، الذي أعلن الثلاثاء أنه سيتنحى عن منصبه ، رسميًا للشرطة عندما علم بذلك في عام 2013.
وكان قد انتقل إلى زيمبابوي مع زوجته آن في عام 1984 بعد أن اكتشفت شخصيات كنيسة إنجلترا إساءته للأطفال والشباب في المعسكرات الصيفية للمسيحيين، بما في ذلك ضربهم وإجبارهم على خلع ملابسهم، لكنهم لم يبلغوا عنه للشرطة.