تسمع الكثير من الأمهات عن منهج التربية الإيجابية وتخشى تطبيقها وعواقبها على ابنائهن من كثرة انتشار الشائعات عنها، و أنها السبب في ابناء مدللين، وغير قادرين على تحمل المسؤولية، ومتساهلين في جميع أنشطتهم المختلفة، ولا يقدرون الأخرين، وأن على الأمهات استعمال الصارمة والقوة مع أبنائهن بدلا من تطبيق وسائل التربية الإيجابية، وتعد هذه الشائعات هي السبب وراء استمرار العنف بجميع أنواعه اللفظي والجسدي والمادي مع الأبناء إلى الآن، وتأثيره في حصاد أبناء مشوهين نفسيا وغير قادرين على مواكبة الحياة، والتعامل مع الآخرين.
ولمعرفة أبرز هذه الخرافات عن التربية الإيجابية تواصلنا مع إيمان عبدالله استشاري العلاقات الأسرية وتعديل السلوك والتي أوضحت حقيقة 4 شائعات عن التربية الإيجابية والمفاهيم الصحيحة لها وهي:
التربية الإيجابية ضد تحمل الأبناء المسؤولية
قالت استشاري العلاقات الأسرية إن التربية الإيجابية قائمة على الصواب والعقاب والزام القوانين والالتزامات للأبناء من صغرهم واحترام مشاعرهم وفهمهم، مما يؤدي إلى إنشاء أبناء قادرين على تحمل المسؤولية، حيث إلزام الأبناء من صغارهم بمهام مناسبة لأعمارهم تتدرج مع نموهم النفسي والجسدي، ويؤثر عليهم في اكتساب الثقة بالنفس، والتحكم في المشاعر، واتخاذ القرارات التي تساعدهم على انجاز الالتزامات.
التربية الإيجابية ضد العقاب
الأبناء لا تعقاب من الشائعات الخاطئة المنتشرة عن التربية الإيجابية، والآباء غير ملزمين بتطبيق العقاب عليهم، ولكن التربية الإيجابية ترفض العقاب المصاحب بتأثير سلبي على الأبناء، كاستعمال كلمات سلبية وضرب وتوبيخ، والصحيح في العقاب الإيجابي، هو الفصل بين حب الأبناء وسلوكياتهم، وتقبل الآباء أن الأبناء غير مدركين للخطأ، وتجنب استعجالهم في عدم تكرار الخطأ مرة أخرى، وترك الوالدين للأبناء حقهم في تكرار الخطأ عدة مرات حتى يعرفوا الصواب ويعتادوا عليه.
التربية الإيجابية ضد احترام الآخرين
من الشائعات المنتشرة عن التربية الإيجابية عدم احترام الأبناء للآخرين، وأنهم يتعاملوا بوقاحة مع الأصدقاء والأقارب، والصحيح في التربية الإيجابية هو تعليم الأبناء الصدق والمواجهة بأسلوب لائق وتجنب شعورهم بالخوف في التعاملات المختلفة.
التربية الإيجابية ضد الحدود الشخصية
من الخرافات المنتشرة عن التربية الإيجابي تميزها باظهار الحب والتدليل الدائم للأبناء، مما يؤدي إلى أبناء متساهلة في مشاعرهم وفي حدودهم الشخصية، ولذلك تلجأ الأمهات إلى استعمال الكلمات القوية والقاسية والتهديدات، ولكن الصحيح في التربية الإيجابية اعتمادها على التفاعل والمشاركة والتعبير عن مشاعرهم، وتغذية مشاعرهم بالحب، التي تؤدي إلى حمايتهم من العدوانية والسلوكيات السلبية وتساعدهم على تفاعل اجتماعي إيجابي مع من حولهم واحترام الحدود الشخصية للآخرين.
أسرة سعيدة (2)
المشاركة