"عم ربيع" بدأ رحلة إبداعه بعد سن التقاعد بالوادى الجديد.. صنع أكثر من 2000 قطعة فنية من العرجون القديم.. علم نجله الحرفة فى وقت قياسى فصنع تحفا وديكورات وأطباق حلويات وشيالات أطفال.. وطموحه دعم تسويق منتجاته

الجمعة، 15 نوفمبر 2024 10:00 م

ابداعات عم ربيع فى صناعة العرجون

الوادي الجديد-ماهر البهنساوى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إيمانا منه بأن العمر مجرد رقم، وأنه لا سقف للتعلم والتدريب واكتساب الخبرات حتى بعد سن التقاعد وبلوغ الستين، وهو ما دفعه لتشجيع نجله الذى احترف صناعة العرجون بحكم عمله فى مجال السياحة حتى اتقنها فى 4 سنوات، وتلقى أكبر صدمة فى حياته بوفاة نجله الذى علمه الصنعة، فقرر الاستمرار فيها برؤية فنية إبداعية لينتج أكثر من 2000 قطعة فنية من عرجون النخيل القديم بمساعدة زوجته وقرر الحصول على قروض شخصية لشراء الخامات الخاصة بتزيين وزركشة المنتجات التى تتنوع ما بين أطباق تقديم الفواكه والشكولاته والتسالى والخبز وشيالات الأطفال حديثى الولادة والمعلقات، وغيرها من القطع الفنية الإبداعية المصنوعة من عرجون النخيل الذي يلقيه المزارعون بعد الانتهاء من موسم جنى التمور.

ويعيش عم ربيع الشيخ فى منزل متواضع برفقه أسرته فى مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، والذي حوله إلى ورشة عمل ومعرض مزدحم بالمنتجات الرائعة حيث يقضى أغلب ساعات يومه فى العمل المستمر وسلاحه فى ذلك هو الإصرار والمثابرة وتشجيع أسرته، حيث كان يعمل كموظف بسيط فى أحد المعاهد الأزهرية حتى بلغ سن التقاعد القانونى وبمحض الصدفة كان يشاهد إبنه فى اجازاته من العمل، وهو يصنع تلك القطع الفنية وطلب منه تعليمه وبالفعل استجاب نجله دون تردد حتى أصبح قادرا على التشكيل والزخرفة واتمام العمل الفنى باحتراف.

ويقول ربيع الشيخ فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أنه يقوم بجمع العراجين الجافة من المزارع ويبدأ فى أولى مراحل العمل من خلال ترطيبها بالماء وتقسيمها إلى شرائح متساوية ووضعها فى حزم متساوية لتكون جاهزة للتصنيع، حيث يقوم بتجهيز وتأسيس القطعة بالعرجون وحياكتها بالخيوط البلاستيكية وتغطيتها بالقماش حسب الطلب وغالبا من الساتان أو الحرير أو الخيامية وإضافة الخرز والحلى لها، حيث يقوم بعمل أطباق الخبز بقطر يبدأ من 5 سنتيمتر وحتى 120 سنتيمتر مع رسم ملامح التراث الواحاتى بالخياطة اليدوية، وهو ما يستغرق المزيد من الوقت والجهد حتى يتم إنجاز العمل بدقة متناهية.

وأضاف الشيخ، أنه نجح فى صناعة عدد كبير من القطع الفنية من العرجون ولكنه لم يتمكن من تسويقها بالكامل وذلك لعدم قدرته على الوصول إلى الزبائن التى تقدر قيمة تلك الحرفة اليدوية التى أوشكت على الاندثار، وهو ما جعلها يبحث عن فرصة حقيقية لبيع منتجاته وحرصه على المشاركة فى المعارض التى تنظمها المحافظة أملا فى الحصول على فرصة لتسويق منتجاته التى يقوم ببيعها بسعر التكلفة مع هامش ربح بسيط وذلك حتى يتسنى له القدرة على الالتزام بسداد أقساط قروض شخصية حصل عليها لشراء الخامات اللازمة لأعمال العرجون، وبدأ فعليا فى الإنتاج ولكن بدأت أقساط القروض تتراكم نسبيا وخاصة بعد وفاه نجله الأكبر مما استدعاه لتكثيف جهوده من أجل تسويق تلك المنتجات.

وأفاد عم ربيع، أن الحرف اليدوية والتراثية تحتاج لمزيد من الدعم وخاصة في تسويق المنتجات نظرا لإرتفاع تكلفة التصنيع مقارنة بالمنتجات البلاستيكية رخيصه الثمن ، مؤكدا أن اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الإقليم، يوجه دومآ بتوفير الدعم الكامل لتلك الحرف اليدوية، حيث وفر له فرصة المشاركة في المعرض الذي أقيم مؤخرا على هامش احتفالية المحافظة بعيدها القومى، متمنيا أن تتاح له الفرصة فى الحصول على منفذ دائم يوفر له إمكانية عرض منتجاته لمحبي التراث.