شهد مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، اليوم الجمعة، احتفاءً كبيرًا بعرض فيلم "أسد الصحراء" وهو فيلم روائي من إنتاج مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية وليبيا، وتدور أحداثه فى عام 1929، عندما عيّن الديكتاتور الفاشي الإيطالي بينيتو موسوليني الجنرال رودولفو جراتسياني حاكمًا استعماريًا على ليبيا، وأمره بالقضاء على جميع أشكال المقاومة من الوطنيين الليبيين بقيادة قائد الثوار عمر المختار.
الفيلم رائعة المخرج الراحل مصطفى العقّاد، والفيلم الذي حظي بشعبيّة جماهيريّة عالية، حيث يحكي قصّة القائد اللّيبي عمر المختار؛ الذي يؤدي دوره أنتوني كوين، ودوره البطولي في قيادة المقاومة الوطنيّة ضمن صراعها للتحرّر من الاستعمار الإيطالي الفاشي، سنة 1929.
وعقدت بعد عرض الفيلم ندوة أدارها الناقد الكبير صلاح هاشم مع الناقد الكبير اللبناني محمد رضا، الصديق المقرب لمخرج فيلم أسد الصحراء أو كما تمت تسميته في نسخته العربية "عمر المختار".
ومن جانبه قال محمد رضا الناقد اللبناني، إن أحداث الفيلم تتشابه مع الواقع الذي نعيشه حاليًا في الوطن العربي، مؤكدًا أن ليبيا في الفيلم مثلها مثل فلسطين، وأي دولة يمارس عليها نفس الممارسات التي كانت تحدث في ليبيا وقتها ولكن في عصرنا الحالي.
وأشار محمد رضا الصديق المقرب للراحل مصطفى العقاد، إلى أن العقاد وضع على عاتقه أن يغير الصورة الذهنية والنمطية للغرب عن الشرق الأوسط من خلال السينما، حيث حرص على تقديم أعمال تظهر الوجه الحقيقي الذي لا تريد السينما العالمية توضيحه للعالم لتظل الصورة الذهنية عن الوطن العربي، مختزلة في الشكل الذي وضعته السينما العالمية.
وأوضح محمد رضا أن فيلم عمر المختار أو أسد الصحراء، تم تنفيذه بميزانية ضخمة جدًا في وقت الثمانينيات حيث تخطت تكلفته الإنتاجية الـ20 مليون دولار، وهو ما يعكس جودة معدات التصوير وحتى الديكورات والمعدات الثقيلة التي شاركت في الفيلم سواء على مستوى مشاهد الطائرات أو الدبابات على أرض المعركة والتي صنعت جميعها خصيصًا للمشاركة في الفيلم.
وأكمل رضا حديثة أن العمل يمنح الجمهور الأمل في استمرار المقاومة، وذلك من خلال مشهد الطفل الذي يعتبر امتدادًا لفكر وعمر المختار وكأنه يستكمل المسيرة بعدما حرص على التقاط نظارة المختار بعد الحكم عليه.
وفي نهاية الندوة قال الناقد اللبناني محمد رضا إن الراحل مصطفى العقاد، ترك سوريا وهاجر للهوليوود ومعه 200 دولار ونسخة من القرآن الكريم وكان تقديمه لأعمال عن الوطن العربي والدين الإسلامي سببًا في اغتياله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة