تعانى قوات الاحتلال الإسرائيلية، من نقص في صفوف الجنود منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، وامتدادها إلى الأراضي اللبنانية، ما أدى إلى خلافات سياسية حادة بين أعضاء الحكومة، حول تجنيد اليهود المتشددين (الحريديم) أسفرت عن إقالة وزير الدفاع يوآف جالانت، بقرار من رئيس الحكومة بنامين نتنياهو.
والتجنيد مفروض على الإسرائيليين اليهود عند بلوغهم 18 عاماً، بحيث يخدم الرجال لعامين و8 أشهر والنساء لعامين.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، استدعى جيش الاحتلال الإسرائيلي ما يقارب 300 ألف جندي احتياطي، وكان نحو 18% منهم من الرجال الذين تجاوزوا سن الأربعين، وهي فئة كانت معفية سابقًا من الخدمة، وبدأ جيش الاحتلال فى الشهور الأخيرة حملة لتشجيع شباب البدو والمسيحيين للتجنيد فى الخدمة العسكرية، شملت إرسال برقيات لهم.
ويرفض اليهود المتشددين التجنيد في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلية، بسبب اعتبارات دينية، ويقول البعض إن أسلوب حياتهم المتدين قد يتعارض مع الأعراف العسكرية، بينما يعبر آخرون عن معارضتهم الآيديولوجية للدولة الليبرالية، وبحسب تعاليمهم، يعدّ اليهود المتشددين دراسة التوراة هي الضمان للحفاظ على بقاء إسرائيل، وسلاح روحاني لحماية شعب إسرائيل.
وأبطلت المحكمة العليا في عام 2018 قانوناً يعفي الرجال المتشددين من الخدمة في الجيش، إعمالاً لمبدأ المساواة، ولم تفلح مساعي البرلمان في التوصل إلى قواعد جديدة، وينتهي سريان أمر أصدرته الحكومة بتعليق التجنيد الإلزامي للمتشددين الشهر المقبل.
ويشكل اليهود المتشددون 13 % من سكان إسرائيل، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 19 % بحلول عام 2035، بسبب ارتفاع معدلات المواليد بينهم.
وقد أكدت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلى أن الجيش يحذر من أزمة تجنيد ويطالب بتمديد فترة الخدمة فى صفوف الجيش النظامى، مشيرة إلى أن نسبة التجنيد فى صفوف الجيش تصل إلى 83% فقط.
وفاقمت الحرب على جبهتى لبنان وغزة أزمة الجيش الإسرائيلى، وذلك بسبب النقص الحاد بالقوى البشرية وفى أعقاب الخسائر الفادحة التى تكبدها بالجنود والضباط فى المعارك البرية، وهو ما يلزم تجنيدا فوريا لآلاف الجنود.
ولتفادى هذا المأزق كان وزير الدفاع المقال يوآف جالانت قد أعلن عن تجنيد 7 آلاف من اليهود الحريديم، وهو ما هدد بتفكيك ائتلاف حكومة بنيامين نتنياهو الذى سارع إلى إقالة جالانت والاستعاضة عنه بوزير الخارجية يسرائيل كاتس.
ووافق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على إرسال 7 آلاف أمر تجنيد إلى الإسرائيليين من اليهود الحريديم اعتبارًا من الأحد المقبل، بحسب ما ذكرته "تايمز أوف إسرائيل".
وكان القرار قد اتخذ مسبقًا من قبل وزير الجيش السابق، يوآف جالانت، قبل يوم من إقالته، ولم يقم كاتس بإلغاء هذا القرار، وقال جيش الاحتلال في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه سيواصل تنفيذ هذه الخطوة.
وأشارت "تايمز أوف إسرائيل" إلى أنه سيتم إرسال أول ألف أمر تجنيد يوم الأحد، على أن يتم إرسال جميع الأوامر الـ 7000 في الأشهر المقبلة.
وقالت الوزارة إنَّ كاتس يعتزم إجراء حوار معمق مع جميع الأطراف لمحاولة التوصل إلى حل متفق عليه، من شأنه أن يتيح تكاملًا حقيقيًا لليهود الحريديم في جيش الاحتلال الإسرائيلي لتخفيف العبء عن الجنود النظاميين والاحتياطيين.
وأضاف كاتس أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيفعل كل ما في وسعه لتوفير بيئة داعمة لهؤلاء الجنود لضمان قدرتهم على أداء مهامهم في الجيش، إلى جانب الحفاظ على أسلوب حياتهم الديني.
وردا على ذلك قال متحدث باسم جيش الاحتلال: "الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى كل فئات المجتمع في هذا الوقت"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة