تمر اليوم الذكرى الـ21 على رحيل الأديب المغربي الكبير محمد شكري، إذ رحل عن عالمنا في 15 نوفمبر عام 2003، كاتب وروائي مغربي، معروف بروايته المشهورة عالميا الخبز الحافي، والتي ترجمت إلى أكثر من 39 لغة، والتي وصفها الكاتب المسرحي تينيسي وليامز بأنها: "وثيقة حقيقية لليأس الإنساني، محطمة في تأثيرها".. ومن أشهر أعمال الكاتب الراحل:
الخبر الحافي
رواية تعدّ من أشهر الكتب الأدبية للكاتب محمد شكري، وأكثرها جدلاً. كتبت بالعربية سنة 1972 وترجمها إلى الإنجليزية بول بولز سنة 1973، وترجمها إلى الفرنسية الطاهر بنجلون سنة 1981، ولم تنشر بالعربية حتى سنة 1982 بسبب ما أثارته من جدل حول جرأتها غير المألوفة. تحكي الرواية مأساة إنسان أبت ظروفه إلى أن يبقى في ظلمات الأمية حتى وصل العشرين من عمره فكانت حداثته انجرافاً في عالم البؤس حيث العنف وحده قوت المبعدين اليومي، وذلك في بيئة مسحوقة خاضعة تحت وطأة الاستعمار وما ينتج عنه من انتشار الفقر والجوع والجهل والأوبئة، حيث الأكل من المزابل وطقوس الشعوذة مثل حادثة شرب الدم بقصد التداوي، ولقد كانت أم بطل الرواية تلجأ إلى «الشوافات» وتشعل الشموع على أضرحة الأولياء بقصد التقرب إلى الله لكي يخرج زوجها، واضطرت أمه إلى بيع الخضار والفواكه في أسواق المدينة بينما كان شكري يقتات من مزابل الأوروبيين النصارى الغنية لا مزابل المغاربة المسلمين التي كانت فقيرة حسب قوله. وتعايش الصبي من خلالها بأفراد وجماعات منحرفة أخلاقياً.
السوق الداخلي
هي رواية في الأدب العربي للكاتب المغربي محمد شكري، وتعتبر من بين أبرز قصص الكاتب المغربي الراحل. نشرت سنة 1985، عالمان يتداخلان، ومساحة الزمان والمكان تغدوان رمزاً في أفق «السوق الداخلي» مرئيات علي «الشخصية المحورية» تدور ويدور على ذاته تبصر عيناه أحداثاً وصوراً تتناغم نفسه معها أو لا تتناغم لا يهم لأن الخيال وحده الذي ينقذه. يحلق خارجاً من إطار المكان والزمان ليخلق توليفة ربما تنسجم مع نفسيته ومع ما يتوق إليه. ويبقى لعلي الصوت.. حيث تذوب الوجوه لتختفي معلنة ولادة عالم الأصوات التي تستحضر العالم بكل أبعاده.
الشطار (زمن الأخطاء)
هي رواية للكاتب محمد شكري صُدِرت عام 1992، وتعتبر الجزء الثاني لسيرته الذاتية الخبز الحافي. سلَّطت الرواية على شذرات من حياة الكاتب القاسية والصعبة. فبعد طفولة مسحوقة عاشها وسط عالم دُنوي مليء بالجهل والبؤس والفقر والاضطهاد والاستغلال الجسدي والنفسي التي تعرف عليها عالم الأدب في روايته الخبز الحافي، تنطلق أحداث هذه الرواية من بداية زهور شباب عمره والتي لا تقل هذه المرحلة من حياته بؤساً عن طفولته ومراهقته، إلا أنه في هذه المرحلة قرر أن يكتشف رموز العالم التي كانت تخفى عليه، قرر: تعلم القراءة والكتابة. عالجت الرواية كذلك الجانب العاطفي من حياة الكاتب: تجربته مع الحب، الجنس، والمرأة. وكذلك الجانب الوجودي: القدر، الموت، الحتمية.
مجنون الورد
مجموعة قصصية صدرت عام 1979، قوام هذا المجموعة، الهامشيون أو الليليون (مقابل النهاريين كما يحلو له أن يقسم الناس).. في قصة "بشير حياً وميتاً" يجسد شكري هذه العلاقة الغريبة بين العاديين العقلاء والشواذ المجانين: بشير "الأحمق" يقلق الآخرين لكنه يسليهم لأنه ليس فاهم. يتحلقون حوله وهو ممدد في الشارع متمنين موته.. وعندما يستيقظ من غيبوبته يصابون بخيبة أمل: "سينظرون إليه كشبح وهو يسير بينهم". وتلقائية شكري، التي يحكي بها، تلازمه وهو يسمي الأشياء المكونة للاهتمامات اليومية عند أشخاصه الهامشيين. ويكون الجنس في طليعة تلك الاهتمامات. إن الثنائية الفاصلة بين الأشياء تنعدم في سلوكاتهم، والجسد كلي، به يواجهون العالم، ومنه يستوحون ردود الفعل.. والشهوة تختلط بما هو نباتي وحيواني، وبالوجود والعدم.