صدر حديثًا عن وزارة الثقافة، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب "سيرة الأزبكية"، للدكتور وائل إبراهيم الدسوقي.
يحتوي الكتاب على مقدمة، ومدخل، و6 فصول، بالإضافة إلى ملحق صور، وقائمة للمصادر والمراجع، التي استعان بها المؤلف في الكتاب، ويقف الكتاب على تاريخ حي الأزبكية العريض، منذ العصور الإسلامية الأولى حتى السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين، وتتناول فصوله الأربعة الأولى الحديث عن تاريخ الأزبكية في عصورها المختلفة، أما الفصل الخامس فهو عن تاريخ الأزبكية الثقافي، وتم تخصيص الفصل السادس فيه للحديث عن سور الأزبكية.
وحمل الفصل الأول للكتاب عنوان "الأزبكية في العصور الإسلامية الأولى"، أما الفصل الثاني جاء بعنوان "الأزبكية في زمن العثمانيين"، والفصل الثالث "العصر الذهبي للأزبكية (القرن التاسع عشر)"، فيما يتناول الفصل الرابع "أفول الأزبكية في القرن العشرين"، والفصل الخامس "التاريخ الثقافي لحي الأزبكية"، وأخيرا الفصل السادس "على ضفاف سور الأزبكية".
وفي تقديمه للكتاب يقول مؤلفه: "إن الأزبكية ارتبطت بالعديد من الأمراض الاجتماعية والسلوكيات الأخلاقية المتوارثة، التي كانت سائدة منذ العصور الإسلامية الأولى، فكانت واحدة من الخرائب التي انتشرت في القاهرة، وأصبحت عاملا مهما وسببا رئيسًا في تفشي وانتشار تلك الأمراض انتشارا كبيرا بين العامة والخاصة، وللحد منها قام الحكام في مختلف العصور بتعمير المنطقة، وجعلوا منها قاعدة مركزية لحكمهم، فسكنها أمراء المماليك، وحكام الدولة العثمانية، واستخدمتها أسرة محمد علي باشا كنواة لمشروعاتهم التحديثية".
ويضيف: "وإلى جانب عمليات التطوير، كتجفيف البرك وإقامة المنازل والقصور والأسواق والمباني الحكومية والمنشآت الثقافية المختلفة والقضاء على الجريمة، أدركت الحكومات المصرية عبر العصور أنه من الواجب أن تهتم بإةنشاء الحدائق وأماكن التريض العامة، التي يحتاجها الناس جميعا للراحة والاستجمام، فعملوا على إنشاء العديد منها، وزينوها لجعلها جذابة تسر الناظرين، وحينما أراد الخديو إسماعيل أن تكون الأزبكية تحفة فنية خضراء، ونواة عاصمته التي رغب في أن تكون باريس الشرق، أمر بتطوير حديقة الحي، بحيث تكون بقعة خضراء وسط عاصمته المتطورة، فقد كان يعلم جيدًا أن ثقافة إدخال النباتا الغربية في الحدائق يعد من اكثر العلامات التي تميز تقدم وأخلاق الشعوب، وأنه في جميع البلدان المتحضرة نجد ذلك ميلًا عامًا، فهو من عناصر النظافة والمتعة والترفيه، وهو فن مفليد ومصدر للتجارة والازدهار، ومن المعروف أن جمع النباتات في الحدائق مثله مثل معارض الصور والمتاحف الفنية وما إلى ذلك، وغالبا ما تحتوي المدن الكبيرة على متنزه، بل وفي بعض الأحيان غابة في تحوم المدينة، فأصبح حي الأزبكية بذلك يضم العمائر الحديثة وأماكن التريض والاستمتاع".
سيرة الأزبكية