اكتشف علماء في جزر سليمان شعاب مرجانية ضخمة، يُعتقد أنها الأكبر على الإطلاق، مما لفت انتباه العالم إلى حجمها وأهميتها البيئية، ويمتد المرجان، الذي يبلغ عرضه حوالي 111 قدمًا وطوله 104 أقدام، على مساحة تضاهي ملعبين لكرة السلة ويمكن رؤيته من الفضاء، ويسلط هذا الاكتشاف، الذي توصل إليه فريق من بعثة ناشونال جيوجرافيك "البحار البكر" في أكتوبر، الضوء على وجود عمالقة بحرية لم يتم تسجيلها من قبل.
عملاق مخفي في المحيط
لاحظت الدكتورة مولي تيمرز، العالمة الرئيسية في البعثة، أن المرجان بدا "مثل حطام سفينة" من سطح الماء، وقد أكد غواصون تحت الماء حجمه الهائل، حيث وجدوا المرجان ممتدًا عبر قاع البحر بأمواج متموجة من درجات اللون البني والأصفر والأزرق، ويقدر عمر المرجان بين 300 و500 عام، وهو قزم صاحب الرقم القياسي السابق، المرجان المعروف باسم "بيج ماما" في ساموا الأمريكية.
وقارن الدكتور إنريك سالا، مؤسس منظمة "البحار البكر"، هذا الاكتشاف بالعثور على "أطول شجرة في العالم" وأكد على أهميته في أبحاث التنوع البيولوجي البحري، وأكد الدكتور ديفيد إم. بيكر، الباحث في الشعاب المرجانية في جامعة هونج كونج، والذي لم يكن جزءًا من البعثة، أن الهياكل المرجانية الكبيرة تمثل المرونة، بعد أن تحملت تغيرات بيئية كبيرة على مدى قرون.
موائل بحرية حيوية معرضة للخطر
على الرغم من أن المرجان يبدو بصحة جيدة، إلا أن العلماء أعربوا عن قلقهم بشأن التهديدات التي يواجهها من الضغوط المحلية والعالمية. يؤدي الإفراط في صيد الأسماك إلى تعطيل النظم البيئية للشعاب المرجانية من خلال إزالة الأنواع الرئيسية التي تدعم صحتها، في حين يشكل تغير المناخ تهديدًا طويل الأمد. وأشار تيمرز إلى أن الشعاب المرجانية معرضة بشدة لارتفاع درجة حرارة المحيطات، مما قد يؤدي إلى تبييض المرجان وفي النهاية موت المرجان.
تستضيف جزر سليمان، التي تضم أكثر من 490 نوعًا من الشعاب المرجانية الصلبة واللينة، واحدة من أغنى النظم البيئية المرجانية في العالم. ويعد اكتشاف هذا المرجان بمثابة تذكير بالعجائب الخفية التي يحتويها المحيط والحاجة الملحة للحفاظ عليه في ظل ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
