* الأسير المحرر: جنود الاحتلال ضربوني بالمعتقل وانفكت ريشة من صدري ولا أستطيع النوم بسببها
* آدم بهار: الاحتلال تركني بجنوب غزة ولا أستطيع العودة للشمال لأجتمع بزوجتي وأبنائي ولا أعرف شيئا عنهم
* شهادة المعتقل المحرر: جيش الاحتلال كان يمنعنا من السجود وحرقوا المصحف أمامنا
* متحدث هيئة شئون الأسرى: 6 آلاف معتقل من غزة والاحتلال يمارس تعذيبا وحشيا ضدهم
* شقيقة الأسير المحرر: أبناؤه الأربعة يشتاقون لرؤيته وزوجته تضطر لبيع طرود غذائية لجلب الحليب للرضيع
* لجنة الأسرى بغزة: هناك سجون سرية يضع الاحتلال معتقلى القطاع فيها
يتردد الفلسطينيون عليه يوميًا بعدما أصبح لديه صيتًا واسًعا في شارعه من خلال صالون الحلاقة الذي يمتلكه ويديره، كان يعيش حياة مستقرة وهادئة مع زوجته وأبنائه، يعود كل يوم إلى المنزل ليشترى الطعام لأسرته، كانت كل أمنياته أن يعيش مستورا مع عائلته وألا يتفرقا، لكن جاء الاحتلال ليحول حياته رأسا على عقب.
آدم بهار، شاب فلسطيني كان يعيش بشكل مستقر مع أسرته في حي الشجاعية قبل بداية العدوان، لكن بعد اندلاع الحرب واقتحام الاحتلال لمدينته الكائن فيها وهو وعائلاته في مطلع يوليو الماضي، فقد شقيقه الذي استشهد خلال اقتحام القوات الإسرائيلية للمنزل، كما اعتقل هو واثنان من أشقائه، ورغم إخلاء سبيله مؤخرا، إلا أنه يعيش في جنوب القطاع بعيدا عن زوجته وأبنائه الأربعة بينهم رضيع، ولا يستطيع الذهاب إليهم، وأصبح كل أمنيته أن يرى أسرته ويطمئن عليهم، ويخشى أن يستشهد أو يعتقل قبل أن يراهم.
الشاب الفلسطيني هو واحد من أكثر من 5 آلاف معتقل من قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال في القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، وفقا لما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومى في غزة، و6 آلاف معتقل، وفقا لتصريحات قيادات هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، وسبب اختلاف أرقام الأسرى هو لجوء الاحتلال إلى الإخفاء القسري وتعتيم شديد حول عمليات الاعتقال التي يشنها ضد سكان القطاع، وهو ما يفسر سبب تذيل بيانات هيئة شئون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني بعبارة "المعطيات المتعلقة بحالات الاعتقال، تتضمن المعتقلين من الضفة دون غزة، والتي تقدر أعدادهم بالآلاف".
آدم بهار
"أدم بهار"، ابن حي الشجاعية، كل حلمه كان تربية أبنائه وتكوين بيت سعيد، كان رؤيته لزوجته وأبنائه بجواره يحمل له شعور السعادة والرضا، إلا أن الاحتلال قتل هذا الشعور لديه، فلم تكتف قوات الاحتلال بقتل شقيقه "محمد"، واعتقال شقيقيه جاد الحق وسيف الدين، بل أصر أيضا على اعتقاله وأخذه من وسط عائلته، وترى زوجته وأبنائه وأشقائه آدم وهو مكبل اليدين والقدمين ومعصوم العينين ويشده جنود الاحتلال خارج المنزل بعد أن قتلوا شقيقه، ولا يعلمون أين سيذهب به الجنود الإسرائيليين، ولكن حاله كان أفضل بقليل من أشقائه الآخرين حيث تم إخلاء سبيله بعد 50 يوما من الاعتقال وترحيله للجنوب، ولكن شقيقه الاثنين لا زالا قابعان داخل سجون الاحتلال.
ويقول آدم بهار، لـ"اليوم السابع": "تم اعتقالي في أخر اقتحام لحي الشجاعية في مطلع يوليو الماضي، بعد محاصرة الحي لمدة أسبوع كامل من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، ثم هاجموا منزلنا من قبل الكلاب البوليسية، وقتلوا شقيقي محمد، وطردوا زوجتي وأمي وأخوتي وأولادي وزوجات أخوتي خارج المنزل واعتقلت أنا وأخي، ثم تم الإفراج عني بعد مرور ما يقارب 50 يوما، ليتم ترحيلي إلى جنوب القطاع بعيدا عن عائلتي وزوجتي وأولادي الذين يعيشون الأن في شمال القطاع".
"اطلب مساعدتي لو بالقليل حيث لا يوجد لدي مقومات الحياه في جنوب القطاع ولا يوجد لدي خيمة أو أي شئ حتي الآن يمكنى من الحياة بعيدا عن أسرتي"، هكذا شرح "آدم بهار" حجم معاناته بعد إخلاء الاحتلال سبيله من سجن عوفر وترحيله للجنوب، وأصبح لا يستطيع الذهاب إلى الشمال بفعل استمرار القصف وصعوبة التنقل بين المدن في ظل الحواجز التي يضعها الاحتلال بين كل مدينة في القطاع، وانقطعت أخباره عن أسرته وانقطعت أخبار أسرته تماما عنه.
ويقول آدم بهار: "ليس لدي أموال ولا منزل ولا فراش ولا نجد طعام، وأصبحت الآن مشردا في جنوب القطاع أعيش في الشارع، حيث ليس لدي خيمة ولا امتلك الأموال لشراء خيمة، كما أن هاتفي المحمول ضاع بعد اعتقالى من قبل قوات الاحتلال، وأحمل هاتف شقيقتي بشكل مؤكد ولا أجد من يساعدني على إيجاد مقومات الحياة أو الذهاب إلى الشمال للاجتماع مع أسرتي".
ويحكى الأسير الفلسطيني المحرر تفاصيل اعتقاله وتعرضه للتعذيب داخل سجون الاحتلال قائلا :"فور اعتقال قوات الاحتلال لي من منزل العائلة في حي الشجاعية، تم ترحيلي من الشمال إلى الجنوب وسجنت في سجون الاحتلال حوالي 50 يوما، وشاهد كل أشكال التعذيب، وعندما سجنوني في المعتقل وجدت معتقل فلسطيني معه محلول فسألته لماذا المحلول فقال لى "إنهم أدخلوا عصاه في أجزاء حساسة من جسمه فحدث له نزيف وتم تحويله لمستشفى وأجروا له عملية جراحية ثم أعطوه محلول ولم يعد يستطيع أن يذهب للحمام، وهناك زملاء في السجن حكوا لي أنه تم اغتصابهم جنسيا عبر الكلاب البوليسية وهناك شباب وضعوهم في نظام توابيت ويتم وضعهم تحت الأرض وهذه التوابيت بها مرواح كهربائية بحيث لا يستطيع السجين أن يتحرك مطلقا حتى لا تصيبه تلك المراوح في التابوت أو أن يعترف بالاعترافات الجاهزة التي يطلب الاحتلال منه أن يقولها".
ويروى آدم بهار، أبرز أشكال التعذيب التي تعرض لها داخل سجن عوفر التابع للاحتلال قائلا :"في المعتقل تم تعذيبنا بالأجهزة الكهربائية والكلاب البوليسية وتشليحنا عارين بدون ملابس وسبنا بكل السباب والألفاظ النابية ، وكل يوم صباحا يأتون بالكلاب البوليسية والكهرباء لتعذيبنا ويتلفظون بألفاظ نابية يوميا، وفي السجن – الذي وصفه بالجحيم - ممنوع تتحرك يمينا أو يسارا، ونظل مكبلين اليدين والقدمين ونجلس على ركبتنا ومعصومين العينين طوال الوقت حتى الصلاة يمنعونا الصلاة إلا ونحن جالسين ويمنعونا من الركوع والسجود".
ويتابع :" في إحدى الأيام كلاب الاحتلال نهشت جسدي وعضدنى في يدي وقدمي وحتى الآن أعاني بسبب هذا الأمر، وخلال اعتقالى، ضربني جندي إسرائيلي على صدري وانفكت ريشة من صدري ولم أعالج لمدة 20 يوما ولم أحصل على أي دواء، وحدث لي نزيف وبعد خروجى من السجن ذهبت لمستشفى شهداء الأقصى وأجروا له فحوصات وأعدوا تقرير طبي وحتى الآن أعاني من هذا الانفكاك في الريشة ولا استطيع النوم ليلا وأشعر دائما وكأنى ما زالت في السجن".
ويواصل آدم بهار حديثه عن ألوان التعذيب المختلفة التي تعرض لها مع زملائه في سجون عوفر قائلا :"لم يعاملونا كبني آدميين ولكن كحيوانات بشرية في السجن وكانوا يضغطون علينا كي نعترف باتهاماتهم، وكانوا يضيقون علينا في الصلاة، ومزقوا المصحف الشريف أمامنا وظللنا نصرخ بعد هذا المشهد، كما سمعت من الشباب في السجن أن هناك أسرى استشهدوا من التعذيب وأصبح بعضهم يعاني من الصرع ونزيف في المخ، وفقدان للذاكرة من كثرة التعذيب، هناك أسير يبلغ من العمر 70 عاما وكان مسجونا مع أولاده وأحفاده في نفس السجن، وكان مريض ولم يحضروا أطباء، ولدي صديق في السجن يدعى "وليد حبيب" عضده الكلب وتم تعذيبه بالكهرباء ولم يهتموا بعلاجه وظل الدود يخرج من يديه.
في 1 أكتوبر الماضي، أصدر هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، تقريرا حول المعتقلين الجرحى في سجون الاحتلال، أكدت فيه أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومنذ بدء حرب الإبادة صعدت من عمليات اعتقال الجرحى، سواء من أُصيب قبل اعتقاله بمدة أو من أُطلق عليه النار خلال عملية اعتقاله، كما وصعّدت من عمليات الإعدام الميداني خلال حملات الاعتقال المستمرة والمتصاعدة بشكل غير مسبوق، حيث أكد التقرير أن الاحتلال يحتجز العشرات من الجرحى داخل السجون في ظروف قاسية جدا ومأساوية، حيث تمارس إدارة السّجون جملة من الجرائم بحقّهم، أبرزها الجرائم الطبيّة، عدا عن أنّها حوّلت إصابات المعتقلين إلى أداة للتنكيل بهم، وتعذيبهم.
تقرير هيئةشئون الأسرى عن أوضاع المعتقلين في سجون الاحتلال
ونقل تقرير هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، إفادة من معتقل لم يذكرا اسمه واكتفوا بإطلاق عليه حروب "و.ه"، خوفا على حياته، وهو معتقل إداري منذ شهر مارس 2024، حيث قال :"تعرضت لإصابة برصاص الاحتلال قبل اعتقالي بمدة، حيث أصبت برصاص متفجر في البطن، وقد خضعت لعدة عمليات جراحية، وتم وضع كيس خاص للإخراج، بعد أن سببت الإصابة ضرر كبير لي في الأمعاء، وعند اعتقالي حضرت قوة خاصة من جيش الاحتلال، وقاموا بتعصيب عيني إلا أنهم اضطروا لترك العكاز معي كوني لم أكن قادرا على المشي، ولاحقا نقلوني إلى أحد المعسكرات وهناك تم تقيدي بقيود بلاستيكية وقاموا بضربي مستخدمين البساطير، وأيديهم، ثم جرى نقلي إلى معتقل حوارة، وتم تركي لمدة يومين وأنا ملقى على الأرض، وفي اليوم الثالث تم اقتيادي إلى سجن الرملة، واحتجزت فيه لمدة شهر، وجرى نقلي عدة مرات للتحقيق، ولاحقا تم تحويلي إلى الاعتقال الإداري، وجرى نقلي إلى سجن مجدو، حيث أعاني اليوم من أوجاع شديدة وغير محتملة".
وفى 20 أكتوبر الماضي أيضا أكد نادي الأسير الفلسطيني، في بيان له، أن الاحتلال يواصل اعتقال المدنيين من غزة وتحديدا من الشمال، منهم النساء، والأطفال، والطواقم الطبيّة، وينفذ جريمة الإخفاء القسري بحقهم، ويرفض الإفصاح بشكل كامل عن هوياتهم وأماكن احتجازهم، فيما لم تتمكن المؤسسات المختصة ومنذ بدء حرب الإبادة من حصر حالات الاعتقال من غزة والتي تقدر بالآلاف.
تقرير نادي الأسير الفلسطيني عن عمليات التعذيب ضد المعتقلين الفلسطينيين
عدد الأسرى في غزة يصل لـ6 آلاف وهناك شهداء لم يعلن عنهم الاحتلال
وهنا يؤكد ثائر قريدح، المتحدث باسم هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، أن عدد أسرى غزة غير معروفين بشكل دقيق حتى الآن، على عكس الأسرى في الضفة الغربية، في ظل عدم تسجيل الكثير من الحالات التي يعتقلها الاحتلال بشكل سري في ظل العدوان الإسرائيلي الذي يشنه على قطاع غزة، موضحا أن الاحتلال أعلن 1600 معتقل فلسطيني فقط ولكن الباقين داخل السجون ولم يتم الكشف عن الإحصائيات من قبل الاحتلال، حيث يوجد الآلاف المختفيين قسرا، وهناك شهداء تم التكتم عن مصيرهم من قبل قوات الاحتلال، ولا تعرف أسرهم مصيرهم حتى الآن.
ويضيف المتحدث باسم هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن عدد الأسرى الفلسطينيين في قطاع غزة يصل تقريبا إلى 6 آلاف أسير، ولكن لا يوجد تدقيق بشكل كبير في هذا العدد نظرا لوجود حالات اختفاء قسري لا يعلم أحد مصيرها حتى الآن، لافتا إلى أن الاحتلال يمارس عدة جرائم ضد الأسرى في قطاع غزة، ما بين الإخفاء القسري، وكذلك التعذيب الوحشي الذي يؤدى إلى استشهاد عشرات المعتقلين حتى الآن سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية.
عدد أسرى غزة في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023
وجود معتقلات سرية للاحتلال في غزة
وحول أسباب عدم معرفة العدد الدقيق للمعتقلين في قطاع غزة، وكذلك عدم القدرة على معرفة أوضاعهم داخل المعتقلات، يؤكد جمال فروانة، عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية فى غزة، أن الاحتلال أقدم على اعتقال المئات من المعتقلين دون أن يوضح أماكن اعتقالهم، بجانب استمرار العدوان والجرائم والاقتحامات للمدن جعلت من الصعب تدقيق تلك الأرقام الخاصة بالمعتقلين.
ويضيف "جمال فروانة" في تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية سجلت عدد كبير من الأسرى من قطاع غزة ولكن سياسة الإخفاء القسري التي يتبعها الاحتلال مع المعتقلين في القطاع بعد 7 أكتوبر 2023 جعلت أعداد المعتقلين غير دقيقة، متابعا: "هناك معتقلات إسرائيلية معلنة ومعتقلات سرية للاحتلال في غزة لا أحد يعرف عنها شيء ولا نعرف كم عدد المعتقلين فيها".
وفي 6 أكتوبر الماضي، أعلنت هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، أنه بعد مرور عام على حرب الإبادة في قطاع غزة، وصلت حصيلة شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء حرب الإبادة، إلى 40 شهيدا، 14 منهم من الضفة الغربية والقدس، و2 من أراضي عام 1948، و24 من قطاع غزة، ليصل إجمالي الشهداء الأسرى والمعتقلين المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 إلى 277.
عدد الأسرى الشهداء في سجون الاحتلال
نعود لقصة آدم بهار، والذي يتحدث عن المعاناة التي يعيشها بعد إفراج الاحتلال عنه وترحيله إلى الجنوب قائلا :"تم ترحيلي من قبل قوات الاحتلال إلى معبر صوفا وأعيش حاليا في الجنوب، وأعاني كثيرا حيث إن الوضع صعب لأن الاحتلال جردونا من كل شيء وكل الأمانات التي كانت معنا أخذوها ورمونا في الجنوب ولا أحد يتعرف علينا وليس معنا خيم ولا ملابس، حيث خرجنا من سجون الاحتلال لسجن أخر في الجنوب لأن الحياة صعبة للغاية بعيدا عن أسرتنا، وأهل الخير أعطونا بعض الملابس في الجنوب، ونريد من أي جهة دولية أن تسمع أصوات معاناة الأسرى المحررين وتشعر بهم".
ويتابع الأسير الفلسطيني المحرر :" لي أخ معتقل منذ أول يوم عيد الفطر الماضي ولا نعلم عنه أي شي حتى الآن، وأنا الوحيد الذي تم الإفراج عني من سجون الاحتلال من أخواتي، ولكن الحياة التي أعيشها ليست حياة بعيدا عن زوجتى وأبنائي الربعة، فأنا في الجنوب وزوجتي وأولادي في الشمال ولا أعلم من يصرف عليهم ماديا أو من معهم، أعيش حاليا في منطقة دير البلح أمام مستشفى شهداء الأقصى أتمنى أن يساعدنا أحد في الذهاب للشمال والالتقاء بعائلتى ورؤية أسرتي الذين اشتقت لهم كثيرا.
ويواصل حديثه عن عدم وجود أموال أو ملابس شتوية له قبل حلول فصل الشتاء، قائلا :"نتمنى أن يحضر لنا أحد الطعام والملابس، حيث سيأتي علينا الشتاء ونحن ليس لدينا ملابس شتوية، فأنا أنام في المدرسة وأحيانا في مستشفى شهداء الأقصى بمفردى وليس لدي خيمة ولا أعرف أحد لأقيم عنده، ولا استطيع رؤية أولادي، ومستقبلى قد انهار، فكنت أعمل حلاقا وصالون الحلاقة تدمر خلال الحرب وأصبحت بلا عمل وأعاني كثيرا وثمن الماكينة الحلاقة 2500 شيكل وبالتالي من الصعب شرائها في هذا الوقت كي أعود لعملى وأتكسب منه.
زوجة بهار تضطر لبيع طرود غذائية للإنفاق على الرضيع
آدم بهار ترك زوجة وولدين وبنتين بينهم طفلة رضيعة، يعيشون بدون عائل للأسرة، هكذا أصبح حال أسرة آدم بهار الذ يدمره الاحتلال، وشتت شملهم، فلا الأب يستطيع أن يحقق حلمه في رؤية أبنائه، والأبناء بعيدون عن حضن الأب، وأصبحت الأم تقوم بدور الأب والأم في آن واحد كي تستطيع أن تطعم أبنائها.
الطفل صلاح ادم بهار
"أبنائه مشتاقون لوالدهم كثيرا ولا يستطيعون الوصول له وأمهم تضطر لبيع بعض الطرود الغذائية لشراء الاحتياجات الأساسية لرضيعها"، هكذا تؤكد سارة بهار، شقيقة آدم بهار، والتي تعيش مع عائلة آدم في الشمال، حيث تقول:" ايلين ابنة شقيقي وعمرها 5 أ‘وام متعلقة بوالدها كثيرا، وتطلب دائما أن تذهب له لأنها اشتاقت لوالدها وحنانه لها كثيرا، والوضع صعب كثيرا على أسرة شقيقة لأنهم بعيد عن الأب".
الطفلة إيلين آدم بهار
وتضيف سارة بهار في تصريحات لـ"اليوم السابع" :" نتواصل مع شقيقي عبر الهاتف بين الحين والأخر، وأبنائه يشتاقون لرؤيته ورغم أن الوصول له في دير البلح لا يستغرق أكثر من نصف ساعة ولكن بسبب وجود الاحتلال والحواجز التي أقامها بين مدن القطاع والتقسيم بين المدن منع الأبناء من رؤية أبيهم لأن الوصول له أصبح صعبا للغاية في ظل استمرار القصف والعدوان".
الطفلة ليان أدم بهار ابنة الأسير المحرر
وحول طريقة تدبير الأسرة لقوت يومها بدون وجود الأب تقول سارة بهار :" هناك طرود غذائية تذهب إلى الأسرة في شمال قطاع غزة، وتضطر الأم إلى بيع بعض تلك الطرود الغذائية كى توفر لابنتها الرضيع بعض الاحتياجات الأساسية من البامبرز والحليب، كما أن عمهم يلبي طلبات الأسرة أيضا في ظل غياب الأب ولكن يظل وجود الأب مختلف، وفي أغلب الوقت تتخلى الأم عن طرد غذائي من أجل رضيعها ".
أنس آدم بهار
كما يؤكد جبريل بهار، شقيق الأسير المحرر آدم بهار، أن آدم كان يقيم هو وزوجته وأبنائه في نفس بيت العائلة في حي الشجاعية الذي يضم والدته وأشقائه، مضيفا لـ"اليوم السابع":" منذ أن تم اعتقاله في يوليو الماضي لم يستطع العودة لمنزل العائلة حتى الآن رغم الإفراج عنه ولكن ترحيله للجنوب جعل من الصعب أن يصل إلى حي الشجاعية ويجتمع مع عائلته".
وبشأن من يرعى أبناء آدم بهار في ظل غياب والدهم يقول شقيقه :" والد زوجته يرى أبناء آدم كون أن زوجته تعيش الآن في منزل أبيها نظرا لغياب زوجها وعدم قدرته على الوصول إلى بيته لأنه يعيش في الجنوب وأسرته في الشمال، وفي بعض الأحيان نحن أعمامهم نساعدهم بما نستطيع ولكن الوضع صعب للغاية في الشمال في ظل استمرار العدوان والقصف ونقص المساعدات".
ايلين آدم بهار
انتهاكات الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين تخالف القانون الدولي
وبشأن عمليات التعذيب التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيين، يؤكد الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، أن إسرائيل تتعامل مع كل أسير فلسطيني سواء كبير أو صغير، رجل أو امرأة بنفس المنطق ونفس الأسلوب ونفس العقلية وذلك بطريقة وحشية لا تحترم فيها سن أو مبدأ أو قانون أو أخلاق، موضحا أن هذا ليس بالجديد على طريقة التعامل مع الأسرى الفلسطينيين أو حتى الأسرى العرب الموجودين في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عشرات السنين، تتعامل معهم بطرق وحشية وتفرض عليهم ظروف قاسية.
ويضيف أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن طريقة التعامل مع الأسرى الفلسطينيين ومقتل العديد منهم كان هو أحد أسباب عملية السابع من أكتوبر، حيث وصلت طريقة التعامل السيئة مع الأسرى إلى مستوى لا يمكن السكوت عنه وكان يتوجب أن يتم الرد على هكذا معاملة وايصال رسالة رفض لما يتعرض إليه الأسرى داخل السجون الإسرائيلية من معاملة سيئة.
وبشأن استشهاد الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023، يوضح أن ما حدث بعد السابع من أكتوبر 2023 هو أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض على الأسرى أساليب تعذيب وحشية وقاسية لم تتعرض إليها الحركة الأسيرة من قبل بهذا الشكل اللا إنساني إطلاقاً، متابعا :"مع الأسف الشديد عدد من تم قتلهم داخل السجون الإسرائيلية نتيجة التعذيب والمعاملة المهينة في السجون الإسرائيلية عدد كبير، وطرق التعذيب للأسرى لا يمكن للعقل البشري تصور أنها موجودة في هذا القرن، حيث تعرض عدد من الأسرى الفلسطينيين إلى الاغتصاب الحقيقي من قبل قوات الاحتلال، مع تصوير هذه الجرائم بالفيديو من قبل جيش الاحتلال وذلك لإهانة الأسرى أكثر وأكثر".
وبشأن مخالفة عمليات تعذيب الأسرى للقوانين الدولة، يؤكد أن الإجراءات الإسرائيلية المتبعة منذ السابع من أكتوبر ضد أسرانا البواسل منافية لما يوجبه القانون الدولي، وهذا السلوك الإجرامي كان يتعين الوقوف ضده من قبل المؤسسات الدولية التي من الواجب عليها أن تكون حريصة على سمو القانون الدولي وعدم انتهاك مبادئه بهذا الشكل، لافتا إلى أن الجرائم الإسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين تتطلب من المؤسسات الدولية التحرك العاجل لوقف إسرائيل عن إجرامها بحق الأسرى ووقف طريقة التعامل الوحشية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي مع الأسرى وضمان محاسبة المجرمين الإسرائيليين الذين انتهكوا القانون الدولي ولم يحترموا كل ما نص عليه القانون من قواعد للتعامل مع الأسرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة