قالت مجلة بولتيكو إن البيت الأبيض ينهى خططا لقضاء الشهرين الأخيرين للرئيس جو بايدن فى الحكم فى وضع اللمسات النهائية على إرثه، حتى فى الوقت الذى يرحب فيه برئيس جديد عازم على تمزيق هذا الإرث بأكمله.
ويضع كبار مساعدى بايدن خريطة للأيام المتبقية له تكون الأولوية فيها لمحاولات تعزيز الركائز الأساسية لأجندة الرئيس بالإسراع فى استثمارات البنية التحتية والتصنيع. ويضعون تأكيدا جديدا على السياسات المتعلقة بالصحة والطاقة المعرضة لخطر الإلغاء، بينما ينسقون مع مجلس الشيوخ لملء المناصب القضائية الشاغرة. وفى خطوة يمكن أن تمثل أخر دعم أمريكى ملموس لأوكرانيا، يسارع المسئولون فى تقديم 6 مليار دولار لكييف والإعداد لجولة جديدة من العقوبات ضد روسيا.
ومن بين العقوبات التي تدرسها إدارة بايدن إجراءات جديدة تستهدف صناعة الطاقة الفاخرة فى البلاد، بحسب ما قال أحد مسئولي البيت الأبيض الذى رفض الكشف عن هويته، مع تحرر الغدارة من مخاوف ما قبل الانتخابات بشان التأثير المحتمل لذلك على أسعار الغاز محليا.
وأشارت المجلة إلى الجهود الأخيرة قدمت إحساسا جديدا بوجود هدف داخل البيت الأبيض، بعد أن كان قد فقد عزيمته بسبب عودة ترامب إلى السلكة، وفقا لمقابلات أجرتها الصحيفة مع العديد من مسئولي الغدارة ومستشارين من الخارج. لكن هناك اعترافا صريحا أيضا أنه مقابل كل هذا النشاط، فإن القليل فقط مما يقومون به فى الشهرين المقبلين يمكن أن يكون له أهمية يوم التنصيب.
حيث يبدو أن ترامب على استعداد لضرب كل ما تركته الإدارة خلفها بمطرقة ثقيلة، ولا يمكن لأى قدر من الاهتمام لسمعة بايدن أن يوقفه.
ونقلت بولتيكو عن إيفو دالدر، خبير السياسة الخارجية المقرب من مسئولى بايدن، أن الخلاصة أنه لا يوجد أى شيء يمكن لبايدن أن يفعله اليوم لا يمكن عكسه فى غضون 10 أسابيع.
تأتى استراتيجية الإدارة فى مرحلة ما يسمى بالبطة العرجاء، وهى المرحلة الفاصلة بين انتخاب رئيس جديد وتنصيبه، فى الوقت الذى يسعى فيها مساعدو البيت الأبيض لانتقال رئاسى يراه بايدن مهما لتعزيز ثقة الأمريكيين فى الانتخابات، والذى أكد أن يجب أن يتم بسلاسة.
وتقول بولتيكو أن مسئولى البيت الأبيض يبحثون عنى المزيد من الفرص لبايدن للترويج علنًا لإنجازاته، بما فى ذلك الجلوس لإجراء المزيد من المقابلات أو إلقاء خطاب رئيسى آخر، لكن لم يتضح مدى كثافة هذه المقابلات. وكان بايدن وفريقه قد ابتعدوا عن المناقشات الموسعة مع الصحفيين طوال فترة ولايته، مفضلين جلسات أكثر تحكمًا مع محاورين ودودين.
من ناحية أخرى، يشعر مسؤولو إدارة بايدن بقلق عميق بشكل خاص بشأن مصير عملهم فى الخارج، حيث من المتوقع أن يغير ترامب أولويات الولايات المتحدة بشكل مفاجئ. وتسابق الإدارة لشحن الدفعة الأخيرة من المساعدات إلى أوكرانيا قبل 20 يناير، خوفًا من أن يقطع ترامب على الفور الدعم لدفاع البلاد ضد روسيا.
وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها قد أتموا فى مجموعة السبع أيضًا صفقة أبرمت فى وقت سابق من هذا العام لإقراض أوكرانيا أموالًا مدعومة بأرباح من الأصول الروسية المصادرة، مع خروج أول 50 مليار دولار الشهر المقبل. وقال المساعدون بشكل حاسم، أن هذا الترتيب ليس خاضعًا لأهواء ترامب، على الرغم من أنه لا يزال بإمكانه تعطيل الخطة من خلال سحب مشاركة الولايات المتحدة.
وقال مسئولون أن البيت الأبيض سيفرض أيضًا عقوبات جديدة على روسيا قد تستهدف صناعة النفط والغاز، على الرغم من أن التفاصيل لا تزال قيد المناقشة. ومن شأن هذه الخطوة، التى قد تحظى ببعض الدعم من الجمهوريين، أن تجبر ترامب على اتخاذ قرار بشأن رفعها.
من ناحية أخرى، يحاول المساعدون التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، على الرغم من أن الآمال تتضاءل فى قدرتهم على فعل المزيد لتخفيف التوترات فى الشرق الأوسط، أو تحسين الأزمة الإنسانية فى غزة، قبل أن يتولى ترامب السلطة.
ونقلت بولتيكو عن إيان بريمير، رئيس شركة تقييم المخاطر أوراسيا جروب: "أى شيء بعيدا عن ذلك بشأن غزة أو إيران، لن يكون لديهم فرصة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة