أعلنت دار بونهامز للمزادات فى لندن تحطيم الرقم القياسي كأغلى مصباح يتم بيعه فى العالم، بعدما أعلنت بيع "مشاكة زجاجية" نادرة ومزخرفة بصورة إبداعية من مسجد ومدرسة السلطان سيف الدين صرغتمش بحى السيدة زينب فى القاهرة بنحو 6.5 مليون دولار، وفى ضوء ذلك نستعرض لكم من هو الأمير صرغتمش وما قصة قبته والمسجد.
الأمير صرغتمش هو سيف الدين صرغتمش الناصرى رأس نوبة حلية الخواجا الصواف فى سنة 737 هـ اشتراه السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون بـ200 ألف درهم فضة ثمنها يومئذ نحو 4000 مثقال ذهب.
كان صرغتمش خامل الذكر أى غير معروف وقد عينه الملك الناصر جمدارًا (حامل المرآه للملك)، إلى أن كانت أيام المظفر حاجى بن محمد بن قلاوون، فبدأ نجمه يتلألأ وترقى فى الخدمة إلى دمشق فى نوبة بلبغاروس وصار السلطان يرجع إلى رأيه ولما عاد من دمشق أمسك الوزير علم الدين عبد الله بغير أمر السلطان وأخذ أمواله ومن وقتها عظم أمره واستقر فى وظيفة رأس نوبة كبيرًا فى رتبة الأمير شيخون، وجعل إليه التصرف فى أمور الدولة كلها من الولاية والعزل والحكم.
قصد الناس صرغتمش لقضاء أشغالهم وكثرت مهابته وعارض الأمراء فى جميع ما تحدث فيه، ولما عاد السلطان حسن بن محمد بن قلاوون إلى الملك بعد خلع أخيه الملك الصالح ورأى تدخل صرغتمش وعظم نفوذه وتصرفه فى شئون الدولة قبض عليه فى 20 رمضان عام 759 هـ، وحبسه بالإسكندرية حيث مات فى محبسه بعد شهرين، و12 يومًا ثم نقلت جثته إلى قبة مدرسته، التى شيدها بحى السيدة زينب بجانب مسجد أحمد بن طولون.
تقع المدرسة الصرغتمشية خارج القاهرة بجوار جامع الأمير أبى العباس أحمد بن طولون، وبدأ صرغتمش بناء مدرسته عام 756 هـ، وانتهت فى 757 هـ، وقد جاءت من أبدع المبانى واجلها وأحسنها قالبًا وإبهجها منظرًا، وجعلها وقفًا على الفقهاء الحنفية ورتب بها درسًا للحديث النبوى.
تشغل المدرسة مساحة من الأرض تكاد تكون مربعة تقريبًا، تقوم على مبان قديمة اتخذها المعمار قاعدة وأساسا للمدرسة بعد أن سدت فتحاتها وأبوابها، وللمدرسة واجهتان جنوبية وغربية.
تمتاز قبة مدرسة صرغتمش بظاهرة يندر وجودها فى عمائر القاهرة وهى احتواؤها على قبة مزدوجة البناء، قبة داخلية قطاعها شبة دائرى وتقوم على رقبة متوسطة الارتفاع وقبة خارجية ذات قطاع مدبب وتقوم على رقبة ممتدة الارتفاع، بحيث انها تبدأ فى منتصف النوافذ.
يتوسط القبة تركيبة رخامية نادرة، دفن تحتها المير صرغتمش وابنه المير إبراهيم المتوفى عان 770 هـ، وتحتوى القبة على إيوان يقع فى الضلع الغربى منها شقف مكون من أقباء متقاطعة، سد مدخلخ بمقصورة من الخشب.