أكد خبراء الأمن السيبراني خلال ندوة بعنوان "الدفاع ضد التهديدات الناشئة: الأمن السيبراني المدعوم بالذكاء الاصطناعي"، أهمية الاستخدام المقيد والحذر لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مواجهة الهجمات الإلكترونية المتزايدة. وأوضح الخبراء أن هذه التقنيات، رغم دورها البارز في تعزيز الدفاعات الرقمية، أصبحت أيضًا أداة في يد المهاجمين لتنفيذ هجمات أكثر دقة وابتكارًا.
وقال الدكتور أحمد حسن علي، مدير الأمن السيبراني في شركة ألكان، إن الذكاء الاصطناعي يعد سلاحًا ذا حدين. وأشار إلى أن المهاجمين أصبحوا يستخدمون هذه التكنولوجيا لتطوير هجمات إلكترونية متقدمة، مما يشكل تحديًا كبيرًا للأمن السيبراني. كما أكد أن الذكاء الاصطناعي يعزز قدرة المهاجمين على تحليل البيانات بدقة، مما يسهل تنفيذ هجمات معقدة.
وفي نفس السياق، أشار أيمن شعبان، رئيس وحدة الاستجابة للحوادث في شركة "كاسبيرسكي" لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى أن التقنيات مثل التعلم الآلي ليست جديدة، حيث استخدمها القطاع الخاص لعدة عقود. ومع ذلك، فإن ظهور أدوات مثل "ChatGPT" زاد من تعقيد الهجمات، ما يتطلب توخي الحذر في استخدامها. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل كبير على البيانات المتاحة، مما يجعل الهجمات أكثر فعالية ومرونة.
من جانبه، قال نيكولاي سولينج، مدير التكنولوجيا في شركة "هيلب إيه جي"، إن التحدي الأكبر يكمن في كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وإيجابي، خاصة في مجالات الدفاع السيبراني. وأوضح أن المشاركة الواسعة للبيانات الشخصية من قبل الأفراد تسهم في تسهيل تنظيم الهجمات بدقة وعمق.
يحيى الجوهري، رئيس أمن المعلومات في "إي فاينانس"، تناول أهمية الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي، مؤكدًا ضرورة التعامل بحذر خاصة في المعاملات المالية والبيانات الحساسة. وأشار إلى أن استخدام وتداول البيانات المالية يشكل تحديًا كبيرًا فيما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل آمن.
وفي ختام الندوة، أكد أحمد المنشاوي، أخصائي حلول حماية البيانات في "ديل تكنولوجيز"، ضرورة بناء أنظمة دفاعية متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لحماية المنظمات من الهجمات المبتكرة، مشددًا على أهمية التدريب المستمر والتوعية بأهمية الحفاظ على أمان البيانات.
تأتي هذه الندوة ضمن فعاليات Cairo ICT 2024، والتي تستمر في جمع قادة الفكر والخبراء لمناقشة أحدث التوجهات والتحديات في مجال الأمن السيبراني والتكنولوجيا.