يدفع المدنيون الثمن الأكبر، في الحرب الدموية التي تجرى على أرض السودان، والتي اندلعت في إبريل 2023، بين القوات المسلحة السودانية، وميليشيا الدعم السريع، وراح ضحيتها الآلاف وخلقت أزمة نزوح هي الأكبر في العالم، وفقا للأمم المتحدة.
وخلال الفترة الماضية، اتجهت أصابع الاتهام بشكل كبير، لميليشيا الدعم السريع، حول تعمدها استهداف المدنيين بشكل مباشر، خاصة في ولاية الجزيرة، التي تشن الدعم السريع حملة انتقامية على قراها منذ 21 أكتوبر الماضي، وارتكبت فيها انتهاكات كبيرة بحق المدنيين، ما بين القتل العمد والعنف الجنسي والتصفية على أساس عرقي، وفقا لبيانات سابقة لمؤتمر الجزيرة، وهو كيان مدنى يستهدف رصد الانتهاكات بالولاية.
إجراء 22 ألف عملية لاستخراج أعيرة نارية في الخرطوم
وفى سياق آخر، كشف مسئول حكومي، في وزارة الصحة بولاية الخرطوم، عن إجراء 22 ألف عملية لاستخراج أعيرة نارية وعلاج 33 ألف جريح.
وأوضح محمد إبراهيم، رئيس لجنة الطوارئ الصحية بولاية الخرطوم، محمد إبراهيم، في بيان أنه جرى علاج أكثر من 33 ألف جريح وإجراء 22 ألف عملية مجانية لاستخراج أعيرة نارية.
وأشار إلى أن المستشفيات العاملة في الولاية تبلغ 31 مستشفى من أصل 54 مستشفى، إضافة إلى تشغيل 158 مركزًا صحيًا من أصل 243 مركزًا.
ومن جانبه، أفاد والي الخرطوم أحمد عثمان أن الولاية تعمل على تعويض المؤسسات العلاجية التي خرجت عن الخدمة بسبب التخريب الذي طالها من قوات الدعم السريع، وذلك عبر إنشاء مرافق جديدة وتأهيل مستشفيات مثل مستشفى النو والبلك، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وأضاف أن التحديات التي تواجه ولاية الخرطوم تتمثل في استعادة خدمات المستشفيات بالمناطق التي حُررت من قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن ذلك يتطلب توفير تمويل لإعادة التأهيل وصيانة محولات وخطوط الكهرباء.
مقتل 61 ألف في الخرطوم منذ اندلاع الحرب
وفى سياق متصل قدّرت دراسة جديدة أجرتها مجموعة أبحاث السودان بكلية لندن للحفاظ على الصحة وطب المناطق الحارة، مقتل 61 ألف شخص في ولاية الخرطوم منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023.
وأوضحت الدراسة أن أعمال العنف تسببت بشكل مباشر في مقتل 26 ألف شخص من إجمالي القتلى، الذين يمثلون زيادة بنسبة 50% عن معدلات الوفيات قبل الحرب.
الدعم السريع تفرض حصار على مدينة رفاعة وتفشى حالات وفيات غامضة
ومن ناحية أخرى، اتهم ناشطون ميليشيا الدعم السريع بفرض حصار على مدينة رفاعة بولاية الجزيرة، بوسط السودان، في وقت تفشت فيه حالات وفيات بصورة يومية منذ قرابة الشهر لأسباب غامضة.
وقالت منصة "مؤتمر الجزيرة" في بيان، السبت، إن مليشيا الدعم السريع قامت يوم الجمعة باختطاف خمسة من مواطني مدينة رفاعة، وطالبت بدفع فديات مالية تصل لخمسة ملايين جنيه سوداني للفرد الواحد نظير إطلاق سراحه.
وأضافت: "في الأثناء تفرض المليشيا حصاراً محكما على المدينة في ظل انعدام كامل للخدمات الضرورية".
ونقلت منصة مؤتمر الجزيرة عن شهود عيان قولهم إن هناك وفيات وسط المواطنين لأسباب غامضة تتراوح بين 7- 10 أشخاص يومياً وذلك منذ ثلاثة أسابيع، مع تواصل لعمليات الخطف، والسلب والنهب، وفقا لصحيفة التغيير السودانية.
قبل أيام قليلة، اتهمت منصة مؤتمر الجزيرة الحقوقية، قوات الدعم السريع بإغراق قرية "السريحة" في ريفي محلية الكاملين بالمياه، بعد أن قتلت 181 من مواطنيها وهجرت كل سكانها، وذلك بعد أن قامت بالفعل ذاته في منطقة جنوب الجزيرة.
وبحسب شهود العيان فإن المياه تدفقت بغزارة على المنازل الفارغة من السكان، مما يهددها بالانهيار التام.
وقال مواطنون إن القوات بعد أن هجّرت سكان تلك القرى بدأت ما أسموه بـ"حرب المياه".
الدعم السريع تغرق طفل في مجرى مائي وتقتل 19 قرية التومسة
ومن جانبهم اتهم أهالي قرية التومسة جنوب ولاية الجزيرة وسط السودان، الدعم السريع بمهاجمة القرية بأكثر من 15 مركبة قتالية وقتل 19 مواطنا بينهم طفل لم يبلغ عمره ثلاث سنوات وتعرض 16 آخرين لإصابات مختلفة وعدد 12 مفقودين.
وقال الأهالى في بيان موجه إلى النائب العام ووالي ولاية الجزيرة المكلف والمجلس القومي لرعاية الطفولة والمنظمات الحقوقية، عن عدد من شهود العيان، أن قوات الدعم السريع هاجمت قرية التومسة، باستخدام أكثر من 15 عربة قتالية بكامل عتادها العسكري وأطلقت النار بصورة عشوائية مما أثار موجة من الرعب والهلع والفزع وسط الأسر والاهالي الامنين العزل في معركة غير متكافئة"، على حد وصفهم.
وأوضح البيان أن الهجوم نتج عنه مقتل 19 مواطنا وإصابة 16 اخرين بإصابات مختلفة وعدد 12 مفقودين.
ولفت البيان إلى أن معظم الأسر وأغلبهم من النساء والأطفال والمرضى وكبار السن، سارعوا في مغادرة القرية متجهين غربا بحثا عن الأمان، وأضاف البيان :"إلا أن المليشيا طاردتهم وأرعبتهم باستخدام السلاح".
وأضاف البيان :"قام أحد أفراد المليشيا بانتزاع الطفل مهند محمد موسى من حضن أمه والقى به أمام عينيها في مياه خزان الشريف مختار وهو مجرى الماء الرئيسي المغذي لامتداد المناقل ويبلغ عمقه أكثر من خمسة أمتار وعرضه أكثر من ستة أمتار تقريبا ويمتد من سنار جنوبا إلى المناقل ويمر غرب قرية التومسة".
وشدد البيان على التحقق والتحقيق في الجريمة التي وصفها بالمروعة والمنتهكة لحقوق الطفولة والأمومة وحقوق الإنسان التي تكفلها كافة المواثيق الدولية وتعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، مطالبا بمحاكمة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.