لأنه عشق رائحة الطين الواحاتى ودأب على الاستمتاع برؤية تحويله من قطعة صماء إلى آداه تربى على استخدامها فى سنوات طفولته داخل بيت العيلة، ومنها الزيرة والقلل والطاجن والمخيض فاستغل أولى الفرص التى حصل عليها لممارسة هوايته التى يحبها وداخل وحدة تصنيع الفخار بمحافظة الوادى الجديد، نجح فى اخراج ابداعاته وتحويلها الى قطع فنية متطورة تناسب التطور الحضرى وتحول الزمن ليصبح من أبرز وأقدم الفنانين المتخصصين فى تشكيل القطع الفخارية الواحاتية برؤية عصرية متطورة وهو أحمد عبيد نظير ابن مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، والذي قضى اكثرمن 20 عام فى حرفة صناعة الفخار، حيث يقوم بتشكيل أوانى الطعام الفخارية ومنها الطواجن وقوالب اللحوم التراثية والانتيكات والفازات والاباليك ووحدات الإضاءة المتكاملة، وتصنيع الركنات التى تستخدم فى الفيلات، وغيرها من القطع الفنية الإبداعية.
وقال أحمد نظير أنه احترف مهنة الفخار منذ سنوات طويلة، حيث كان هاويا لها وبالصدفة اتيحت له فرصة تدريبية داخل وحدة الخزف والفخار الحكومية وبعد الإنتهاء منها قرر أن يستمر فى هذه الحرفة بهدف إتقانها وعانى فى البداية من صعوبة إستخدام الدولاب الفرعونى الذي يختص بكل فنيات تشكيل الفخار عليه حتى تمكن من احترافه وأصبح مع مرور السنوات ماما بكل تفاصيل الحرفة واستمر فى العمل بوحدة الخزف لأكثر من 20 عام حتى الآن.
وأضاف نظير أنه يتم استخراج الطفلة الصلبة الصالحة للاستخدام وعزلها عن الطفلة السائلة، والتى تستخدم فى صب القوالب بينما تستخدم الطفلة الصلبة فى صناعة المجسمات الفخارية ويتم وضع الطفلة فى أحواض لمدة 4 أيام ويتم بعد ذلك، يتم ترويقها بنظام التقليب ويتم تصفيتها فى حوض ثانى وتركها لمدة أسبوع حتى يمكن استخدامها ويقوم بوضعها على الدولاب وتشكيلها حسب الطلب ونوع المنتج ويتم بعد ذلك نقلها إلى الثلاجة وهى عبارة عن غرفة مظلمة ومحكمة الغلق ومنها إلى مرحلة التشكيل ثم توضع فى الشمس لتجف وبعدها تنتقل إلى فرن الحرق كمرحلة قبل الاخيرة وتنتهى بمرحلة التلوين والزخرفة بالرمال الطبيعية الملونة.
وأكد نظير أنه سيتم الحصول على الصلصال المخصص للعمل وتنظيفه من الجزيئات غير المرغوب بها، وعجنه لاستخراج مادة ذات قوام مناسب تعرف باسم " الروبة" ويتم تشكيل المجسم المراد انتاجه باليد عن طريق الضغط على المادة الصلصالية للوصول للشكل المحدد وذلك فى الطريقة اليدوية، ومع تطور العمل جرى ادخال الدولاب الفرعونى وهو الآلة الدورانية التى تعمل بحركة القدم أو بالكهرباء حيث يتم وضع كمية مناسبة من الصلصال لحجم المجسم المراد صنعه على مركز آلة الدوران لتشكيل ما يشبه الحدبة للبدء بعملية اللف مع التركيز على أعلى الحدبة المتكونة باستخدام اليدين، لتكوين كمية صغيرة من الصلصال في الأعلى وبدء تكوين معالم المجسم الذى يقوم بانتاجه مع مراعاة كمية الصلصال المستخدمة مع حجم المنتج ويتم تحريك اليد بطريقة تسمح بتمثيل الشكل المراد وصقله من كل الجوانب، واستخدام أداة مخصصة لإزالة المجسم الناتج عن الآلة الدورانية عند الحصول على الشكل المطلوب.
وأوضح نظير أنه يجرى معالجة القطعة الفخارية بتنعيم سطحها الخارجي عن طريق إزالة الزوائد من المجسم الناتج وصقله، بالإضافة إلى نحت الزخرفات المرادة باستخدام الأدوات الخاصة بذلك، ويتم نقل القطعة المنتجة إلى مكان التجفيف فيم يعرف باسم الثلاجة وتمر بعد ذلك بمرحلة التشكيل والزخرفة ومنها إلى الخطوة الأخيرة من خطوات صناعة الفخّار، وهى مرحلة الحرق وتُستخدَم فيها أفران الفحم، أو الخشب، أو الكهرباء؛ لتعريض الفخّار لأكبر درجة حرارةٍ مُمكِنةٍ؛ بحيث تساهم في تجفيفه، وتجفيف الطّلاء الموجود عليه ضمن طبقاته الخارجيّة والداخليّة كلّها، وبعد التأكُّد من جفاف الفخّار تماماً ويصبح جاهز للاستخدام أو يدخل مرحلة التلوين بالرمل الطبيعى حسب الطلب.
جدير بالذكر أن محافظة الوادي الجديد بالعديد من الحرف والصناعات البيئية القديمة، فطبيعة المحافظة الصحراوية أكسبتها ميزات مختلفة استلهمها الإنسان القديم الذى استقر بالواحات، وصناعة الفخار من اوائل الحرف التي امتهنها ابناء الواحات وظلت موروثا ثقافيا وبيئيا وحرفيا حتى وقتنا الحالي، واستمدت صناعة الخزف والفخار من البيئة حيث يتم تجهيز الطين بطرق مختلفة ليتم تشكيلها بطرق مختلفة.
وتعتبر حرفة الخزف والفخار من الصناعات اليدوية الموروثة الأساسية لأهالي المحافظة والمنتج اليدوي له رواج سريع بالنسبة لأي صناعة أخرى، حيث إن نسبة الإقبال عليه كبيرة من قبل السياح الأجانب، الذين يرغبون في الصناعات اليدوية التي تعبر عن عادات وتقاليد شعب الواحات، بالإضافة إلى جميع المنتجعات والقرى السياحية يميليون لشراء مستلزماتهم المصنعة من الخامات البيئية لتزيين أسوار ومداخل القرى السياحية والمنتجعات، وتتم زخرفة المنتج بالنقوش المزركشة الفلوكلورية بالألوان الطبيعية المصنعة من خامات البيئة، والمسحوق المستخدمة لتزيين المنتجات مأخوذة من الجبال والرمال، ولذلك تحتفظ المنتجات برونقها رغم دخولها الفرن بعد الزخرفة ويكون الإقبال عليها كبيرا من قبل الزائرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة