قهر وألم، توتر ورعب وقلق كل يوم بل وكل ساعة، يعيشه سكان قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، مع سماع صوت الطائرة الزنانة أو طائرة كواد كابتر، بجانب القنابل التي تسقط يوميا على أهالى القطاع سواء في مخيمات النزوح أو مراكز الإيواء، بجانب حالة المجاعة ونقص المياه الصالحة للشرب، يضاف إلى ذلك آلام المرض التي يعشها ألاف المواطنين الفلسطينيين في ظل انهيار المنظومة الصحية، ونقص الدواء والمستلزمات الطبية، وعلى رأس هؤلاء المرضى هم مرضى السرطان.
أحد تلك الأوجاع يتحدث عنها المواطن الفلسطيني، فايق الزيبق، الذي اكتشف مرضه بالسرطان خلال العدوان الإسرائيلي، في ظل انشغاله في تدمير الطعام لأسرته وجلب المساعدات والنزوح من مكان لأخر هربا من قنابل طائرات الاحتلال ورصاص جنوده.
تقرير طبي حول حالة فايق الزيبق
قصة فايق الزيبق بدأت في البداية بألم في صدره الأيمن، لم يكن يعبأ به، وسط المشاهد المروعة التي يراها يوميا سواء أشلاء جثث منتشرة في الشوارع التي يسير عليها نازحا من مخيم إلى مخيم أخر، أو أنقاض المنازل التي وصلت لعشرات الآلاف، وفقدان العائلة والأصدقاء والأحبة الذين أصبحوا ما بين الشهداء أو الجرحى، أو صعوبة الحصول على الطعام في ظل نقص المساعدات التي يسمح الاحتلال بمرورها للقطاع، حتى أخبره الطبيب بأن سبب الألم بأن لديه ورم في الجهة اليمنى في الصدر يتطلب ضرورة استئصاله.
تقرير طبي للمريض فايق الزيبق
أصبح فايق الزيبق أمام رحلة كبيرة من المشقة، حيث النزوح المتكرر من مدينة لأخرى، ومعاناة البحث عن الطعام والشراب له ولأسرته، بجانب تحمل الألم لفترة ليست قصيرة، في ظل عدم قدرته على السفير خارج القطاع لإجراء العملية الجراحية واستئصال الورم.
ويقول فايق الزيبق، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن قصة معاناته قصة مؤلمة وطويلة، بدأت خلال فترة الحرب عندما شعر بألم شديد في الجانب الأيمن من صدره لكن لم يكن يهتم بهذا الألم، لانشغاله بأهوال الحرب والدمار والقتل الذي يشاهده يوميا بعينيه، والخوف المستمر على نفسه وأسرته من الاستهداف، بجانب صعوبة نقل المياه وشحن الهواتف وتعبئة المياه الصالحة للشرب.
فايق الزبيق
ويضيف "الزيبق"، أن الألم زاد عليه مع مرور الأيام لدرجة لم يتحملها مما جعله يسعى للذهاب لأقرب مستشفى لإجراء الفحوصات والتحاليل، متابعا :"بعد أن أجريت صورة C.T تبين أن لدي ورم في الجهة الأيمن من صدري في الرئة، وقدمت على تحويله عن طريق وزارة الصحة الفلسطينية، وافقوا عليها وأصبح ملفي في منظمة الصحة العالمية في مكتب غزة.
ويتابع: "لا زلت انتظر دوري للخروج من قطاع غزة لإجراء العملية الجراحية استئصال الورم، خاصة أن الألم يزيد بشكل كبير خلال الفترة الراهنة"، قائلا :"والله ما بنام الليل نتيجة ضغط الورم على أعصاب الرئة كنت أتمنى أن أخرج من القطاع للعلاج المرة الماضية ولكن لم يكن لى نصيب".
ويقول فايق الزيبق، إن هناك معاناة أخرى تتمثل في أنه قبل إجراء العملية الجراحية يحتاج إلى إجراء مسح ذري، وجهاز المسح لا يوجد في أي مستشفى داخل قطاع غزة، وأنه يحاول أن يتواصل مع أطباء من خارج غزة لمعرفة مصير هذا الورم، متابعا :" أحتاج إجراء العملية الجراحية في أسرع وقت خاصة أن الأطباء خارج غزة أكدوا ضرورة ألا يتأخر على إجراء العملية الجراحية حتى لا تسوء حالته".
ويتابع: "حاليا أنا أعيش فقط على المسكنات ولكن لفترة قصيرة، وهذه المسكنات دمرت صحتي، وهناك معاناة أخرى ترافق الألم، وهي رحلة المواصلات التي أقطعها من دير البلح المكان الذي أسكن فيه إلى مستشفى مجمع ناصر، حيث يستغرق الطريق ساعتين لزحمة الطريق والخيم، وهذا الطريق كان يستغرق ربع ساعة فقط قبل الحرب، وحاليا انتقلت لقسم الأورام على المستشفى الأوروبي وهي مستشفى أبعد من مجمع ناصر الطبي مما يزيد من معاناتي".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة