العم مصطفى صانع الأراجوز صاحب أول لقطة فى تتر برنامج حكاوى القهاوى
صانع البهجة لأطفال الشرقية على مدار 50 عامًا متتالية تسعده لمعة عيون الأطفال بلعبته البسيطة
صدق طفولة النمر الأسود: فيلم "الليلة الموعودة" أحداثه تتشابه مع حياة أحمد زكى
العم مصطفى: يوم وفاة أحمد زكى هرعت للقاهرة شاركت فى جنازة وودعت ذكريات طفولتي مع دخوله النعش
"قمة القوة أن تبتسم فى وجه المعاناة، فالحياة ما هى إلا أمل يحيا فيها من تسلح بالعزيمة والإصرار وكان عنوانه الكفاح والعمل"، وتحمل السطور التالية قصة كفاح من ذهب العم "مصطفى عراقى" الذى قارب على مشارف الثمانين من عمره، ولا زال يتنقل بين محافظات الوجه القبلى والبحرى بحثا عن لقيمات يسد بها يومه بالحلال، مستخدما أدواته منها قطع الخشب البسيطة والصاج ورأس بلاستيكية ويكسوها بالأوراق الملونة، لتصبح عروسة الأراجوز الجميلة التى تسبب السعادة للصغار والكبار، كما أن صديق الطفولة للنجم الراحل "أحمد زكى" حيث عاش سويا فى حى الحسينية بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، مسقط رأس الفنان الراحل الذى تحل اليوم 18 نوفمبر ذكرى ميلاده.
ارتبط العم مصطفى عراقى بعلاقة صداقة فى طفولته مع الفنان الراحل أحمد زكى ابن حى الحسينية بمدينة الزقازيق وامتدت على مدار أول 17 عاما فى حياة النمر الأسود، وكان شاهدًا على موهبته فى سن مبكرة، حيث كان يجيد تقمص الشخصيات وكان يختار دور الضابط فى لعبة العسكر والحرامية داخل الحي الذى عاش فيه.
استرجع العم مصطفى أشهر صانع لعبة الأراجوز بالشرقية، ذكريات الطفولة مع النجم الراحل قائلا: أحمد زكى، يكبرنى بعام، وكنا نلهو سويا كرة القدم، ولعبة العسكر والحرامية، وكان هو دائما يختار تمثيل شخصية ضابط الشرطة، وإحنا الحرامية وكان يطاردني ونختبئ منه فى الأزقة والحارات، لكنه كان يتقمص الدور ببراعة ويطاردنا جميعًا، وبحكم الجيرة التحقنا بذات المدرسة فى التعليم الابتدائي والإعدادي والتحق هو بعدها بالتعليم الفنى الصناعى" 5 سنوات"، ولم يحالفنى الحظ باستكمال دراستي واكتفيت بالمرحلة الإعدادية.
وتابع: "كان أحمد ذكى كان موهوب من يومه، حيث التحقنا سويا بقصر ثقافة الزقازيق، انضم هو لفرقة التمثيل، بينما التحقت بفرقة الفنون الشعبية، وكان مدير القصر فى ذلك الوقت "زكريا الحجاوى" وشاركنا فى مسابقة بين قصور الثقافة على مستوى الجمهورية، بعروض فنية مختلفة، حيث قدمت رقصة القطن مع فرقة الفنون الشعبية بالشرقية، على مسرح التوفيقية بالقاهرة، فيما كان يشارك "أحمد زكى" فى تقديم مسرحية البرواز، وكانت بوابة دخوله عالم التمثيل، حيث نال على إعجاب الجميع بجدارة ، وكان وقتها يدرس فى السنة الثالثة بالتعليم الفنى الصناعى، وتم دعمه وتشجيعه من قبل مسئولى مسرح التوفيقية، وتم التحاقه للدراسة بالمعهد العالى للفنون المسرحية قسم تمثيل، وتخرج منه بتقدير امتياز، وبدأ رحلته فى التمثيل وهناك فيلم شارك فيه اسمه "الليلة الموعودة" بطولة فريد شوقى، وكريمة مختار، أحداث الفيلم تحكي جزء من حياته، حيث كانت والدته تقيم بحي الحسينية وتولى خاله تربيته حتى شق طريقه فى التمثيل.
وعدد صانع الأرجو صفات الراحل أحمد زكى، أنه كان جدع وشهم وابن بلد وكريم جدًا وشبه الصعايدة، ابن بلد صح، قائلا بعفوية شديدة: كان مضيع فلوسه على الغلابة، حيث كان يتردد على الحي فى المناسبات والأعياد ويوزع الصدقات واللحوم من قبل شخص يكلفه بالمنطقة بتولى هذا الأمر، وكنت التقى به خارج الحى كثيرا ونتحدث عن طفولتنا فلم يتكبر يوما علينا بنجوميته كان كريما متواضعا طول حياته.
وينهمر فى الدموع بغزارة عند تذكيره بيوم وفاته قائلاً: "يوم وفاته هرعت إلى القاهرة فى القطار، مسترجعًا شريط ذكريات أجمل أيام حياتنا أيام الطفولة والبراءة، حضرت الدفن وقدمت واجب العزاء، وفى اليوم الثانى للوفاة أقام محافظ الشرقية المستشار يحيى عبد المجيد عزاء كبيرا له بشارع الشهيد طيار بالمنطقة، واستقبل أقاربه وأهالي المنطقة العزاء فى ابنهم البار، ويوم وفاة هيثم تجدد حزنى عليه وعلى والده الراحل.
العم مصطفى عراقى صاحب رحلة كفاح كبيرة لا تقل عن رحلة كفاح صديقه الراحل النجم "أحمد زكى" الذى امتع الجميع بفنه، فهو أيضًا سار على نهج صديقه وأمتع الصغار بفنه، حيث صمم لعبة الأراجوز من أدوات بسيطة وظل متمسك بصنعته من أجل حبه لبراءة الأطفال والبهجة.
ميدان عمر أفندى بمدينة الزقازيق شاهدا على قصة حافلة بالكد والكفاح من أجل تربية 4 بنات وتجهيزهن بالحلال لعش الزوجية، العم "مصطفى عراقى" صنع لنفسه مكانا داخل قلوب أطفال مدينة الزقازيق برسم البهجة على وجوهم، حيث انفرد بصناعة الأراجوز من الخشب الملون بألوان زاهية، والمطعم بالمعدن الصفيح الذي يصدر صوتا مبهجا للأطفال والكبار على مدار 50 عاما،احترف صناعة الأراجوز ليس من أجل المال بل من أجل بث البهجة والسعادة فى نفوس من يشترى لعبته وتسعده لمعة عيون الأطفال بلعبته الصغيرة، " حمادة وميادة" اسمين يطلقهما العم " مصطفى" على الألعاب التى يصنعه لكى يجذب إنتباه الأطفال أثناء مرورهم بجواره.
"طول ما فى نفس هافضل أصنع الأراجوز لآخر لحظة فى حياتى"سرد العم "مصطفى عراقى عبد الله" المقيم بحي الحسينية بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، فى حديثه لـ"اليوم السابع" حكايته مع صناعة الأراجوز قائلا: كنت أعمل حلوانى فى شارع الحمام بمدينة الزقازيق خلال الربع قرن الأول من عمرى، وذات مرة كنت فى زيارة لأحد أضرحة أهل البيت وشاهدت لعبة مع طفل لقرد من البلاستيك تعبر عن حركة القرد، استهوتني الفكرة وبدأت اصممها من الخشب والصفيح وأصنعها بطريقة أمنة لكي لا تجرح الصغار أثناء اللهو بها.
ويحفظ العم "مصطفى" تواريخ ومواعيد الموالد وأسماء الأضرحة عن ظهر قلبه، فهى مصدر إضافي لدخله حيث يتنقل بين المحافظات مع بداية كل مولد، حيث يتردد على مولد سيدنا الحسين، والسيدة زينب بالقاهرة، سيدى ابراهيم الدسوقى، ابو النور فى فايد، ابو الإخلاص فى الإسكندرية فى غيط العنب، سيدى ابو خليل، الحاجة آمنة فى ههيا، وطوال العام يمكث فى مكانه الثابت بميدان عمر أفندى بمدينة الزقازيق.
يفخر صانع البهجة صاحب الـ78 عامًا، بلقاء أجرته معاه الإعلامية الراحلة سامية الأترابى، حيث كان فى مرحلة الشباب، وذلك أثناء تواجده فى مولد سيدنا الحسين بمحافظة القاهرة، وسجلت معاه عن صناعة الاراجوز المبهجة، ويخلد تتر البرنامج أول لقطة له وهو يلهو بالأراجوز .
يقضى العم "مصطفى" يومه وسط أدوات التصنيع بغرفته بمسكن بسيط تبدو عليه آثار الزمن، ويصنع كمية من الألعاب و يعبئها فى كراتين لبيعها، ويعيش صانع البهجة وحيدا بعد وفاة زوجته منذ أكثر من 20 عاما ، حيث ارتبط معها بقصة حب كبيرة عاشت معاه على المرة قبل الحلوة، فظل وفى مخلصا لها رافضا الزواج من غيرها، بارا ببناته الأربعة، يتجول ليسكب كوته من الحلال.
العم-مصطفى
العم-مصطفى-اثناء-تصنيع-لعبة-الارجوز
العم-مصطفى-عراقى
صانع-البهجة
طريقة-التصنيع
لعبة-حمادة-وميادة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة