لحظات حبس الأنفاس يعيشها اللبنانيون مع توارد الأنباء الخاصة بقرب تمرير اتفاق يضمن وقف إطلاق للنار على الأراضى اللبنانية.
يأتى ذلك بينما طالت الحرب الإسرائيلية مؤخرا مناطق عدة خارج الضاحية الجنوبية لبيروت، ضاربة قلب العاصمة اللبنانية بيروت وشملت رأس النبع ومار الياس.
وجاء اغتيال المتحدث الرسمى باسم حزب الله فى استهداف لعمق العاصمة، ليضع العراقيل مجددا فى مسار المفاوضات ويهدد نجاحها، فجاء الاغتيال بالتزامن مع الحديث عن "إيجابية" الخطوات فى هذا المسار ثم تبعها جيش الاحتلال بغارات مكثفة على منطقة عين الرمانة وهى خارج نطاق الضاحية الجنوبية لبيروت أيضًا.
تسريبات
رغم الأمل الذى يترافق مع النظر إلى هذا الاتفاق إلا أن مراقبين حذروا من التفريط فى الأمل والتفاؤل، ففى الوقت الذى أكدت مصادر محلية لبنانية أن السلطات فى لبنان أبلغت واشنطن موافقتها على اقتراح وقف النار الذى عرض سابقاً مع بعض التحفظات.
لكن الاتصالات لا تزال جارية بين نبيه برى رئيس البرلمان اللبنانى ونجيب ميقاتى رئيس حكومة تصريف الأعمال من جهة، والمبعوث الأمريكى آموس هوكشتاين من جهة ثانية من أجل صياغة المسودة النهائية التى ستقدم إلى الجانب الإسرائيلى.
رد إيجابي
من جانبه، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال فى لبنان نجيب ميقاتى، أن رد لبنان على المقترح الأمريكى بخصوص وقف إطلاق للنار كان إيجابيا ؛ ولكن بعض النقاط تحتاج إلى نقاش.
وأضاف، وفق "لبنان24”، ونأمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى لبنان فى أقرب وقت".
وأشار ميقاتى إلى أن الموفد الأمريكى آمريكا هوكشتاين سيزور لبنان قريبا والملفات الضبابية ستحل وجها لوجه".
وكانت السفير الأمريكية ببيروت قد سلمت لبنان مقترحا يشتمل 13 بندا لوقف إطلاق النار فى لبنان.
ويشتمل البند على عدة بنود أبرزها
أن يكون جيش لبنان بجانب قوات اليونيفيل هو القوة المسلحة الوحيدة فى جنوب لبنان.
ووفقا للقرار 1701، ومن أجل منع إعادة تأهيل وإعادة تسليح الجماعات المسلحة غير الرسمية فى لبنان، ستشرف الحكومة اللبنانية على أى بيع أو إنتاج للأسلحة فى لبنان.
وتشرف الحكومة اللبنانية على دخول الأسلحة عبر الحدود اللبنانية. وتمنح الحكومة اللبنانية الصلاحيات اللازمة لقوى الأمن اللبنانية لتنفيذ القرار.
إعلان باريس
وفى هذا الإطار قال النائب اللبنانى سيمون ابى رميا عقب مشاورات مع نجيب ميقاتى حول اتفاق لوقف لاطلاق النار، أن الأجواء اللبنانية إيجابية جداً، وقد وافق لبنان على الاقتراحات التى قدمت من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ولبنان بانتظار وصول المبعوث الأمريكى آموس هوكشتاين خلال ساعات إلى لبنان ومن المؤكد أنه بعد الأجواء الإيجابية التى سيطلع عليها من لبنان ستكون له زيارة إلى إسرائيل للاطلاع على جوابها النهائي".
وتابع: نود أن نقول أنه فى حال لم يكن هناك مناورة او مراوغة من قبل إسرائيل، نكون قاب قوسين من الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وهذا الامر مطلوب على المستويين الشعبى والسياسى فى لبنان، وفى حال ذهبنا فى هذا المسار الإيجابى سيكون هناك إعلان للاتفاق من العاصمة الفرنسية باريس، وكلنا أمل من الآن حتى نهاية الاسبوع فى حال لم يكن هناك أى مناورة أو أى سوء نية كما تعودنا مع الاسرائيلين أن نصل إلى نتيجة إيجابية على هذا الصعيد.