تصعيد غير مسبوق تشهده ساحة الحرب فى لبنان ؛ على وقع مساع دبلوماسية لوقف إطلاق للنار، وبالتزامن مع زيارة المبعوث الأمريكى آموس هوكشتاين إلى بيروت؛ لوضع اللمسات النهائية على اتفاق هدنة قيل إن لبنان أبدى موافقة على الغالبية من بنوده؛ وسط تفاؤل حذر بإمكانية تمريره من قبل الجانب الإسرائيلى.
فى ظل هذا التصعيد؛ شهدت العاصمة بيروت وتحديدا منطقة زقاق البلاط غارة جوية عنيفة أدت إلى سقوط 5شهداء وإصابة 24 آخرين.
جاءت الغارة بعد ساعات قليلة من غارة استهدفت العاصمة أيضا في منطقة مار الياس والتى نتج عنها شهيدين و13 جريحاً.
كما استهدفت غارة إسرائيلية حى الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت وأدت إلى استشهاد شخصين.
ومن جانبها قالت قوات اليونيفيل إن القوات الإسرائيلية تتوغل من 2 إلى 3 كلم في الأراضي اللبناني قبل أن تنسحب بعد تدمير واسع للقرى.
وفى ظل استهداف المواقع الأثرية التى تشمل مساجد وكنائس وبيوت قديمة، اضافة الى مبانٍ بلدية وأسواق تجارية تراثية، بما يمثل انتهاكاً للقوانين الدولية وقرارات حفظ التراث العالمي؛ منحت منظمة اليونيسكو 34 موقعا اثريا لبنانيا حماية معززة، سيما المواقع اللبنانية المدرجة على لائحة التراث العالمي مثل بعلبك وعنجر وصور، وذلك بعد انعقاد جلسة طارئة في مقر اليونيسكو وذلك بطلب ومتابعة من قائم بأعمال بعثة لبنان لدى الاونيسكو السفير مصطفى أديب
وفي وقت سابق، قصف الجيش الإسرائيلي مجرى نهر الليطاني- خراج بلدة بلاط في قضاء مرجعيون التابع لمحافظة النبطية اللبنانية بقنابل عنقودية محرمة دولياً، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.
وعلى الصعيد الآخر استهدف حزب الله تل أبيب ، وأفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الثلاثاء، بإصابة 7أشخاص في وسط إسرائيل، بعد إطلاق 5 صواريخ من لبنان.
كما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن قتيلًا و4 جرحى أحدهم فى حالة حرجة سقطوا جراء انفجار مسيرة أطلقت من جنوب لبنان على تجمع للجيش الإسرائيلى، الثلاثاء.
ومن جانبه قال حزب الله: إن عناصرنا استهدفوا قاعدة تدريب للواء المظليين في مستوطنة كرمئيل بعشرات الصواريخ .
وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم رصد حوالي عشر قذائف صاروخية أُطلقت من لبنان، حيث تم اعتراض بعضها، بينما سقطت البقية في مناطق مفتوحة.
كما تم رصد تسلل مسيرات نحو إصبع الجليل والحدث لا يزال مستمرا، كما رصد إطلاق 25 صاروخاً من لبنان باتجاه الجليل الأعلى والأوسط واعترضنا بعضها وسقطت أخرى.
مستجدات اتفاق الهدنة
وعلى صعيد مسار المفاوضات، زار المبعوث الأمريكى بيروت الثلاثاء حيث التقى مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه برى ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتى ميقاتى لبحث آخر مراحل تمرير اتفاق وقف إطلاق النار ، وسط تصعيد مكثف فى الميدان ، وقد أكد المبعوث الأمريكي للبنان آموس هوكشتاين عقب لقائه مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتى فى بيروت ، إن قرار وقف النار في نهاية الأمر يعود إلى لبنان وإسرائيل.
وجرى البحث خلال زيارته لبيروت فى المساعي التي يقوم بها هوكشتاين لوقف اطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701.
ومن جانبه جدد ميقاتي التأكيد" أن الاولوية لدى الحكومة هي وقف اطلاق النار والعدوان على لبنان وحفظ السيادة اللبنانية على الاراضي اللبنانية كافة ، وكل ما يحقق هذا الهدف له الاولوية".
وأشار ميقاتى إلى أن الهم الاساس لدى الحكومة هو عودة النازحين سريعا الى قراهم وبلداتهم ووقف حرب الابادة الاسرائيلية والتدمير العبثي الحاصل للبلدات اللبنانية".
وشدد على "تطبيق القرارات الدولية الواضحة، وتعزيز سلطة الجيش في الجنوب".
فيما قال وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي إن "اتفاق إنهاء الحرب على لبنان يجب أن يتضمن إلغاء اتفاق ترسيم الحدود البحرية، كما ويجب أن يتضمن طرد قوات اليونيفيل التي فشلت في مهمتها.
كان الرئيس نجيب ميقاتي قد أكد في تصريحات سابقة، ضرورة تعزيز وجود الجيش في الجنوب اللبناني، وألا يكون هناك سلاح غير سلاح الشرعية، وضرورة انسحاب العدو الإسرائيلي من أي خطوة قام بها داخل الأراضي اللبنانية.
وعلى الجانب الإسرائيلي ، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن نتنياهو سمح لفريق التفاوض بدراسة إمكانية المرحلة الإنسانية الأولى من الصفقة دون إنهاء الحرب حاليا.
البقعة النفطية
وعلى صعيد الجرائم الإسرائيلية في لبنان ، صوتت اللجنة الاقتصادية والمالية (اللجنة الثانية) في الأمم المتحدة، خلال الدورة الـ 79 للجمعية العامة، وللسنة التاسعة عشر على التوالي، بأغلبية ساحقة هي 161 دولة لصالح مشروع قرار بشأن البقعة النفطية على الشواطئ اللبنانية التي تسببت بها اسرائيل في عدوان عام 2006 والكارثة البيئية الناجمة عنها.
وأتى مشروع القرار هذا العام، الذي تقدمه عادة مجموعة الـ 77 والصين في اللجنة الثانية، مطابقاً لنص العام الماضي باستثناء بعض التحديثات التقنية. وقد أيده معظم دول مجموعة الـ 77 والصين والدول الآسيوية واللاتينية، ودعمته دول الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الأخرى، فيما صوتت ضده 7 دول هي إسرائيل، كندا، الولايات المتحدة الأمريكية ، ميكرونيسيا، ناورو وبالاو".