تحرص القيادة المصرية، على تعزيز علاقاتها بالقارة الإفريقية، وتعميق العلاقات الثنائية مع البلدان الإفريقية، والتنسيق فيما يخص القضايا المشتركة، والعلاقات مع دولة تنزانيا ليست استثناء، إذ التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى مع رئيسة تنزانيا سامية حسن، على هامش مشاركتهما في أعمال قمة مجموعة العشرين في "ريو دي جانيرو" بالبرازيل.
وتجمع مصر وتنزانيا علاقات وطيدة تقوم على مبدأ التعاون والتفاهم في كافة المجالات، وتجمع البلدين علاقات سياسية وطيدة بدأت من حقبة الزعيمين الراحلين جمال عبد الناصر ونيريري، وأسهمت علاقتهما القوية على الدفع نحو تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية في ستينيات القرن الماضي.
وتظل الملفات الخاصة بمنطقة شرق أفريقيا على رأس اهتمامات البلدين، وتولى مصر اهتماما كبيرا أيضا بالعلاقة مع تنزانيا باعتبارها إحدى دول حوض النيل، كما أنه يوجد لجنة عليا مشتركة بين البلدين تجتمع بشكل دوري لدعم أوجه التعاون في كافة مجالاته وفقا لموقع الهيئة العامة للاستعلامات.
لقاءات رئاسية
في يناير 2017، التقى الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" مع نظيره التنزاني الراحل "جون ماجوفولي"، علي هامش أعمال القمة الإفريقية في أديس أبابا، وأكدا علي عمق العلاقات التاريخية المتميزة، وخلال اللقاء دعا الرئيس السيسي نظيره التنزاني لزيارة القاهرة، لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين، ومن جانبه أشاد الرئيس التنزاني بالدور المصري القيادي في القارة.
وفى نفس العام، وتحديدا في أغسطس 2017، حدث التطور الأبرز في العلاقات المصرية التنزانية، إذ قام الرئيس "عبد الفتاح السيسي"، بزيارة إلى دولة تنزانيا، وتعد أول زيارة لمسئول مصري منذ عام 1968م، وكان في استقباله الرئيس التنزاني الراحل "جون ماجوفولي"، وكبار المسئولين التنزانيين، خلال الزيارة عقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس التنزاني، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، اتفق الرئيسان على تطوير التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الفساد، وتفعيل اللجنة المشتركة بين الدولتين؛ بهدف تعزيز التعاون بين مصر وتنزانيا، كما دعا الرئيس "ماجوفولي" للرئيس السيسي لوضع حجر الأساس لمشروع السد التنزاني، معربًا عن تطلعه لأن يضع الرئيس مشروع إنشاء السد تحت إشراف سيادته أسوة بالمشروعات القومية الكبرى التي تنفذها مصر.
وعام 2018، تلقي الرئيس "عبدالفتاح السيسي" اتصالاً هاتفيًا من الرئيس "جون ماجوفولي"، أعرب خلاله عن تقديره للعلاقات التاريخية التي تجمع بين مصر وتنزانيا، خاصة التعاون الاقتصادي، والتبادل التجاري، مشيدًا بالاستثمارات المصرية في تنزانيا، في ضوء رسو عطاء تصميم وتشييد سد "ستيجلر جورج" في حوض نهر "روفيجي" على تحالف مصري، وهو المشروع الذي تعتبره الحكومة التنزانية من أهم المشروعات القومية لتوليد الكهرباء.
وخلال ديسمبر 2018، تلقي الرئيس "عبد الفتاح السيسي"، اتصالًا هاتفيًا من الرئيس التنزاني، "جون ماجوفولي"، استعرض خلاله، تطورات مشروع سد "ستيجلر جورج" وأكد الرئيس السيسي على اعتزاز مصر بما يربطها بتنزانيا من أواصر أخوة، مؤكدًا استمرار تطلع مصر لتعزيز العلاقات مع الجانب التنزاني في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن سد "ستيجلر جورج" سيمثل نموذجًا يحتذى به للتعاون بالقارة الإفريقية، وتناول الاتصال التباحث بشأن تكثيف التنسيق المشترك خلال الفترة المقبلة؛ لتعزيز علاقات التعاون الثنائي.
وفي 23 مارس 2021، بعث الرئيس عبد الفتاح السيسي، برقية تهنئة إلى سامية حسن رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة، بمناسبة أدائها اليمين الدستورية رئيسة للبلاد.
في 9 يونيو 2021 أجري الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفيًا مع السيدة سامية حسن، رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة، حيث قدم الرئيس التهنئة لرئيسة تنزانيا لتوليها منصبها الجديد، كما أكد الرئيس خصوصية وتاريخية العلاقات المصرية التنزانية والتطلع للتباحث والتعاون مع الرئيسة التنزانية من أجل تعزيز تلك العلاقات في مختلف المجالات بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين.
وفى نوفمبر 2021، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسة تنزانيا سامية حسن، شهد اللقاء عقد مباحثات منفردة أعقبتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، حيث رحب السيد الرئيس بالرئيسة التنزانية في أول زيارة رسمية لها إلى مصر، أعرب الرئيس السيسي عن تقديره للعلاقات التاريخية الوثيقة والتعاون المشترك الذي يربط بين البلدين الشقيقين.
وفي ختام المباحثات، شهد الرئيسان مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين الشقيقين في مجالات التعليم العالي، والتربية والتعليم، والشباب والرياضة.
وخلال عام 2022، وعلى هامش قمة المناخ COP27، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، سامية حسن رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة، وتناولت المباحثات سبل دفع العلاقات الثنائية، فضلاً عن استعراض آخر التطورات الخاصة بالأوضاع في القارة الأفريقية، بالإضافة إلى جهود مكافحة الإرهاب باعتباره أحد أكبر التحديات التي تواجه أفريقيا.
كما تناولت المباحثات ملف مياه النيل، حيث تم التوافق علي دعم المسار التنموي لدول حوض النيل وجهود تعزيز العلاقات فيما بينها في جميع المجالات التنموية.
فيما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيسة التنزانية سامية حسن، على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين في "ريو دي جانيرو" بالبرازيل، 18 نوفمبر الجاري.
وذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء تناول سبل تعميق علاقات الأخوة التاريخية الوطيدة التي تربط بين البلدين الشقيقين، في ضوء الحرص المشترك على تعزيز جميع أوجه التعاون، خاصةً في ضوء الدفعة القوية التي تلقتها تلك العلاقات خلال السنوات الأخيرة، لاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية، وكذلك على صعيد التعاون في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية، وبين القطاع الخاص في البلدين.
العلاقات الاقتصادية
تولي كل من مصر وتنزانيا أولوية كبيرة لتطوير وتعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما، في كافة الجوانب التجارية والاستثمارية والتنموية، لذلك كان الملف الاقتصادي على قمة أولويات التعاون المشترك في كل لقاء أو اجتماع مشترك، أو زيارات متبادلة بين الدولتين، فخلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتنزانيا في أغسطس 2017، أشاد الرئيس التنزاني الراحل جون ماجفولي بمستوى العلاقات الثنائية بين مصر وتنزانيا، مؤكداً حرص بلاده على تعزيز هذه العلاقات وتطويرها، خاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة في الدولتين، معربا عن تقديره للدعم الفني الذي تقدمه مصر لبلاده في مجالات بناء القدرات والتدريب ومشروعات حفر الآبار، وغير ذلك من مجالات الدعم التنموي، وتطلعه للاستفادة من الخبرات المصرية في المجالات المختلفة، كالسياحة والتصنيع الدوائي، فضلاً عن تطوير مستوى التعاون بين البلدين في مجال الثروة الحيوانية.
وبلغ حجم الاستثمار المصري في تنزانيا 1.3 مليار دولار منذ عام 1997، وحتى عام 2023، وفقا لتصريح جيلاد تيري رئيس هيئة الاستثمار التنزاني.
وشهد حجم التبادل التجاري بين مصر وتنزانيا ارتفاعاً ملموسا خلال عام 2021، حيث بلغ 51.4 مليون دولار مقارنة بنحو 37.7 مليون دولار في عام 2020 وبنسبة زيادة بلغت 36.3%، كما ارتفعت الصادرات المصرية بشكل ملموس لتسجل 47.9 مليون دولار عام 2021 مقارنة بنحو 34.7 مليون دولار عام 2020، في حين بلغت الواردات المصرية من تنزانيا 3.5 مليون دولار خلال عام 2021.
التعاون المائي ومجال الطاقة
تضم تنزانيا بين حدودها نصف مساحة بحيرة فيكتوريا المصدر الرئيسي لمياه النيل الأبيض، أحد فرعي نهر النيل، وتتعدد أوجه ومجالات التعاون بين البلدين بشأن المياه، في مقدمتها التفاهم المتواصل بشأن نهر النيل، والتعاون الفني في هذا الشأن، إضافة إلى التعاون بشأن مصادر المياه عموماً حيث تساهم مصر في حفر المزيد من الآبار الجوفية، وكذلك المنشآت الخاصة بالمياه في تنزانيا غير تلك المتعلقة بمنابع النيل.
وخلال ديسمبر 2016، قام محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والري، وقتها، بزيارة لتنزانيا، التقى خلالها وزير المياه والري التنزاني "جيرسون لوينجي"، وبحث الجانبان سبل دعم التعاون المشترك.
وتقوم وزارة الموارد المائية والري، في إطار مشروعات المبادرة المصرية للتنمية في دول حوض النيل، بتنفيذ مشروع حفر 100 بئر للمياه الجوفية في تنزانيا، حيث قام وزير الموارد المائية والري بافتتاح 30 بئراً في يناير ٢٠١٣، ليعاود الزيارة ثانية لتنزانيا في نوفمبر 2016؛ لافتتاح المرحلة الثانية من هذه الآبار.
وفى 2018، فاز تحالف مصري، بعقد مشروع سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في حوض نهر روفيجي، ويقع مشروع سد جوليوس نيريرى في منطقة "ستيجلر جورج" في تنزانيا، ومدة تنفيذ المشروع 42 شهرًا متتاليًا، تشمل 6 أشهر لتجهيز الموقع، ويهدف المشروع إلى توليد طاقة كهربائية بقدرة 2115 ميجا-وات، لتوفير احتياجات الطاقة بدولة تنزانيا، ومن ثم توفير الاحتياجات المائية اللازمة للدولة التنزانية، بالإضافة إلى إنشاء 4 سدود أخرى لتخزين المياه، بالإضافة إلى مجمع سكني متكامل على مساحة 19 ألف متر مسطح، يشمل مساكن إعاشة وملاعب ومكاتب عمل دائمة.
وخلال ديسمبر 2018، قام رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، الدكتور مصطفى مدبولي بزيارة لتنزانيا، للمشاركة في احتفالية توقيع عقد مشروع سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في حوض نهر روفيجي، والفائز به التحالف المصري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة