ترامب والجوار اللاتينى.. مخاوف حول تسهيل الرئيس المنتخب لعودة اليمين المتطرف خاصة بالبرازيل.. الهجرة والاقتصاد والمناخ أبرز التحديات.. المكسيك وفنزويلا فى امتحان صعب.. والأرجنتين والسلفادور أكثر المرحبين به

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024 04:10 م
ترامب والجوار اللاتينى.. مخاوف حول تسهيل الرئيس المنتخب لعودة اليمين المتطرف خاصة بالبرازيل.. الهجرة والاقتصاد والمناخ أبرز التحديات.. المكسيك وفنزويلا فى امتحان صعب.. والأرجنتين والسلفادور أكثر المرحبين به الرئيس الامريكى المنتخب دونالد ترامب
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تواجه دول أمريكا اللاتينية العديد من التحديات الصعبة فى ظل عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة ، لولاية ثانية بعد الفوز الذى حققه فى الانتخابات الأمريكية، والذى أدى إلى انقسام الدول بين مؤيد ومعارض وسط مخاوف العديد من سياسة ترامب خلال السنوات الأربع المقبلة.

وهناك العديد من التحديات التى تواجه القارة اللاتينية فى ظل عهد ترامب..

الهجرة


تعتبر الهجرة من أهم الأمور المثيرة للقلق، حيث أنه سيقوم بتشديد سياسة الهجرة وينفذ أكبر جهد ترحيل فى تاريخ الولايات المتحدة، وهى مسألة لا تؤثر على المهاجرين فحسب بل أنها ستؤثر على اقتصادات البلدان، حيث تمثل التحويلات نسبة مهمة من ناتجها المحلى الإجمالى، كما هو الحال فى المكسيك، أو بشكل خاص فى المثلث الشمالى، جواتيمالا والسلفادور وهندوراس.


وعلى نحو مماثل، كان من المتوقع تشديد القيود على طلب اللجوء، وهو ما من شأنه أن يجعل من الصعب على الأشخاص الفارين من العنف أو الاضطهاد العثور على ملجأ فى الولايات المتحدة. يخطط ترامب لإنهاء برامج الاستقبال مثل وضع الحماية المؤقتة (TPS) التى استفاد منها الفنزويليون والهايتيون والنيكاراجويون والكوبيون فى السنوات الأخيرة.


كما أنه من المتوقع أن يمارس ترامب ضغوطا أكبر على دول مثل المكسيك وبنما وكولومبيا لوقف تدفق الهجرة إلى الولايات المتحدة. ومن المرجح أن تضطر المكسيك إلى لعب دور أكثر نشاطا فى الحد من وصول المهاجرين إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.


ووفقا للبيانات الرسمية، اعترضت سلطات الهجرة حوالى 313,496 فنزويليًا غير مسجلين فى العام الماضى، ووعد ترامب كمرشح، وعد الجمهورى بترحيل المهاجرين الفنزويليين على وجه التحديد على وجه السرعة، مع التركيز على أولئك الذين يصنفهم على أنهم "مجرمين".


وأوضحت تمارا تاراسيوك برونر، مديرة برنامج سيادة القانون، أنه "سيكون كل من المكسيك وفنزويلا محوريين فى أى سياسة هجرة لإدارة ترامب. حيث أن الرئيس ترامب أظهر نفسه كشخص متهور ولا يمكن التنبؤ به إلى حد كبير، ولكن فيما يتعلق بقضايا الهجرة ومسألة التعريفات الجمركية، كان ثابتًا، مضيفة "يمكننا أن نتوقع أن الوعود الانتخابية بالتحرك بقوة ضد الهجرة والترحيل والرسوم الجمركية ستتحقق".


وخلال فترة ولايته السابقة، كانت علاقته مع أمريكا اللاتينية متقلبة مع اتخاذ إجراءات قوية تجاه فنزويلا، وخفض المساعدات لأمريكا الوسطى ولحظات متوترة مع المكسيك.

الحمائية التجارية والعلاقات الثنائية


ومن الممكن أن تخلف الحمائية التجارية التى يناصرها ترامب أيضا تداعيات اقتصادية مهمة على المنطقة، فيما يتعلق بصادراتها إلى الولايات المتحدة، والدولة الأكثر تضررا، سواء من سياسات الهجرة أو الحمائية التجارية، هى المكسيك. وقد هدد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 200% على الواردات المكسيكية، وهو ما قد يكون له تأثير سلبى للغاية على صادراتها إلى الولايات المتحدة، لأنها شريكها التجارى الرئيسى.


ويضاف إلى ذلك التفاوت المحتمل فى مفاوضات المنطقة مع الولايات المتحدة، حيث أن ترامب يعزز العلاقات الثنائية ويحتقر المنظمات المتعددة الأطراف، وهو ما يعنى ضررا واضحا لدول أمريكا اللاتينية فى أى مفاوضات تجارية أو غيرها.


مخاوف من عودة اليمين المتطرف


وبعيدًا عن تداعيات السياسة الخارجية لأمريكا الشمالية على مصالح أمريكا اللاتينية، تجدر الإشارة إلى التأثير الأيديولوجى لترامب وتعزيز اليمين المتطرف فى أمريكا اللاتينية.


كما أن فوز ترامب يجعل عودة جايير بولسونارو إلى رئاسة البرازيل أكثر احتمالا، ولن يتوقف خافيير مايلى أو ناييب بوكيلى عن الإصرار على فضائل هذه الأساليب، ويسمح ترامب بتعزيز مواقف اليمين المتطرف، أيضا فى أمريكا اللاتينية، والتى تزيد من استقطاب المنطقة.


الاستراتيجية الاقتصادية


تضاف إلى الهجرة الأهمية الاقتصادية للمنطقة، وفى إحدى فعاليات حملته الانتخابية الأخيرة، أكد ترامب أنه "إذا لم يوقفوا هذا السيل من المجرمين والمخدرات الذين يدخلون بلادنا من المكسيك"، فسوف "يفرض على الفور تعريفة بنسبة 25% على كل ما يرسلونه إلى الولايات المتحدة".


ومن ناحية آخرى، فإن فنزويلا والمكسيك يواجههان اختبار حقيقى ، وقال إريك فارنسورث مدير مكتب مجلس الأمريكتين فى واشنطن، أن "معظم ما سيؤثر على أمريكا اللاتينية سيكون السياسة الداخلية للولايات المتحدة، والسياسات الاقتصادية التى تؤثر على سبيل المثال على التضخم وأسعار الفائدة والسياسة التجارية، فهو يجى محاولة لفرض سيطرته على المنطقة من جديد.


ويرى الخبير أن دولا مثل المكسيك وفنزويلا، تحظى بأهمية خاصة، حيث أنه فى حالة المكسيك يمثل نقطة عبور إلى حدود الولايات المتحدة وشريك تجاري،  أما فنزويلا، فتعتبر ذات أهمية نتيجة عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى الولايات المتحدة.


ولم ترد كلوديا شينباوم، رئيسة المكسيك الجديدة، بشكل مباشر على تصريحات ترامب، إلا أنها أكدت أنه "لا يوجد ما يدعو للقلق" لأنها مقتنعة بأن المكسيك ستقيم علاقات جيدة مع شريكتها وجارتها الشمالية. وذكرت الزعيمة المكسيكية فى ملفها التعريفى أنها أجرت محادثة هاتفية "ودية للغاية" مع ترامب وأكدت أنهما تحدثا عن "العلاقة الجيدة التى ستكون هناك" بين البلدين.


دول مرحب بترامب


ويرى الخبراء أنه من المؤكد أن هناك أسباباً وجيهة للقلق فى المنطقة، نظراً لانتخاب دونالد ترامب. بصفته رئيسًا للولايات المتحدة، فإن مناهجه الأيديولوجية اليمينية المتطرفة تجعله لاعبًا مزعزعًا للاستقرار على مستوى العالم وأيضًا فى أمريكا اللاتينية. لا يمكن إنكار إعادة التشكيل الجيوسياسى العالمى مع دونالد ترامب، فى وقت يتسم بعدم الاستقرار الكبير والصراعات المفتوحة، على المستوى الدولى.


لكن فيما يتعلق بالمنطقة، تجدر الإشارة إلى أن التداعيات ستختلف باختلاف مستويات تبعية دول أمريكا اللاتينية سياسيا واقتصاديا للقوة الأمريكية الشمالية، بل أن هناك دولاً يمكن أن تستفيد، نظراً لقربها الإيديولوجى من الرئيس الجديد، كما هى الحال مع ناييب بوكيلى أو خافيير مايلى، رئيسى السلفادور والأرجنتين، على التوالى.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة