عصام عبد القادر يكتب عن قمة العشرين: هموم القادة.. فكر استراتيجي.. دعوة للترابط والتكافل.. مصر النموذج المتفرد عالميًا

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024 05:00 م
عصام عبد القادر يكتب عن قمة العشرين: هموم القادة.. فكر استراتيجي.. دعوة للترابط والتكافل.. مصر النموذج المتفرد عالميًا الرئيس السيسي في قمة العشرين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحرص الدولة المصرية وقيادتها الرشيدة على المشاركات الدولية وحضور المؤتمرات والقمم التي تستهدف شتى صور البناء والنهضة، وفي هذا الإطار الجامع تقدم الدولة المصرية رؤيتها واضحة في صورة لها دلالة لا ريب فيها، من حيث التناول والطرح وما يتوجب على المجتمع الدولي القيام به، والدور الوظيفي لكل من يمتلك المقدرة على العطاء وإحداث تغييرات تسهم في الإعمار.

والمشاركة المصرية في قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في ريو دي جانيرو بالبرازيل تؤكد حرص الدولة على فتح مسارات تنموية والقيام بدورها المحوري في العالم والقارة الأفريقية؛ حيث مكافحة الفقر والجوع، والذي بات مهددًا لبقاء الإنسان بأماكن عديدة ببعض الدول النامية خاصة بالقارة الأفريقية؛ بالإضافة لتبيان وتكامل الرؤى حول إصلاح المنظومة المالية العالمية والتي من خلالها تحدث التنمية بصورة حقيقية ومتوازنة.


ونرصد ما يهم القادة وما يشغل حيز تفكيرهم فيما يصدر من كلمات تعبر عما يجول بالخاطر وما يسيطر على خلجات الوجدان، ومن ثم أعلن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية من خلال كلمته بالجلسة الأولى لقمة مجموعة العشرين والتي كانت تحت عنوان "الشمول الاجتماعي ومكافحة الجوع والفقر" انضمام مصر للتحالف، إيمانا بأهمية التصدي لتلك التحديات، باعتبارها تجسيداً لعدم المساواة في العالم.


وهنا يذكر العالم النموذج المصري المتمثل في مبادرة حياة كريمة والتي قدمت وما زالت العديد من  الخدمات المتكاملة التي أسهمت في الحد من الفقر وحسنت من حياة المجتمعات، ودفعت بالمسارات التنموية للأمام وحققت الأمن الاجتماعي وصور الحماية غير المسبوقة، وهذا إن دل على شيء؛ إنما يدل على صورة التضافر القائم على التراحم والتكافل والإيثار التي رصدناها جميعًا، سواءً من المؤسسات المجتمعية أو الرسمية في إطار جامع يدل على المحبة والشراكة في صورتها الإيجابية.


وندرك أن صور التعاون من أجل الوصول لفكرة الشمول الاجتماعي بغية مكافحة الجوع والفقر أمر يشكل لبنة بناء الإنسان الذي يساهم في بناء الأوطان، وإذا ما راجعنا الأدبيات والفلسفة التي قامت عليها مبادرة حياة كريمة المصرية، نجد هناك اندماجًا غير مسبوق حدث بين المؤسسة المعنية بالمبادرة ومؤسسات المجتمع المدني، يصف بدقة صورة التكامل في كافة البرامج التنموية من حيث توفير الموارد والإمكانيات المتاحة بالمنظمات المدنية والحكومية، وأيضًا الدور الرائد للمهارات البشرية التي قامت بالتنفيذ ومعظمها شبابية؛ حيث إنها الفئة التي تمتلك الطاقة والمقدرة على العطاء المتواصل من أجل إنجاز المهام المخطط لها.


إن ما يحمله القادة من هموم تجاه توفير الحماية الاجتماعية التي تؤكد في مساقها على الشمول، والمشاركة، والشراكة، والعدل، والمساواة، ورغبة تحقيق كرامة العيش بعيدًا عن مزايداتٍ وتشدقٍ لا جدوى ولا طائل منهما، يعبر عن نبل ورحمة وسعى تجاه تحقيق ما نسميه فلسفة الاندماج الاجتماعي التي تؤكد على مسارات التنمية الشاملة في مجالاتها المختلفة بصورة مستدامة.


لقد وصف فخامة الرئيس ما يحدث بالمنطقة بالوضع الكارثي فيما يخص المعيشة ومفرداتها، وهذا الوصف لم يأت من فراغ؛ إذ يؤكده العدو قبل الحبيب، وبالطبع يتنافى مع ما تنادي به الدول والمؤسسات والشركات الكبرى من ضرورة استدامة التنمية؛ فهذا يتناقض مع أبسط ما تنادي به الحضارات وما تؤكده أعراف الإنسانية بعيد عن قوانين ومواثيق دولية جوفاء لا تطبق على المستضعفين في الأرض، ومن ثم يتوجب أن تتضافر الجهود لتوفر الحد الأدنى من حقوق الإنسانية والتي أصبح البقاء مرهون بها.


لقد أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي لأمر غاية في الأهمية، وهو العمل بجد على سد الفجوة التكنولوجية بين الدول المتقدمة والنامية؛ فكيف لنا أن نعيش في زمن الفضاء المفتوح وما يحمله من مقومات تؤدي به العديد من الخدمات عن بعد وتتطور من خلاله الأعمال وضروب الإنتاج لتذهل مستخدميها، وفي المقابل نرى دول لا تمتلك أدني مقومات هذا التقدم التقني المتسارع، مما ينعكس سلبًا على كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية والعسكرية وغيرها من المجالات الأخرى بتلك الدول النامية.


وهنا ينبغي أن يحدث التوازن المنشود الذي يسهم في تقليل الفجوة ويجعل البلدان النامية على مهد الطريق كي تستطيع أن تبدأ تنمية حقيقة بشكل مستدام، بما يحقق غاياتها التي تعمل على تطويرها من حين لآخر وفق قدرتها على النمو والتغيير المرغوب فيه في شتى المجالات المختلفة، وهنا ينادي فخامة الرئيس بأهمية التكاتف من أجل مواجهة التحديات الراهنة وفي القلب منها التحديات الإنمائية الجادة والمتعددة التي لا تزال البلدان النامية تواجهها.


ومثل هذه القمم تعمل على حشد الإرادة السياسية التي تهتم بتغيير منهجية البلدان وتحثها على ضرورة التضافر من أجل المساهمة الجادة نحو القضايا الوجودية ومنها قضية القضاء على الفقر والجوع، من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وفي هذا الإطار نؤكد على أن تقدم ونمو ونهضة المجتمعات ورقيها وازدهارها مرهون بالاهتمام بكافة الفئات التي قد تعاني عوزًا؛ فمن يتجاهل الفقراء لا يستطيع أن يواصل مسار النهوض بمجتمعه، ومن يتغافل الاحتياجات الأساسية لمجتمعه لا ينعم بالاستقرار.


إن دعوة الرئيس للترابط والتكافل تؤكد على أنه يصعب أن تحدث تنمية مستدامة على الأرض بعيدًا عن شراكة حقيقية للمجتمعات؛ حيث إن ذلك يؤدي حتمًا لتوحيد الجهود، والتي بالطبع تسهم في تغير المناحي الاقتصادي والاجتماعية والثقافية للمجتمعات، ويصبح بناء الإنسان في قلب الحدث من خلال العمل المتواصل والممنهج من أجل تنمية قدراته، والاستفادة من طاقاته لأقصى درجة ممكنة، وهذا لا ينفك عن تحسين ظروفه المعيشية شاملة في طياتها الجانب الصحي والتعليمي والبيئي والتنموي، والتي تعد في مجملها مقومات الحياة التي نصفها بالكريمة.


إن مصر وشعبها وقيادتها الحكيمة تثمن وتدعم كافة الجهود والمسارات الدولية التي تحقق التنمية المستدامة في ربوع الأرض قاطبة؛ فقد باتت قضية بناء الإنسان أمر جامعًا لمن يفقه ماهية الوجود على الأرض، وأضحى استقرار وبناء الدول واستكمال نهضتها قائم على ما يمتلكه الإنسان من خبرة تعينه على أن يحدث التغيير المنشود من أجل البقاء في ظل تحديات باتت تهدد كيان معظم المجتمعات خاصة النامية منها.


كما نثمن ما يقوم به فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي من جهود دبلوماسية رئاسية من أجل تعزيز العلاقات سواءً لمصر أو القارة الإفريقية مع الدول الكبرى، وهذا بالطبع يفتح مجالات كثيرة من أجل إبرام شراكات فاعلة تسهم في إيجاد المزيد من الفرص التنموية بصورها المختلفة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة