تبنى قادة مجموعة العشرين بيانا ختاميا عقب اليوم الأول من اجتماعاتهم فى مدينة ريو دى جانيرو البرازيلية أكدوا خلاله التزامهم بمكافحة الجوع والفقر وعدم المساواة وضرورة إنهاء المعاناة الإنسانية الهائلة والتأثير السلبى للحروب والصراعات فى جميع أنحاء العالم.
وجاء في البيان الذي نشر على الموقع الرسمي لمجموعة العشرين أن قادة المجموعة يعتزمون مواصلة التزامهم بمكافحة الجوع والفقر وعدم المساواة، وتعزيز التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وإصلاح الحوكمة العالمية.
وأعرب قادة مجموعة العشرين في بيانهم عن قلقهم البالغ إزاء الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة والتصعيد في لبنان، وأكدوا الحاجة الملحة لرفع جميع الحواجز أمام تقديم المساعدات الإنسانية على نطاق واسع.
وسلط البيان الضوء على المعاناة الإنسانية والآثار السلبية للحرب، مشددا على حق الفلسطينيين في تقرير المصير، والتزام مجموعة العشرين الثابت برؤية حل الدولتين حيث تعيش إسرائيل والدولة الفلسطينية جنبا إلى جنب في سلام داخل حدود آمنة ومعترف بها، بما يتفق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وذكر البيان أن قادة مجموعة العشرين يتفقون بالإجماع على دعم وقف إطلاق النار الشامل في غزة بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2735 وفي لبنان مما يمكن المواطنين من العودة بأمان إلى ديارهم على جانبي الخط الأزرق.
وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، ألقى البيان الضوء على المعاناة الإنسانية والآثار السلبية المضافة للحرب فيما يتعلق بأمن الغذاء والطاقة العالميين وسلاسل التوريد والاستقرار المالي الكلي والتضخم والنمو.
ورحب البيان بكل المبادرات ذات الصلة والبناءة التي تدعم السلام الشامل والعادل والدائم، وأعرب عن دعمه لجميع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة من أجل تعزيز العلاقات السلمية والودية وحسن الجوار بين الدول.
كما أكد البيان مجددا الدور الذي تضطلع به مجموعة العشرين باعتبارها المنتدى الأول للتعاون الاقتصادي الدولي، ومشاركة القادة معا لمسؤولية جماعية عن الإدارة الفعالة للاقتصاد العالمي، وتعزيز الظروف اللازمة للنمو العالمي المستدام والمرن والشامل. ويظل قادة المجموعة ملتزمين بدعم الدول النامية في الاستجابة للأزمات والتحديات العالمية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ورحب البيان بتطلع المملكة العربية السعودية للمضي قدما في دورها لاستضافة رئاسة مجموعة العشرين في الدورة المقبلة. وقد الشكر للبرازيل على قيادتها هذا العام.
في الوقت نفسه، أكد المشاركون في القمة التزامهم بإعلان زعماء نيودلهي الخاص بتكثيف الجهود للتخلص التدريجي من إعانات الوقود الأحفوري غير الفعّالة وترشيدها على المدى المتوسط والتي تشجع على الاستهلاك المسرف والالتزام بتحقيق هذا الهدف، مع توفير الدعم المستهدف لتعزيز الفقراء والفئات الأكثر ضعفًا.
وقال القادة في بيانهم:"إننا نؤكد الدور الحاسم للسياسات المحايدة من الناحية التكنولوجية والمتكاملة والشاملة لتطوير ونشر مجموعة متنوعة من الطاقات منخفضة الانبعاثات والوقود والتقنيات المستدامة، بما في ذلك التخفيف والإزالة وإدارة الكربون والحد من الانبعاثات، بهدف إنشاء أسواق عالمية واسعة النطاق لتسريع التحولات في مجال الطاقة، خاصة في القطاعات التي يصعب التخفيف منها. ونشجع استخدام المنهجيات والمعايير المعترف بها بشكل متبادل لتقييم انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي.
وأضافوا:" لن يكون هناك استدامة ولا ازدهار بدون سلام. نحن نعلم الأهوال والمعاناة التي تنجم عن جميع الحروب. ولكي نجني ثمار جهودنا المشتركة لتعزيز التنمية المستدامة في جميع أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، فإننا في حاجة إلى تجهيز العالم بشكل أفضل بحوكمة عالمية مُصلحة. لقد ولدت مجموعة العشرين من رحم الأزمات المالية والاقتصادية وتمكنا من العمل معًا للتغلب عليها. والآن نواجه أزمة متعددة الأوجه، حيث تعمل التوترات السياسية والجيوسياسية على تقويض قدرتنا على مواجهة التحديات مثل تعزيز النمو والحد من الفقر ومكافحة تغير المناخ".
وأكد البيان أنه لا يمكن معالجة التحديات التي يواجهها المجتمع العالمي اليوم إلا من خلال حلول متعددة الأطراف من أجل غد أفضل وتعزيز الحوكمة العالمية للأجيال الحالية والمستقبلية. ومن أجل الوفاء بالوعود التي قطعتها الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية ذات الصلة في مختلف أنحاء العالم، تعهد قادة المجموعة بالعمل من أجل نظام متعدد الأطراف متجدد ومعزز وتعزيز مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي مع مؤسسات متجددة وحوكمة إصلاحية أكثر تمثيلًا وفعالية وشفافية وخاضعة للمساءلة، تعكس الحقائق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للقرن الحادي والعشرين.
ورحب البيان بالاتحاد الأفريقي كعضو كامل العضوية في مجموعة العشرين إذ ينبغي تعزيز صوت أفريقيا في مجموعة العشرين وجميع المحافل الدولية الأخرى .
وقال القادة في البيان:" نؤكد مجددا دعمنا القوي لأفريقيا من خلال الميثاق مع أفريقيا ومبادرة مجموعة العشرين لدعم التصنيع في أفريقيا وأقل الدول نموا، وندعم الاتحاد الأفريقي لتحقيق التكامل التجاري والاقتصادي والتطلعات في إطار أجندته لعام 2063 مع دخولها العقد الثاني من التنفيذ".
كما رحب البيان بالنهج المبتكر الذي تبنته الرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين لتحسين دمج مجموعات المشاركة، وسلط الضوء على الدور البناء الذي يمكن للمجتمع المدني أن يلعبه، وينبغي له أن يضطلع به، في معالجة القضايا الاقتصادية والمالية والسياسية والبيئية والاجتماعية.
وأشاد البيان أيضا بقرار عقد قمة اجتماعية لمجموعة العشرين، وهي المبادرة التي وفرت لأصحاب المصلحة غير الحكوميين فرصة فريدة للتعبير عن آرائهم بشأن القضايا الأساسية المدرجة على الأجندة الدولية.