شلل الأطفال يعود من جديد بسبب الصراع في غزة حيث توقفت حملات التطعيم التي كانت تقوم بها وزارة الصحة الفلسطينية للأطفال هناك، وقد تم تنظيم حملتين بنجاح لاستهداف 95% من أطفال غزة وذلك لمنع تفشى المرض إلى دول أخرى مجاورة.
من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية واليونيسف إن المرحلة الثالثة من التطعيم ضد شلل الأطفال بدات اليوم السبت، في جزء من شمال قطاع غزة بعد تأجيلها منذ 23 أكتوبر 2024 بسبب تعذر الوصول وغياب الهدنات الإنسانية الشاملة والمضمونة، فضلاً عن القصف المكثف وأوامر الإجلاء الجماعي.
وأضافت كل من اليونسيف والصحة العالمية، إن هذه الظروف كانت تحول دون تمكن الأسر من إحضار أطفالها بأمان للتطعيم وتنظيم أنشطة الحملة، مشيرة إلى أنه قد جرى التأكيد على الهدنة الإنسانية اللازمة لتنفيذ الحملة، ولكن جرى تقليص نطاق المنطقة المشمولة بالهدنة بدرجة كبيرة مقارنة بالجولة الأولى من التطعيم في شمال غزة التي أجريت في سبتمبر 2024، وتقتصر منطقة الهدنة الآن على مدينة غزة وحسب، وعلى الرغم من إجبار 100 ألف شخص على الأقل في الأسابيع القليلة الماضية على الإجلاء من شمال غزة باتجاه مدينة غزة من أجل سلامتهم، لا يزال يتعذر الوصول إلى نحو 15 ألف طفل دون سن العاشرة في بلدات شمال غزة، مثل جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، وسوف تفوتهم فرصة التطعيم من خلال الحملة، وهو ما يقوّض فعاليتها.
حملات شلل الاطفال فى غزة
وأوضحت، إنه لوقف انتقال فيروس شلل الأطفال، يجب تطعيم 90% على الأقل من جميع الأطفال في كل مجتمع وحي، وسيكون من الصعب تحقيق ذلك بالنظر إلى الوضع الراهن، وقد كانت المرحلة الأخيرة من الحملة تستهدف الوصول إلى ما يقدر بنحو 119 ألف طفل دون سن العاشرة في شمال غزة لتطعيمهم بجرعة ثانية من اللقاح الفموي الجديد المضاد لشلل الأطفال من النمط 2، غيرأنه أصبح الآن من غير المرجح تحقيق هذا الهدف بسبب القيود المفروضة على إمكانية الوصول.
وعلى الرغم من تعذر الوصول إلى جميع الأطفال المستحقين في شمال غزة، قررت اللجنة التقنية المعنية بشلل الأطفال في غزة استئناف الحملة، وتشمل هذه اللجنة وزارة الصحة الفلسطينية، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والشركاء. والغرض من هذا القرار هو التخفيف من خطر التأخير الكبير لإيصال لقاح شلل الأطفال إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال واغتنام الفرصة لتطعيم الأطفال الذين جرى إجلاؤهم مؤخرًا إلى مدينة غزة من أجزاء أخرى من شمال غزة.
وللتغلب على التحديات التي تطرحها الحالة الأمنية المتقلبة والتحركات السكانية المستمرة، وضعت خطط مصغرة محكمة لضمان استيعاب الحملة للتحولات السكانية الكبيرة والنزوح في الشمال، في أعقاب الجولة الأولى في سبتمبر، وسوف تنفذ الحملة عن طريق 216 فريقًا في 106 مواقع ثابتة، منها 22 موقعًا أُضيفت لضمان تعزيز توفر التطعيم في المناطق التي يلجأ إليها النازحون مؤخرًا. وسيجري نشر مائتان وتسعة من مسؤولي التعبئة الاجتماعية لإشراك المجتمعات المحلية وإذكاء الوعي بشأن جهود التطعيم.
وقد جرى تمديد الهدنة الإنسانية ساعتين، ومن المتوقع تنفيذها من 6 صباحًا إلى 4 مساءً يوميًا، وكما في المرحلتين الأولى والثانية، سوف يُعطى فيتامين "أ" للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وعشر سنوات في الشمال للمساعدة في تعزيز المناعة بوجه عام.
ويأتي تنفيذ الحملة في شمال غزة بعد النجاح في تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من الجولة الثانية في وسط غزة وجنوبها، حيث تلقى التطعيمات 451216 طفلاً، أي 96% من الهدف في هاتين المنطقتين. وحصل ما مجموعه 364306 أطفال تتراوح أعمارهم بين سنتين و10 سنوات على فيتامين "أ" حتى الآن في هذه الجولة.
وعلى الرغم من التحديات، تدعو منظمة الصحة العالمية واليونيسف إلى احترام الهدنات الإنسانية لضمان النجاح في تنفيذ الجولة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال. فهذا أمر بالغ الأهمية للمساعدة في الحد من انتشار شلل الأطفال في غزة والبلدان المجاورة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة