أثار إيلون ماسك، مؤسس شركة تسلا ومالك عدة شركات تقنية، جدلاً واسعًا بتصريحه عن مستقبل الروبوتات البشرية، حيث يتوقع أنه بحلول عام 2040 سيصل عدد الروبوتات البشرية إلى 10 مليارات روبوت، وسيكون سعر الواحد منها ما بين 20,000 و25,000 دولار، ورغم أن هذه الأسعار تعتبر منخفضة نسبيًا عند مقارنتها بالتكنولوجيا المتقدمة التي ستمتلكها تلك الروبوتات، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ستكون هذه الروبوتات في متناول الجميع، أم أنها مجرد رفاهية ستقتصر على النخبة؟
تكاليف الروبوتات البشرية - بين الواقعية والطموح
تُعد تكلفة الروبوتات البشرية موضوعًا محوريًا في رؤية ماسك، فرغم أن سعر 20,000 إلى 25,000 دولار يُعتبر منخفضًا مقارنة بالتقنيات المتطورة الأخرى، إلا أن هذا السعر لا يزال باهظًا بالنسبة للطبقة المتوسطة أو محدودة الدخل، وعلى هذا الأساس، يمكن القول أن ماسك قد يستهدف بدايةً النخبة وأصحاب الأموال، مثلما حدث مع السيارات الكهربائية في بداياتها، حيث كانت البداية لأصحاب الثروات قبل أن تتسع القاعدة وتصبح في متناول فئات أكبر.
هل يمكن أن تنخفض التكلفة بمرور الوقت؟
إذا نظرنا إلى تطور المنتجات التقنية الحديثة، سنجد أن الأسعار تميل للانخفاض تدريجيًا بمرور الوقت مع زيادة الإنتاج وظهور تقنيات تصنيع أرخص، مثلاً شهدنا هذا مع الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية التي بدأت بأسعار مرتفعة قبل أن تصبح ميسورة التكلفة، ومع توسع السوق وتزايد الطلب، من المحتمل أن تصبح الروبوتات البشرية أكثر شيوعًا وبأسعار مناسبة لفئات واسعة، خصوصًا إذا توفرت حوافز حكومية أو شراكات مع الشركات لتوفيرها كخدمة عامة.
الروبوتات البشرية في منازل الجميع - هل هي رفاهية أم ضرورة مستقبلية؟
في المستقبل، قد تتحول الروبوتات البشرية من مجرد رفاهية إلى ضرورة تلبي احتياجات حياتية مختلفة، مثل الرعاية الصحية المنزلية أو التعليم أو الخدمات المنزلية، وحينها قد نشهد تحولًا في المفهوم حول الروبوتات، من منتجات ترفيهية للأثرياء إلى أدوات ضرورية تسعى الحكومات والشركات لجعلها في متناول الجميع، ولتحقيق هذا، قد تتجه شركات مثل "تسلا" إلى تقديم الروبوتات بنماذج اشتراك أو عبر تمويلات ميسرة، مما يسهم في جعلها متاحة بشكل أكبر لشرائح أوسع من المجتمع.
لكن رؤية إيلون ماسك حول الروبوتات البشرية تطرح تحديًا جديدًا حول مدى شمولية هذه التقنيات، فبينما تعتبر الأسعار المعلنة مرتفعة للبعض، فإن تطور السوق وتزايد الطلب قد يسهم في تخفيض التكلفة وجعلها في متناول الجميع، ومع تطور التكنولوجيا، قد لا تكون الروبوتات البشرية رفاهية للنخبة فقط، بل ضرورة أساسية لتلبية متطلبات الحياة العصرية.