عميد التربية النوعية بجامعة الزقازيق: نهدف إلى تحقيق الإضافة للمجتمع والبيئة.. وملتقى توظيف سنوي لكافة الأقسام
تتفرد كلية التربية النوعية عن سائر الكليات الجامعية بكونها الأقرب صلة من سوق العمل؛ كون خريجيها يستطيعون العمل في العديد من المجالات على الصعيدين المحلي والإقليمي، فيما تحتل كلية التربية النوعية جامعة الزقازيق مكانة رفيعة بين مختلف الكليات المصرية، على الرغم من إنشائها قبل فترة لم تتجاوز العام الرابع والثلاثين.
وبين العشرات من أعضاء هيئة التدريس وأساتذة وعمداء الكلية منذ تدشينها، يحتفظ الدكتور هاني حلمي محمد السيد، أستاذ التغذية وعلوم الأطعمة وعميد الكلية، بمكانة بها العديد من المفارقات الطيبة، كونه من الرعيل الأول الذي عُين معيدًا في العام الثاني من عمر الكلية وتفوقه طوال تاريخ الكلية حتى تقلد أرفع المناصب بعمادة الكلية منذ العام 2019 وحتى الآن، إذ يتسم الرجل بالجدية والنشاط منذ تولي مهام منصبه، حيث يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وبدت خطواته منذ تولي مهامه وكأنه يسابق الزمن للنهوض بالعملية التعليمية في الكلية، ما دفعنا لإجراء حوار معه للحديث حول النجاحات التي باتت من السمات المرتبطة باسم التربية النوعية في جامعة الزقازيق، وإلى نص الحوار..
في البداية حدثنا عن فكرة إنشاء كلية التربية النوعية في جامعة الزقازيق؟
كل كليات التربية النوعية على مستوى جمهورية مصر العربية كانت فكرة منذ عام 1988، وكان الراحل الدكتور فتحي سرور، له دور كبير في هذا الأمر؛ حيث كان يوجد عجز في قطاع التربية والتعليم وقتها في المدرسين النوعيين، وأقصد بالمدرس النوعي هنا الأنشطة البعيدة عن المقررات الدراسية مثل الاقتصاد المنزلى والتربية الفنية والتربية الموسيقية، وكانت فكرة لاقت استحسان كبير حتى وصلت إلى إنشاء 23 كلية بمختلف الجامعات المصرية، فيما جرى إنشاء كلية التربية النوعية في جامعة الزقازيق عام 1991، وعينت معيدًا بها عام 1992، ووقتها كانت بذات مبانيها القديمة مدرسة ومعالم قديمة وكنت كثيرا ما أقضي بها اليوم كاملًا وأعتبرها بيتي الأول.
وماذا عن الوضع الحالي للكلية وعدد الأقسام الموجودة داخلها؟
الكلية تضم فى أقسامها العلمية عدة أقسام مختلفة، منها الثلاثة أقسام الأساسية التي أنشئت الكلية من أجلها وهي: تربية فنية وتربية موسيقية والاقتصاد المنزلى، ثم تطرقنا إلى أقسام اخرى مثل تكنولوجيا التعليم والإعلام التربوي ومعلم الفصل، وهذا القسم الوحيد على مستوى مصر المفعل بالتربية النوعية، بالإضافة إلى قسم العلوم التربوية والنفسية وهو قسم خدمي يدرس كل المواد التربية للطلاب من الفرقة الأولى إلى الرابعة، ثم أطلقنا مؤخرًا برنامج خاص بمصروفات (معلم اللغة الانجليزية) للصفوف الأولى للتعليم المجتمعي، وهو أول برنامج بمصروفات داخل الكلية، وهناك عدد فى البرامج نسعى لإنشائها قريبًا بإذن الله، لكن يبقى معلم الفصل هو الدور الذي يحظى بإقبال كبير لسبب مهم وهو مسابقات التربية والتعليم، وهذا القسم استقبل وحده خلال العام الجامعي الحالي نحو 1200 طالبة وطالبة.
كم عدد الطلاب الذين استقبلتهم الكلية هذا العام؟
الكلية استقبلت هذا العام 4700 طالبة وطالبة من مختلف الأماكن المختلفة بالجمهورية، وهذا أكبر معدل للطلاب استقبلته الكلية منذ تاريخ إنشائها، حيث تم توزيع الطلاب والطالبات طبقا لمجموعهم وتنسيقهم ليتم البدء في التقسيم الداخلي بالكلية طبقا للشروط الداخلية للتشعيب الداخلي للكلية، حيث تتم عملية التوزيع بناءً على استيعاب الأقسام، مع مراعاة الرغبات والمجموع، فيما يبلغ عدد الطلاب بجميع الأقسام نحو 11 ألف طالب وطالبة، وهي الأمور التي وضعتنا في تحدي كبير؛ إذ نعمل جميع الأيام حتى يوم الجمعة، في الوقت الذي يوجد لدينا كذلك 335 طالبة وطالبة من الوافدين فى قسمي الفنية والموسيقية وفي مرحلة البكالوريوس، بالإضافة إلى 13 طالب وطالبة في الدراسات العليا، وجميع تلك الأعداد المرتفعة تؤكد على وجود طفرة لم تكون موجودة من قبل، وهي أمور راجعة إلى سمعة الكلية، وأتمنى أن يكون خريجونا سفراء لغيرهم في بلادهم وسائر البلاد العربية.
هل حصلت الكلية على الاعتماد والجودة؟
منذ أيام قليلة ،حصلت 3 أقسام على الجودة، منها قسم الاقتصاد المنزلي الذي حصل على اعتماد تام، وقسمي التربية الفنية والموسيقية حصلتا كذلك على اعتماد مشروط، وحاليا هناك برنامجي التكنولوجيا والحاسب، ونعمل على تقديم قسمي الإعلام ومعلم الفصل، ونطمح في السنوات القادمة أن تحصل على جميع الأقسام على الاعتماد.
وما دور الكلية في تأهيل الطلاب لمواكبة سوق العمل؟
كليات التربية النوعية ليس لها مثيل داخل الجامعة وأقسامها العلمية تتميز بأن لها مستقبل في سوق العلم سواء على مستوى المحافظة أو على مستوى الدولة، ونحرص على تأهيل الطلاب علميا وعمليا من خلال الدراسة والتدريب العملي في المعامل الخاصة والورش، وسنويًا يعقد داخل الكلية ملتقى توظيف لكل قسم على حدة، ومستقبلا سوف يتم إقامة ملتقى توظيف سنوي لكل الأقسام، والفكرة من الملتقى التوظيفى تتلخص في عدم ربط الخريج بالعمل في التربية والتعليم فقط، بل بالبحث عن روافد جديدة للعمل، ويتم اظهار مشاريع الخريجين خلال الملتقى بما يمنحهم العديد من الخيارات الجيدة لمستقبلهم.
ما الوظيفة الأساسية لخريجي كلية التربية النوعية؟
الوظيفة الأساسية لخريجى التربية النوعية أن يكون معلمًا سواء في التعليم الخاص أو العام أو التعليم الأجنبي، بجانب أنه يستطيع أن يتعامل مع الحرف اليدوية والصناعات والمشروعات الصغيرة، ويمكن لهم كذلك العثور على سوق عمل خارجي.
وماذا عن تطوير المعامل الخاصة والورش التي يتدرب بها الطلاب في الكلية؟
هناك تحديث دوري مستمر لكافة المعامل الخاصة والورش؛ فالدراسة بالكلية بها جزء من التطبيق ما يعرف بالجزء العملي، وهو الأساس، وعلى سبيل المثال هناك قسم التربية الفنية الذي يضم الورش الخاصة في كل التخصصات، حيث يوجد مكان مجهز لورش النجارة والنحت والخزف والنسيج، بالإضافة كذلك إلى ورش الأشغال الفنية التي تم افتتاحها من قبل الدكتور خالد الدرندلي، رئيس الجامعة، ولدينا معامل التغذية للطلاب في قسم الاقتصاد المنزلي، وأتيليهات للملابس والتريكو، ونحاول تحديثها بصورة دائمة، ولدينا أحدث معمل للحاسب الآلي يضم أحدث أجهزة بدعم من التضامن الاجتماعي، كما يوجد تجهيزات مستمرة في الكلية، وخلال الفترة القادمة هناك خطة تطوير لبعض الأقسام كون توافد هذا العدد الكبير من الطلاب على أقسام الكلية يؤثر بالطبع على استخدام المعامل والأجهزة، وباستمرار يوجد إحلال وتجديد وتحديث لتظهر الكلية فى صورة طبيبة.
من حديثكم يتضح أن قسم التربية الفنية له مكانة متميزة.. فماذا عن طلابه؟
قسم التربية الفنية هو قسم يتعلم به الطالب العديد المهارات الفنية والتخصصات من تصوير وتصميم ونسيج ونحت وخزف وطباعة وأشغال خشب بتخصصات نوعية مختلفة، ويتميز بأن له سوق عمل كبير جدًا فيما يخص الحرف اليدوية والتراثية، وهو ما نراه من طلابنا الذين يشاركون في العديد من المعارض مثل معرض "تراثنا".
حدثنا كذلك عن قسم الاقتصاد المنزلي وطرق منافسته لسوق العمل؟
قسم الاقتصاد المنزلي يساعد على تخريج طالب متميز بالعديد من التخصصات التي تساعد على العمل في كل المجالات، ويتمكن خريجو ذلك القسم من العمل في قطاع الملابس وتصميماتها، وكذلك في مجالات المستشفيات والإدارة ودور المسنين ووزارة التضامن، لأنه يعمل على التخصصات النوعية الداخلية من الإدارة والتغذية والملابس والنسيج.
وماذا عن قسم تكنولوجيا التعليم والحاسب الآلي؟
قسم تكنولوجيا التعليم والحاسب الآلى له برنامج تكنولوجيا التعليم والمعلومات وبرنامج جديد ومميز، وهو أحد أبرز البرامج التي تعتبر لها مجالات كبيرة في كافة القطاعات، وعليه إقبال شديد جدا ونضطر لاختيار عدد محدد من الطلاب وفقا لعدد من الشروط الداخلية.
كيف يتم تحديد آلية مشاركة طلاب الكلية في المسابقات؟
نشارك في المشروعات التي تتماشى مع توجه الدولة نحو التحول للأخضر لخدمة البيئة وبها فكر لغرس المشاريع الخضراء الذكية التي تخدم البيئة والمجتمع؛ حيث شاركنا مؤخرًا في المبادرة الوطنية للمشروعات التنموية الخضراء الذكية، وذلك بمشروعين، المشروع الأول عن إعادة تدوير يسمى الأيادي الخضراء، وكان بإشراف الدكتورة سماح عبدالفتاح وفريقها من الطلاب بقسم الاقتصاد المنزلي، تم التركيز خلاله على كيفية إعادة تدوير إطارات السيارة البالية والتي كانت تمثل عبء كبير على الدولة، وتم خلاله تحويلها لأكثر من منتج يؤكد الاستفادة من إطارات السيارة فى تحويلها إلى منتجات قاعدة بدوية وصالون وقاعدة عربية وذلك بأقل تكاليف، وحصدنا من خلاله المركز الأول في محور تمكين المرأة والحد من التغيرات المناخية على مستوى المحافظة، كما فاز المشروع الثاني الذي كان بعنوان "الكتاب التفاعلي" بإشراف الدكتورة نجلاء وفريقها من قسم تكنولوجيا التعليم، بمركز متقدم في المسابقة، حيث تم إلغاء الكتاب الورقي وحل محله كتاب إلكتروني، وجدنا أن الطلاب تهتم بالتصوير، وفكرة الكتاب التفاعلي قائمة على الشكل الجمالي وإبداع وفيديوهات وألوان وروابط إلكترونية (لينكات) يستطيع الطالب من خلالها مشاهدة المحاضرة أو الإطلاع على مراجع خاريجية، وهذا المشروع يحدث طفرة ومن المقرر تعمية من قبل رئيس الجامعة في إطار التوجه للأخضر.
حدثنا عن دور الكلية في التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني؟
أهم المسلمات التي تقوم عليها علاقة الجامعة بمجتمعها هي أن الجامعة لا تنفصل عن المجتمع، وأن علاقة الجامعة بالمجتمع هي علاقة الجزء بالكل، ومن ثم فإن غاية الجامعة الحقيقيـة ومبرر وجودها هو خدمة المجتمع الذي توجد فيه، ودائما نفتح أيدينا للتعاون مع الجميع في كافة المجالات بما يخدم المجتمع، سواء من خلال التنسيق الحضاري بالمحافظة برئاسة الدكتور نرمين، حيث صممنا جداريات أسوار الجامعة، وحاليا قدمنا عرض عدد من التصميمات في منطقة آثار تل بسطة، فضلا دورنا مع الدكتورة جيهان يسرى، نائب رئيس الجامعة لتنمية المجتمع من قوافل تربية نوعية لها دور واضح مع البيئة بحكم طبيعة الأقسام لدينا، والتي تفرض علينا ذلك.
الدكتور-هانى-حلمى
الدكتور-هانى-حلمى-عميد-تربية-نوعية
الدكتور-هانى-حلمى-عميد-تربية-نوعية-فى-حديثه-لليوم-السابع
عميد-تربية-نوعية
عميد-تربية-نوعية-جامعة-الزقازيق
عميد-تربية-نوعية-فى-حواره-لليوم-السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة