تمر، اليوم، الذكرى الـ114 على رحيل سيد الرواية الروسية الأديب الروسى الكبير ليو تولستوى، إذ رحل عن عالمنا فى 20 نوفمبر عام 1910، وهو أحد عمالقة الروائيين الروس ومصلح اجتماعى وداعية سلام ومفكر أخلاقى وعضو مؤثر فى أسرة تولستوى، يعد من أعمدة الأدب الروسى فى القرن التاسع عشر والبعض يعده من أعظم الروائيين على الإطلاق.
وُلِدَ تولستوى، فى سبتمبر 1828 بمدينة ياسنايا بوليانا بروسيا القيصرية وفى المرحلة الأولى من حياته كتب ثلاثة كتب، وحين ضاق بأسلوب حياته التحق بالجيش وشارك فى بعض المعارك، وكتب عن تجاربه فى الصحف، وألَّف عنها كتابه القوقاز، وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية سافر إلى أوروبا الغربية وأُعجب بطرق التدريس هناك.
وأبدى تولستوى احترامًا خاصًا للأدب العربى، والثقافة العربية، والأدب الشعبى العربى، فعرف الحكايات العربية منذ طفولته وعرف حكاية "علاء الدين والمصباح السحرى" وقرأ "ألف ليلة وليلة"، وعرف حكاية "على بابا والأربعون حرامى"، وحكاية "قمر الزمان بين الملك شهرمان"، حيث تركت الأخيرتين فى نفسه أثراً كبيراً، قبل أن يصبح عمره أربعة عشر عاما.
فى سبتمبر من عام 1844، تم قبول ليو تولستوى طالبا بكلية اللغات الشرقية فى جامعة كازان قسم اللغتين التركية والعربية، واختار تولستوى هذا الاختصاص لسببين الأول لأنه أراد أن يصبح دبلوماسيا فى بلاد العرب، والثانى لأنّه مهتم بآداب شعوب الشرق ولكن طريقة التدريس لم تعجبه فهجرها إلى الأعمال الحرة عام 1847، وبدأ بتثقيف نفسه، وشرع فى الكتابة وفى تلك المرحلة الأولى من حياته كتب ثلاثة كتب هى الطفولة 1852، الصبا 1854، الشباب 1857.
وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية سافر إلى أوروبا الغربية وأعجب بطرق التدريس هناك، ولما عاد لمسقط رأسه بدأ فى تطبيق النظريات التربوية التقدمية التى عرفها، وذلك بأن فتح مدرسة خاصة لأبناء المزارعين، وأنشأ مجلة تربوية تدعى ياسنايا بوليانا شرح فىها أفكاره التربوية ونشرها بين الناس.
كفيلسوف أخلاقى اعتنق أفكار المقاومة السلمية النابذة للعنف وتبلور ذلك فى كتاب "مملكة الرب داخلك"، وهو العمل الذى أثر على مشاهير القرن العشرين مثل المهاتما غاندى ومارتن لوثر كينج فى جهادهما الذى اتسم بسياسة المقاومة السلمية النابذة للعنف.
وقد تعمق تولستوى فى القراءات الدينية، وقاوم الكنيسة الأرثوذكسية فى روسيا، ودعا للسلام وعدم الاستغلال، وعارض القوة والعنف فى شتى صورهما، ولم تقبل الكنيسة آراء تولستوى التى انتشرت فى سرعة كبيرة، فكفرته وأبعدته عنها وأعلنت حرمانه من رعايتها وأعجب بآرائه عدد كبير من الناس وكانوا يزورونه فى مقره بعد أن عاش حياة المزارعين البسطاء تاركًا عائلته الثرية المترفة.
وفى أواخر حياته عاد تولستوى لكتابة القصص الخيالية فكتب موت إيفان إيلييتش 1886م، كما كتب بعض الأعمال المسرحية مثل (قوة الظلام) 1888م، وأشهر أعماله التى كتبها فى أواخر حياته كانت البعث وهى قصة كتبها 1899م وتليها فى الشهرة قصة الشيطان 1889م، كريوتزسوناتا 1891م، "الحاج مراد" أو "خادجى موراتالتى" نشرت بعد وفاته التى توضح عمق معرفته بعلم النفس، ومهارته فى الكتابة الأدبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة