محمد الجالى يكتب: مصر تفضح المعايير المزدوجة للنظام العالمى أمام قمة مجموعة العشرين.. الرئيس السيسى يستثمر الحدث الكبير للمطالبة بحشد الإرادة السياسية وإعادة النظر فى النهج الدولى الحالى

الأربعاء، 20 نوفمبر 2024 10:47 ص
محمد الجالى يكتب: مصر تفضح المعايير المزدوجة للنظام العالمى أمام قمة مجموعة العشرين.. الرئيس السيسى يستثمر الحدث الكبير  للمطالبة بحشد الإرادة السياسية وإعادة النظر فى النهج الدولى الحالى الرئيس عبدالفتاح السيسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الرئيس يحدد خارطة طريق من 3 نقاط لمنع تفاقم الأوضاع وإنقاذ الدول النامية: وقف التصعيد الإسرائيلى بالمنطقة ومنع توسع رقعة الصراع  الالتزام بدعم الدول النامية لتحقيق أهداف التنمية  إقامة شراكات دولية متوازنة مع الدول النامية.

السيسى يسلط الضوء على جهودنا الوطنية الحثيثة فى مجال التنمية البشرية ويبرز مشروع «حياة كريمة» العملاق لتحسين مستوى معيشة نصف سكان مصر.

شراكة استراتيجية بين مصر والبرازيل تحقق مكاسب عديدة فى ضوء احتفال البلدين بمرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية.

يستثمر الرئيس عبدالفتاح السيسى، دائما الفعاليات والمنتديات والقمم الكبرى، لتمرير الرسائل إلى المجتمع الدولى، ووضعه أمام مسؤولياته تجاه التحديات الإقليمية والدولية، خاصة ما تواجهه الدول النامية ومنطقة الشرق الأوسط.

وجاءت مشاركة الرئيس السيسى فى قمة مجموعة العشرين التى انعقدت فى «ريو دى جانيرو» بالبرازيل، بدعوة من الرئيس البرازيلى «لولا دا سيلفا»، لتكون هذه هى المشاركة الرابعة لمصر إجمالا فى قمم المجموعة، حيث شاركت مصر فى قمم الرئاسة الصينية عام 2016، واليابانية عام 2019، والهندية عام 2023، لتعكس هذه المشاركات التقدير المتنامى لثقل مصر الدولى، ولدورها المحورى على الصعيد الإقليمى.

الرئيس السيسى
الرئيس السيسى

الرئيس السيسى بعث برسائل مهمة خلال فعاليات هذه القمة، سواء فى كلمته بالجلسة الأولى، أو من خلال اللقاءات الثنائية والجانبية خلال فعاليات قمة مجموعة العشرين بالبرازيل، حيث سلط الضوء على الأوضاع الإقليمية، والأزمة التى تواجه المنطقة فى ظل ما تشهده من عدم استقرار مع استمرار التصعيد الإسرائيلى فى فلسطين ولبنان، والجهود المصرية لاستعادة الاستقرار فى الشرق الأوسط.

الرسائل التى بعث بها الرئيس للمجتمع الدولى فى هذه القمة يمكن حصرها فى عدد من النقاط، وتحديدا فى كلمته خلال الجلسة الأولى لقمة مجموعة العشرين «الشمول الاجتماعى ومكافحة الجوع والفقر».

أولها: أن هذا العالم يكيل بمكيالين، وشعوب المنطقة لم تعد تثق فى شعاراته الرنانة التى يرفعها حول حقوق الإنسان والمساواة، إذ أنه لا يمكن أن نتحدث عن عدم المساواة دون التطرق للأوضاع المأساوية فى فلسطين ولبنان جراء الحرب الإسرائيلية التى تجرى بسبب افتقاد العالم للفعل المؤثر لوقفها، مؤكدا موقف مصر الذى لا يحيد، ومشددا  على ضرورة الوقف الفورى لتلك المأساة اللاإنسانية وإنقاذ المدنيين ممن يعانون أوضاعا معيشية كارثية، بالإضافة إلى وقف التصعيد وتوسع رقعة الصراع.

قمة مجموعة العشرين
قمة مجموعة العشرين

ثانيا: استغل الرئيس السيسى هذا الحدث العالمى المهم كمنصة عالمية لإيصال صوت الدول النامية، حيث إن مواجهة التحديات الراهنة وعلى رأسها تفاقم الصراعات وتزايد الفجوة التنموية والرقمية والمعرفية ونقص التمويل ومعضلة الديون فى الدول النامية فضلا عن عدم الوفاء بمساعدات التنمية الرسمية وتمويل المناخ إنما يتطلب حشد الإرادة السياسية لإعادة النظر فى النهج الدولى الحالى وتجديد الالتزام بأهداف التنمية المستدامة.

هذه ليست المرة الأولى، التى يتحدث فيها الرئيس السيسى عن إعادة النظر فى النهج الدولى الحالى، حيث طالب قبل أيام من انعقاد قمة تجمع «بريكس» فى روسيا، بإصلاح هيكل النظام المالى العالمى وتعزيز مشاركة الدول النامية فى آليات صنع القرار الاقتصادى وتقوية دور الأمم المتحدة فى الحوكمة الاقتصادية الدولية بما يسهم فى تسهيل حصول دول الجنوب على التمويل اللازم لتحقيق التنمية المستدامة، فضلا عن معالجة أزمة الديون التى تتراكم على الدول النامية جراء أزمات عالمية لم تتسبب فيها تلك الدول.

ثالثا: استثمر الرئيس السيسى الإعلان عن تدشين «التحالف العالمى لمكافحة الفقر والجوع» - الذى يهدف إلى تعزيز الشمول الاجتماعى والقضاء على الفقر والجوع، من خلال حشد الموارد المالية والمعرفية لتسريع وتيرة الجهود العالمية لمكافحة الفقر والجوع، باعتبارهما على رأس أهداف التنمية المستدامة - ليؤكد أن مصر تؤمن بأنه لا سبيل لمكافحة الجوع والفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة إلا بإقامة شراكات دولية متوازنة مع الدول النامية، تتضمن توفير التمويل الميسر للتنمية ونقل وتوطين التكنولوجيا والأدوات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعى، بالإضافة إلى دعم جهود تحقيق الأمن الغذائى، مجددا دعوة مصر لتدشين مركز عالمى لتخزين وتوزيع الحبوب والمواد الغذائية على أرضها لضمان أمن الغذاء وتعزيز سلاسل الإمداد ذات الصلة.

كما أعلن الرئيس السيسى، انضمام مصر للتحالف إيمانا بأهمية التصدى لتلك التحديات باعتبارها تجسيدا لعدم المساواة فى العالم.
ورغم التحديات والظروف الاقتصادية الصعبة التى تواجهها المنطقة، وفى القلب منها مصر، لم يغفل الرئيس السيسى تذكير العالم بجهودنا الوطنية الحثيثة فى مجال التنمية البشرية، والتى يبرز من ضمنها مشروع «حياة كريمة» العملاق الذى يهدف لتحسين مستوى معيشة نصف سكان مصر فى المناطق الريفية وهم نحو «60» مليون مصرى يتم تطوير جميع مناحى حياتهم بداية بالبنية التحتية ووصولا لمستوى الخدمات العامة وفرص العمل.

زيارة الرئيس السيسى للبرازيل، حققت مجموعة من الإيجابيات، فإلى جانب مشاركته الفعالة وإيصال صوت الدول النامية والتحذير من التداعيات الخطيرة للتصعيد الإسرائيلى فى فلسطين ولبنان، كان هناك قرار مهم فى إطار انفتاح مصر على دول العالم، وهو تدشين شراكة استراتيجية بين جمهورية مصر العربية وجمهورية البرازيل الاتحادية، حيث وقع الرئيسان السيسى ورئيس جمهورية البرازيل الاتحادية، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، على بيان مشترك بشأن ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بما يحقق مصالح وتطلعات الشعبين الصديقين.

​وتتسم العلاقات الدبلوماسية بين مصر والبرازيل، التى يتم الاحتفال بمرور 100عام عليها، بتعزيز التنوع وتعميق العلاقات الثنائية، فضلا عن أواصر الصداقة التى تجمع بين شعبى البلدين.

مصر والبرازيل أعضاء فى تجمع البريكس، وهو تجمع يقوم على روح الاحترام والتضامن والتفاهم المتبادل بين أعضائه، وهناك رغبة لدى البلدين فى العمل معا لترسيخ السلام، وتعزيز نظام دولى أكثر تمثيلا وعدالة، وتجديد وإصلاح النظام متعدد الأطراف، وتحقيق تنمية مستدامة ونمو شامل، إضافة إلى الأولوية التى يوليها البلدان لمكافحة الجوع والفقر وعدم المساواة، على الصعيدين المحلى والدولى، والتزامهما بتعزيز مسارات التكامل الإقليمى الذى يتشاركان فيه، ودفع التجارة والتعاون بين دول الجنوب العالمى.

​ووفقا لهذه الشراكة فإنه سيتم التركيز على احتياجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية لكلا البلدين، والسعى لتحقيق المنفعة المتبادلة، والدفاع عن تعزيز التعددية وإصلاح المؤسسات الدولية، لا سيما الهيكل المالى العالمى والأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن التابع لها، لجعلها أكثر تمثيلا وشرعية وفاعلية، فضلا عن ضمان أن تعكس الواقع الدولى للقرن الحادى والعشرين، إضافة إلى تكثيف التعاون فى المجالات السياسية والدبلوماسية ومجالات السلام والأمن والدفاع والاقتصاد والتجارة والاستثمار والبيئة والزراعة والعلوم والتعليم والتعاون التنموى والثقافى والرياضى والسياحى.

اليوم السابع
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة