مازالت قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل انتهاكاتها البشعة في قطاع غزة، بعد مرور 411 يوما كاملة من العدوان، في الوقت الذي تقوم فيه باقتحام القرى والمدن في الضفة الغربية والقدس واعتقال عشرات الفلسطينيين، بينما يقف العالم صامتا، ولا يحرك ساكنا، إزاء ما يحدث في الأراضي الفلسطينية.
كما تصاعدت أزمة نهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة ما فاقم من معاناة السكان بشكل كبير وسط تفش للجوع ونقص كبير في الغذاء والأدوية.
وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، من أن الفلسطنيون في المناطق المحاصرة في شمال غزة يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، مع عدم وجود أي مساعدات تقريبا لأكثر من 40 يوما.
وأفاد المكتب الأممي في بيانه بأن جميع محاولات الأمم المتحدة لدعم الناس في بيت حانون وبيت لاهيا وأجزاء من جباليا التي لا تزال جميعها تحت الحصار إما رُفضت أو عُرقلت وفي هذا الشهر وحده، تم رفض 27 من أصل 31 مهمة وعرقلة 4 بعثات أخرى بشدة.
وفي غزة، استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، في غارة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على منزل جنوب غرب مدينة غزة، حيث أفادت تقارير إخبارية أن طائرات الاحتلال قصفت منزلا مأهولا بالسكان مقابل مخبز السلطان في حي الصبرة جنوب غرب مدينة غزة؛ ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين، كما شنت طائرات الاحتلال شنت سلسلة غارات عنيفة على بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وقصفت منزلا مأهولا بالمواطنين والنازحين يعود لعائلة الكحلوت، قرب شركة الكهرباء بمشروع بيت لاهيا؛ ما أدى لاستشهاد ثمانية فلسطينين وإصابة آخرين، بالإضافة إلى قصف المناطق الجنوبية لحي الصبرة في مدينة غزة.
كما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بنسف مبان سكنية في محيط مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وقصفت المناطق الشمالية الغربية لمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وسياسيا، انتقدت وزارة الخارجية الأمريكية مجددا التعامل الإسرائيلي مع قضية المساعدات، معتبرة أن تل أبيب تتحمل جزءا من مسؤولية سرقة المساعدات الإنسانية في قطاع غزة في ظل غياب سلطة لتوزيعها.
وأضافت أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين سيبحثون أوائل ديسمبر آلية جديدة لمناقشة الأضرار المدنية بغزة.
بينما تتزايد الضغوط السياسية على إسرائيل، في ضوء المستجدات الأخيرة، وأهمها العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، على منظمات داعمة للدولة العبرية، إلا أن أحدث حلقات الضغط الذي تعانيه تل أبيب يحمل بعدا أخلاقيا، وهو ما يبدو في الكتاب الصادر عن بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، والذي حمل عنوان "الأمل لا يخيب أبدا"، والذي استخدم فيه لفظ "الإبادة الجماعية" عند الإشارة إلى ما يشهده القطاع منذ أكثر من عام كامل.
وعلى المستوى الإنساني، قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إنه بعد عام من الحرب المروعة وإراقة الدماء في الشرق الأوسط، أصبحت المنطقة عند مفترق طرق قاتم، تعيش كابوساً، داعيا المجتمع الدولي للتحرك من أجل تغيير المسار الخطير.
وأشار وينسلاند - في إحاطته أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط حسبما ذكر مركز إعلام الأمم المتحدة - إلى أن الحرب الطاحنة والحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة في غزة تسببت في دمار شامل وخسائر فادحة، منذ أحداث 7 أكتوبر 2023.
وأوضح أن الوضع الإنساني في غزة، مع بداية فصل الشتاء "كارثي"، خاصة التطورات في شمال غزة مع نزوح واسع النطاق وشبه كامل للسكان وتدمير واسع النطاق وتطهير الأراضي وسط ما يبدو وكأنه تجاهل مقلق للقانون الدولي الإنساني، مؤكدا أن الظروف الحالية في غزة "هي من بين أسوأ الظروف التي شهدناها خلال الحرب بأكملها ولا نتوقع تحسنها."
وداخليا، لا تبدو الأمور أفضل حالا في إسرائيل، حيث تبدو مخاوف كبيرة على حياة الرهائن، وهو ما أعرب عنه عددا من كبار العسكريين بالجيش، حيث حذروا القيادة السياسية بأن استمرار العمليات في قطاع غزة قد يهدد حياة الرهائن
وفي الضفة الغربية، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات دهم واعتقال ليلية في عدة بلدات، منها المغير وسلواد شمال رام الله وقرية أوصرين جنوب نابلس، كما اقتحمت مدينتي جنين وأطلقت عمليات دهم واعتقال في صفوف المواطنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة