يواجه السودان العديد من التحديات المعقدة التي تدفع بسكانها إلي المجاعة بسبب الحرب والجفاف وازمات المناخ والفيضانات وارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص المساعدات مما يهدد الملايين بانعدام الأمن الغذائي الحاد.
ووفق بيانات جديدة مثيرة للقلق أصدرتها وكالات الأمم المتحدة حول الأمن الغذائي في جنوب السودان أن 57% من السكان سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال موسم الجفاف في عام 2025، حيث سيواجه العائدون الفارون من الحرب في السودان والأطفال الصغار بعض أعلى مستويات الجوع وسوء التغذية مع الضغوط الاقتصادية والظروف المناخية القاسية وآثار الحرب في السودان التي تدفع إلى تفاقم الجوع.
يُظهر أحدث تصنيف متكامل لمراحل الأمن الغذائي أن أكثر من 57% من العائدين الفارين من السودان سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال موسم الجفاف القادم، الذي يبدأ في أبريل، كما سيواجهون الجوع الكارثي، حيث يكافحون من أجل إعادة بناء حياتهم وسط أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وفيضانات شديدة، وإعطاء الأولوية للموارد مع تفوق الاحتياجات على التمويل.
وقالت ماري إلين ماكجروارتي، ممثلة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في جنوب السودان: "نرى عامًا بعد عام أن الجوع يصل إلى بعض أعلى المستويات التي رأيناها في جنوب السودان، وعندما ننظر إلى المناطق التي تعاني من أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجًا من اليأس بسبب الصراع وأزمة المناخ هي المحركات الرئيسية، للوصول إلى القضاء على الجوع في جنوب السودان، من الأهمية بمكان معالجة الأسباب الجذرية للجوع؛ تحتاج المجتمعات إلى السلام، وتحتاج إلى الاستقرار، وتحتاج إلى فرص لبناء أو إعادة بناء سبل العيش ومساعدتها على تحمل الصدمات المستقبلية.
وفي الوقت نفسه، يواجه نحو 2.1 مليون طفل خطر سوء التغذية، مقارنة بـ 1.65 مليون طفل ويعود الأطفال إلى مراكز التغذية عدة مرات على مدار العام في ظل معاناتهم المستمرة من ضعف الوصول إلى مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي، ويشكل المرض عاملاً رئيسياً يساهم في سوء التغذية، وكان ما يقرب من نصف الأطفال المشمولين في البيانات التي تم جمعها مرضى في الأسبوعين السابقين.
وقال ميشاك مالو، ممثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الفاو في جنوب السودان: إن ظهور الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية المصاحبة لها كسبب رئيسي لانعدام الأمن الغذائي يرسل رسالة قوية مفادها أن الوقت قد حان لزيادة استثماراتنا بشكل جماعي في دعم مواطني جنوب السودان لإنتاج غذائهم بأنفسهم. وهذا لن يقلل من ميزانية الغذاء المنزلية فحسب، بل سيخلق أيضًا المزيد من فرص العمل في قطاع الزراعة ويزيد من دخول الأسر حتى يتمكنوا من البحث عن أنظمة غذائية أكثر صحة".
وقالت حميدة لاسيكو، ممثلة اليونيسف في جنوب السودان: إن سوء التغذية هو النتيجة النهائية لسلسلة من الأزمات، وأبرزها في جنوب السودان استمرار سوء الصرف الصحي وانتشار الأمراض المنقولة بالمياه، إلى جانب انعدام الأمن الغذائي الشديد.
وأضافت تشعر اليونيسف بقلق عميق من أن عدد الأطفال والأمهات المعرضين لخطر سوء التغذية سيستمر في الارتفاع ما لم يتم تكثيف الجهود لمنع سوء التغذية من خلال معالجة أسبابه الجذرية، إلى جانب توفير الدعم الغذائي الفوري لعلاج سوء التغذية بين الأطفال الأكثر عرضة لخطر الوفاة".
وفي ذات السياق يشير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أيضاً إلى أن تأثير الأزمات المتزامنة في جنوب السودان بعيد المدى، حيث من المتوقع أن يرتفع العدد الإجمالي للأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد إلى ما يقرب من 7.7 مليون (57 في المائة من السكان) خلال موسم الجفاف المقبل، ارتفاعاً من 7.1 مليون هذا العام