أكدت دراسة أجراها الدكتور مارينا لوزانو من معهد البحوث في علوم الحياة والطبيعة (IPHES-CERCA) أن بقايا الأسنان التى عثر عليها تعود إلى ثلاثة من إنسان نياندرتال (Homo neanderthalensis) في كهف أبريدا، في مقاطعة جيرونا الإسبانية، وفقا لما نشره موقع "heritagedaily".
كان الكهف يستخدم كمأوى لمجموعات مختلفة من الحيوانات، والإنسان البدائي، والإنسان الحديث، مع خمس طبقات ثقافية مميزة يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث، والسولوتري، والبيريجوردى العلوى، والأورينياسى المتطور، والموستيريا.
تشير الأدلة الأثرية إلى أن الكهف سكنه لأول مرة إنسان نياندرتال منذ ما بين 140 ألف و39 ألف سنة مضت، ثم الإنسان الحديث منذ ما بين 39 ألف إلى 16 ألف سنة مضت.
وبحسب دراسة جديدة، فإن بقايا الأسنان التي وجدت في طبقات الكهف تعود إلى ثلاثة أفراد من إنسان نياندرتال: رضيع، وشاب، وبالغ.
وتشير التقديرات إلى أن عمر اثنتين من الأسنان يبلغ 120 ألف عام على الأقل، في حين يعود تاريخ الثالثة إلى ما بين 71 ألفًا و44 ألف عام، ووفقًا لمؤلفي الدراسة، فإن التمييز الواضح في التواريخ يشير إلى أن إنسان نياندرتال سكن المنطقة خلال فترتين زمنيتين منفصلتين.
استخدم الدكتور لوزانو التصوير المقطعي الدقيق المتقدم (µCT) لإنتاج نماذج ثلاثية الأبعاد مفصلة للأسنان، كشف هذا التحليل عن سمات مثل سمك مينا الأسنان وحجم تجويف اللب وتقاطع مينا الأسنان والعاج،كما تم تطبيق المجهر الإلكتروني الماسح لتقييم التغييرات المحتملة بعد الترسيب على سطح السن.
وبحسب الدكتور لوزانو، فإن "هذا الاكتشاف مهم لأنه يسمح لنا بالحصول على مزيد من المعلومات حول وجود إنسان نياندرتال في أربريدا في أوقات مختلفة (منذ حوالي 120 ألف سنة، وبين 71 ألف و44 ألف سنة مضت)".
وأضاف الدكتور لوزانو: "إن البقايا الأكثر حداثة مثيرة للاهتمام بشكل خاص لأنها تقود دراسة استراتيجيات البقاء لآخر إنسان نياندرتال في شبه الجزيرة الأيبيرية، في وقت يمكننا فيه أن نلمح التعايش مع البشر الحديثين تشريحياً".
بقايا أسنان إنسان نياندرتال
