يحتفل العالم فى 20 نوفمبر من كل عام بـ اليوم العالمى للطفل، ومما لاشك فيه أن علاقة الأم بأبنائها هى علاقة ذات طابع خاص لما لها من قدسية ومكانة عظيمة، فالأم هى مصدر الأمان والاحتواء والملاذ الذى يفر له الأبناء عند الشعور بالألم أو الخوف، ولكن هناك بعض الأسباب التى تجعل علاقة الأم بأبنائها ينتابها التصدع وفقدان الثقة، لذا تواصل "اليوم السابع" مع الدكتورة ريهام عبد الرحمن استشارى أسرى والدكتور عبد العزيز آدم أخصائى علم النفس السلوكى لتوعية الأمهات بأن أسرار أولادك مسئوليتك، وعرض بعض الأسباب التى تتسبب فى انعدام الثقة نستعرضها خلال السطور التالية..
أم وابنائها
ـ إفشاء الأسرار
إفشاء الأسرار الخاصة بالأبناء سواء داخل الأسرة أو على مواقع التواصل الاجتماعى مما يصيب الأبناء بالخوف والتوتر وفقدان الثقة بمن حولهم والشعور بالاغتراب النفسى داخل هذه الأسر.
ـ جروبات السوشيال ميديا
طلب النصيحة من غير المختصين على مواقع التواصل الاجتماعى وذلك من خلال جروبات يتم من خلالها مناقشة بعض المشاكل الاجتماعية والأسرية مما يجعلها تأخذ بنصائح غير صحيحة وقد تؤدى لنتائج عكسية منها الآتى..
ـ عدم مراعاة مشاعر الأبناء وإفشاء أسرارهم أو ما بهم من عيوب وسلوكيات خاطئة على الملأ، وهذا يشوه نفسيتهم مستقبلا ويجعلهم غير قادرين على مسامحة الآباء بل ويشعرون بالوصمة والعار ونبذ المجتمع لهم.
ـ تشوه الصورة الذاتية وانعدام الثقة بالنفس لا يأتي من فراغ بل من خلال وجود الطفل فى أسرة لا تنصت لمشاعره ولا تنظر إلا لمصلحتها فى المقام الأول، وذلك من خلال تحقيق الشهرة والترند، وبالتالى تظهر مشكلات نفسية يعانى منها الطفل منذ الصغر مثل: تشتت الانتباه، فقدان الثقة بالنفس، الخجل الاجتماعى، العدوانية والعصبية، والنظرة السلبية للذات.
ـ الشعور بالدونية والنقص نتيجة تشويه صورته أو سمعته أمام الآخرين، وبالتالى إعطاء الفرصة لشريحة كبيرة فى المجتمع لانتقاده وإلقاء اللوم عليه ما يتسبب له فى العديد من المشاكل والاضطرابات النفسية.
وقال دكتور عبد العزيز آدم أخصائى علم النفس السلوكى وعضو الاتحاد العالمى للصحة النفسية، تصرفات بعض الأمهات أو الآباء، مثل فضح أسرار أولادهم على مواقع التواصل الاجتماعى أو فى محيط العائلة بدافع المزاح أو البحث عن الشهرة، لها آثار نفسية واجتماعية سلبية خطيرة على الأطفال، يجب على الآباء أن يدركوا أنهم مسئولون عن حماية أبنائهم من أى ضرر قد يؤثر على مستقبلهم.
وفيما يلى نوضح خطورة هذه التصرفات وتأثيرها
- ضعف الثقة بالنفس
الإفصاح عن أسرار الأطفال أو إظهارهم فى مواقف محرجة يمكن أن يُضعف ثقتهم بأنفسهم، ما يجعلهم يشعرون بعدم الأمان أو الخجل من أنفسهم.
- فقدان الثقة فى الوالدين
عندما يكبر الطفل ويشعر أن والديه لم يحترما خصوصياته، يتأثر شعوره بالثقة فيهما، ما قد يؤدى إلى عزلة عاطفية وابتعاده عنهم فى المستقبل.
- تعلم السلوكيات خاطئة
عندما يرى الأطفال أن أهلهم يفضحون الأسرار أو يستخدمون السوشيال ميديا بشكل غير مسئول، قد يقلدون هذه السلوكيات فى المستقبل، ما يورثهم العديد من السلوكيات الخاطئة.
- التنمر الإلكترونى
نشر محتوى عن الأطفال على وسائل التواصل يمكن أن يُعرضهم للتنمر، سواء من قبل زملائهم أو الغرباء، وهو ما قد يؤثر بشكل دائم على نفسيتهم.
- الضغط النفسى
الخلافات التى تُنشر على السوشيال ميديا بين الوالدين أو العائلة تضع الأطفال فى مواقف محرجة وتجعلهم عرضة للضغط النفسى، مما قد يؤثر على تطورهم العاطفى والاجتماعى.
- التأثير على سمعة الطفل مستقبلاً
ما يتم نشره على الإنترنت يبقى لفترة طويلة، وقد يؤثر على سمعة الطفل عندما يكبر، سواء فى بيئته الاجتماعية أو فى حياته المهنية لاحقًا.
- تسبب مشاكل نفسية عديدة
الطفل الذى يشعر أنه موضع سخرية أو استغلال قد يواجه صعوبات نفسية مثل القلق، الاكتئاب، أو مشكلات فى الثقة بالنفس.
الحل فى نقاط بسيطة
- تذكير الأمهات والآباء بأن المزاح أو البحث عن التفاعل على السوشيال ميديا لا يجب أن يكون على حساب كرامة الطفل.
- توعية الأهل بخطورة نشر أسرار أو صور ومواقف أطفالهم على وسائل التواصل الاجتماعى.
- عقد ندوات أو حملات توعية تُبرز الآثار السلبية لهذه التصرفات على نفسية ومستقبل الأطفال.
- تشجيعهم على التفكير بعواقب أفعالهم قبل نشر أى شىء يخص أطفالهم.
- وضع قواعد أسرية لاستخدام وسائل التواصل، تشمل الامتناع عن نشر أى محتوى يخص الأطفال دون موافقتهم (إذا كانوا فى سن يسمح لهم بإبداء رأيهم).
- تشجيع الأهل على نشر محتوى هادف بعيدًا عن الخصوصيات.
- إذا حدث ضرر بالفعل للطفل، يجب التحدث مع الطفل وطمأنته بأنه ليس مذنبًا، والعمل على إعادة بناء ثقته بنفسه.
- الاستعانة بمختص نفسى إذا كانت الآثار النفسية عميقة.
- تشجيع الأهل على مشاركة محتوى يبرز نجاحات أبنائهم أو لحظات سعيدة تجمع العائلة بطريقة لا تنتهك الخصوصية.
وبشكل عام إن الحل يبدأ من وعى الأهل بمسئوليتهم تجاه أبنائهم، وتغيير الثقافة السائدة بأن السوشيال ميديا مكان مفتوح لكل شىء، واحترام خصوصية الأطفال وحمايتهم من التنمر والضرر النفسى جزء لا يتجزأ من التربية الصحيحة.
أم وابنها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة