في خضم دولة وطنية تحكمها ماهية القومية ويشد رباطها تضافر وتكاتف مؤسسات وطنية ومجتمع مخلص وقيادات محبة وفدائية تضحي من أجل الوطن ومن أجل أن يعلوا شأنه وترفرف رايته عالية خفاقة حاملة حضارة وتاريخ ومجد عظيم ومستقبل يحمل بين طياته الخير لجيل تلو آخر، بما لا يجرؤ مغرض أو حاقد أو من يحمل غايات خبيثة ومخططات مقيتة أن ينال من وحدة وقوة النسيج المصري.
ونرصد الاهتمام البالغ من قبل قيادتنا السياسية الرشيدة بحماة الوطن الذين يشكلون سيفه ودرعه؛ بغرض الاطمئنان دومًا على جاهزية هذا الجيش الوطني العظيم، سواءً أكانت الجاهزية على المستوى المادي أو المعنوي؛ ليصبح مستعدًا للقيام بأي مهمة يكلف بها، ومن ثم يزود عن وطنه، ويأمن حدوده من الجهات الأربعة، بل ويفرض حالة الأمن والأمان والاستقرار في شتى ربوع المحروسة.
وإذا ما شاهدنا اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بقيادات جيشنا العظيم دبت الطمأنينة في قلوبنا وأدركنا أن اليقظة ومسارات التخطيط الاستراتيجي وآلياته وخطواته الإجرائية على ما يرام، بل وتسير على قدم وساق؛ فكل فرد في الجيش يعي مهامه ويؤديها كما ينبغي أن يكون، وكل مواطن شريف منتسب لهذه المؤسسة العظيمة يفخر بتقديم نفسه وروحه فداء لتراب هذا الوطن الحبيب.
إن الثقة في جاهزية القوات المسلحة ليست مجرد تصريحات تعلن؛ لكنها حقيقة دامغة تقوم على فلسفة رئيسة تتمثل في صورة المواطنة الصالحة التي تتربع في قلوب أبناء القوات المسلحة وجميع منتسبي هذه المؤسسة العظيمة، وهذا ما يراهن عليه الشعب وتؤكد عليه القيادة السياسية دومًا، وقد رأينا حينما ينادي المنادي ترى الجموع من شعب همام تصطف خلف جيشها لحماية وطنها، وتلك التعبئة الشعبية تشير إلى قوة النسيج الذي حطم أحلام المغرضين والحاملين لأجندات تستهدف تدمير الوطن والوقوف على أطلاله مثلما فعلت بدول وأوطان بات الأمن والأمان والاستقرار فيها ضربًا من المستحيل.
ومن يحاول أن ينال من مصر وجيشها وترابها عليه أن يراجع التاريخ؛ فقد أثبتت المواقف التي سطرت بماء من ذهب أن للمؤسسة العسكرية بطولات مشرفة في وقت الحرب والسلم، وهذا يتأتى من عقيدة راسخة تسمى بشرف العسكرية والتي تؤكد أن صون وحماية البلاد والعمل على تنميتها فرض عين؛ فالخطة الاستراتيجية شاهدنا نتاج انتصاراتها في وقت النِزَال، ورأينا ملامح الإعمار وقت السلام والاستقرار، وهذا يؤكد أن القوات المسلحة المصرية في حالة عمل وجاهزية مستدامة لا تتوقف ولا تفتر ولا تلين عزيمتها.
وثمة جهود مضنية تقوم بها القوات المسلحة المصرية من أجل حماية الوطن وحدوده المترامية الأطراف، وقد يخفى علينا منها الكثير والكثير؛ لكن تأكيد الرئيس عليها تبث في قلوبنا الطمأنينة وتؤكد مدى اعتزازنا جميعًا بقواتنا المسلحة المصرية التي هي رمز العزة، والفخر، والبطولة، والشجاعة، والإقدام، والإخلاص، والشرف، والأمانة.
وأود أن أشير إلى أن عبور الأزمات والتغلب على التحديات رغم شدة وتيرتها يقوم على إخلاص في الاصطفاف خلف الوطن وتحت راية واحدة وأمر جامع يؤكد على أمن وأمان واستقرار الدولة، وهذا ما يحرص عليه فخامة الرئيس والقوات المسلحة المصرية، كما أن هذا يعد سهم قاتل لأصحاب المخططات المغرضين مع تباين مآربهم غير السوية؛ فكم سقطت دول وأوطان كان تتشدق بشعارات مزيفة لا تمت للحقيقة بصلة.
إن حماة الوطن من قواتنا المسلحة المصرية العظيمة القدر والمقدار تمتلك من الثبات والتعقل ما توازن به الأمور؛ فلا تنجر بحماسةٍ لأمورٍ غير محسوبةٍ، ولا تبدى استعدادًا لطغيانٍ تحت مسميات لا أصل لها من الصحة، ولا تتخلى عن قيمها النبيلة التي ترتبت عليها وأخلاقها الحميدة التي تتسق مع ما أقره المجتمع المصري وآمن به ويعيش من أجله، وأن هذه المؤسسة العظيمة تتواجد وتلبي النداء عندما تدعى للزود عن مقدرات الوطن وصون ترابه في كل وقت وحين، بل وتسارع وتسبق الحدث بعين البصرية ورؤيتها الاستراتيجية بعيدة المدى.
لقد عاصرنا جاهزية القوات المسلحة في حومة القتال ورصدنا بسالة الجيش العظيم في مواقف الحمى؛ فما رأينا إلا رسوخًا وثباتًا تأتى من شجاعةٌ وإقدامٌ تم اكتسابها من إعدادٍ وتدريبٍ وتأهيلٍ على مدار الساعة بمؤسسة مصنع الرجال؛ فعقيدة القتال تؤكد على أن المهمة القتالية في سبيل الوطن يتم تحقيقها ولو فقدنا من أجلها الأرواح وأريقت في سبيلها الدماء الذكية، وهذا ما أبان مكانة الجيش المصري في قلوب شعبه الذي بذل كل غالٍ دون ترددٍ لحماية مصر وأمنها القومي.
نثق في قيادتنا السياسية الرشيدة ونثمن ما تقوم به من جهود متواصلة من أجل دعم جاهزية قواتنا المسلحة المصرية؛ فهذا دون مبالغة يشعرنا نحن المصريون بالفخر والعزة ويبث في نفوسنا الطمأنينة، في ظل وجود مؤسسة قوية تحمي حدود البلاد البرية والبحرية والجوية، وتحرص قيادتها العامة على دعمها ماديًا ومعنويًا بصفة مستدامة؛ فالتطوير لأسلحتها صار منهجًا أخذ صفة الاستمرارية، وتقدمها ورفع كفاءتها القتالية أصبح في قمة هرم الأولويات.
ندرك تمامًا أن جاهزية جيشنا العظيم يؤثر سلبًا على النفوس المريضة؛ حيث يبث الفزع والهلع في قلوب الأعداء ومن يتربصون بنا الدوائر، وتجعل الجميع يفقد التوازن والرشد، ويتراجع عن ساحة القتال والمواجهة؛ فالمؤسسة العسكرية الوطنية لديها إيمان بالله عز وجل ووعد نصره وتوفيقه، ولديها العقيدة الراسخة الثابتة تجاه ذلك، مع الأخذ في الاعتبار بمسببات التفوق من تدريبٍ وتسليحٍ واكتساب خبراتٍ تؤدي إلى بلوغ الغاية المنشودة.
ودون كلل أو ملل نجدد ثقتنا في رؤى الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه اهتمامه بجيشنا العظيم، ونشد على عضده، ونتوافق ونصطف خلفه تجاه دعم قواتنا المسلحة بشأن العمل الدؤوب على إحداث نقلات نوعية فيما يتعلق بالتسليح وتنويعه والتدريب وفق أفضل الاستراتيجيات العسكرية وبتوظيف أحدث التقنيات العسكرية، بما يجعل جيشنا المقدام في المقدمة على الدوام.
تحية عطرة من القلب إلى القلب لكل فرد في قواتنا المسلحة المصرية تحمل في طياتها شكر وتقدير وامتنان يغلفها محبة بالغة لما يقدم من جهود ويؤدي من أدوار تعد محل فخر وعزة، ونؤكد نحن المصريين أننا ماضون خلف قيادتنا لاستكمال نهضتنا المستدامة في ظل راية الوطن التي تغمرنا بالأمن والأمان وتدعم أواصر الاستقرار.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة