الموهبة والإبداع سمتان لا يتصلان بعمر محدد، فتخلق الموهبة مع ولادتنا، ويبدأ الإبداع فى الظهور مع بداية استخدامها، فهناك من يكتشفها متأخرًا، وهناك من يكتشفها ويطورها وهو في سن الطفولة، وتعد الكتابة الأدبية إحدى المواهب التى يهتم من ينعم بها بتطويرها ومواصلة الإبداع فيها، وهناك الكثير من الأدباء الكبار الذين قدموا أعمالا أدبية متنوعة وهم فى سن الصغر، والتى تتنوع ما بين القصائد والقصص القصيرة والروايات وغيرهم، وفى ضوء ذلك نستعرض بعض منهم فى السطور التالية.
نادين جورديمير
الكاتبة الأفريقية نادين جورديمير ولدت فى 20 نوفمبر 1923، كانت روائية وكاتبة قصص قصيرة من جنوب أفريقيا كان موضوعها الرئيسى هو المنفى والاغتراب، حصلت على جائزة نوبل فى الأدب عام 1991.
نشرت نادين جورديمير أول قصة لها في مجلة عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها، وذلك في عام 1938، وقد أطلعتها قراءتها الواسعة على الجانب الآخر من العالم، من حيث العنصرية والسياسة والفصل العنصري، الذي تطور بمرور الوقت إلى معارضة سياسية شديدة، وكان أول كتاب لجورديمر هو "وجها لوجه" الذي نشر في عام 1949، وهو عبارة عن مجموعة قصص قصيرة، وفي عام 1953 صدرت رواية بعنوان "أيام الكذب"، وكلاهما يُظهِر الأسلوب الواضح والمُتحكَّم فيه وغير العاطفي الذي أصبح السمة المميزة لها.
وكتبت جورديمر عددًا من المجموعات القصصية، بما في ذلك "عناق الجندي" (1980)، و"جرائم الضمير" (1991)، و "الغنائم وقصص أخرى" (2003)، "العيش في الأمل والتاريخ: ملاحظات من قرننا" (1999) عبارة عن مجموعة من المقالات والمراسلات والذكريات، بالإضافة إلى الكتابة، ألقت محاضرات ودرّست في جامعات مختلفة في الولايات المتحدة خلال الستينيات والسبعينيات. في عام 2007، حصلت جورديمر على وسام جوقة الشرف الفرنسي.
نادين جورديمير
هانس كريستيان أندرسن
الكاتب والشاعر الدنماركى هانس كريستيان أندرسن، هو واحد من أبرز الكتاب فى تأليف الحكاية الخرافية، ولد في 2 أبريل عام 1805م، ونشر أولى رواياته حتى قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية، وهى "شبح قبر بالناتوك"، عام 1822م، وبالرغم من كونه طالبا فاشلا ومتأخرًا إلى أنه تابع دراسته فى مدرسته حتى 1827م.
حصل أندرسون على العديد من الجوائز بعد أن منح العديد من الأطفال السعادة بمجموعة كتبه الضخمة التي قدمها لهم في شكل سلس جميل حبب القراءة إلى نفوسهم ولم تكن هذه الكتب للتسلية والحكايات الترفيهية فقط ولكن كانت تتضمن الحكمة والمعرفة أيضاً.
ومن أشهر قصصه أندرسون "بائعة الكبريت، جندى الصفيح، ملكة الثلج، الحورية الصغيرة، عقلة الاصبع، فرخ البط القبيح، الحذاء الأحمر، حماية الظل، جندى الصفيح".
وأطلق أندرسون جائزة تحمل اسمه، والتى تمنح للمتميزين فى مجال أدب الطفل مكانة متميزة بين غيرها من الجوائز، فتعرف كواحدة من أرفع الجوائز، ويتم منحها لمؤلف ورسام كل عامين، وذلك فى احتفال رسمى تقوم فيه الملكة مارجريت ملكة الدنمارك بمنح الجوائز للفائزين.
هانس كريستيان أندرسن
مارى شيلى
هى كاتبة إنجليزية ومبدعة شخصية فرانكنشتاين عام 1818 وزوجة الشاعر بيرسى بيش شيلي، ولدت مارى شيلى فى لندن لعائلة مثقفة، إذ كان والدها الكاتب والمفكر ويليام جودوين ووالدتها الكاتبة مارى وولستونكرافت، التى كانت من أولى المدافعات عن حقوق المرأة، وتوفيت إثر ولادة ابنتها التى نشأت فى جو من الحرية والثقافة العالية.
نشرت ماري شيلي أول رواية لها والتي تعد أول رواية خيال علمي في العالم بعنوان "فرانكشتاين" وهي في سن الـ 20، وكانت شيلى قد بدأت فى كتابة القصة عندما كان عمرها 18 عامًا، ونشرت الطبعة الأولى من الرواية دون إعلان هويتها فى لندن، وظهر اسمها لأول مرة فى الطبعة الثانية التى نشرت فى فرنسا عام 1823.
مارى شيلى
جابرييل جارسيا ماركيز
الأديب الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز الذى غزا أوروبا والعالم برواياته قبل وبعد فوزه بجائزة نوبل عام 1982 بعد سلسلة من الروايات التي صارت من عيون الأدب في العالم فترجمت إلى اللغات كافة وجرى تصويرها بكافة الاشكال في السينما والدراما، ومن أشهر أعماله رواية 100 عام من العزلة.
اجتاز جارسيا ماركيز المراحل الأولى من الدراسة الثانوية في المدرسة اليسوعية سان خوسيه، التي تعرف حاليًا بمعهد سان خوسيه، منذ عام 1940، حيث نشر قصائده الأولى فى المجلة المدرسية "الشباب"، وبعد تخرجه عام 1947، انتقل جارسيا ماركيز إلى بوجاتا لدراسة القانون بجامعة كولومبيا الوطنية، حيث تلقى نوعًا خاصًا من القراءة، قرأ ماركيز رواية المسخ لفرانتس كافكا "في الترجمة المزيفة لخورخي لويس بورخيس" والتي ألهمته كثيرًا، وكان متيمًا بفكرة الكتابة، ولكنها لم تكن بغرض تناول الأدب التقليدي، بينما على نمط مماثل لقصص جدته، "حيث تداخل الأحداث غير النمطية وغير العادية كما لو كانا مجرد جانب من جوانب الحياة اليومية"، وبدأت حلمه يكبر في أن يكون كاتبًا، وبعدها بقليل نشر قصته الأولى "الإذعان الثالث" أول قصة لماركيز، نشرت في صحيفة الإسبكتادور في 13 سبتمبر عام 1947، والقصة بها تأثيرًا من فرانتس كافكا.
بعدها بدأ ماركيز مسيرته الأدبية مع رواية قصيرة تحت عنوان الأوراق الذابلة وهى الرواية التى نُشرت في البداية عام 1955 وكان ماركيز وقتها في الثامنة والعشرين من عمره فقد ولد عام 1927 في كولومبيا، واستغرق الأمر سبع سنوات للعثور على ناشر لها، ويحتفى بها على نطاق واسع باعتبارها أول ظهور لماكوندو، القرية التي اشتهرت لاحقًا في مائة عام من العزلة.
وتعد رواية مائة عام من العزلة أشهر روايات جابرييل جارسيا ماركيز وقد نشرت عام 1967 ليحصل الكاتب الكولومبى بعد نشرها بخمسة عشر عاما أى عام 1982 على جائزة نوبل فى الآداب وقد اعتبرت الرواية درة أعمال ماركيز بل وصنفت ضمن الأفضل بين الروايات العالمية.
جابرييل جارسيا ماركيز