وافق الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن على تزويد أوكرانيا بألغام أرضية مضادة للافراد، وهي خطوة تهدف لتعزيز دفاعات كييف ضد روسيا، بعد أن رفضت إدارة بايدن نفسها إرسال مثل هذه الأسلحة إلى أوكرانيا طوال السنوات الثلاث الماضية من الحرب، لكن عكس السياسة هو جزء من سلسلة من الإجراءات العاجلة التي يتخذها الرئيس الديمقراطي نفسه لدعم كييف في الأيام الأخيرة من ولايته قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه في يناير.
ووفقا لواشنطن بوست، تري إدارة بايدن ومسؤولي البنتاجون أن شحن هذه الأسلحة هو أفضل وسيلة لمحاولة إبطاء تقدم القوات الروسية وتأتي الموافقة على شحنة الألغام المثيرة للجدل بعد أن هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد على الهجمات الأخيرة باستخدام نظام الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS) ضد أراضيها.
في حين يثير تسليم الألغام المضادة للأفراد جدلاً، خاصة وأن أكثر من 160 دولة وقعت على اتفاقية أوتاوا التي تحظر استخدام هذه الأسلحة، فإن الولايات المتحدة وروسيا ليستا من الدول الموقعة على أي اتفاقية من شأنها الحد من نشر ونقل الألغام المضادة للأفراد.
وقال مسؤول في إدارة بايدن لواشنطن بوست، إن الألغام المضادة للأفراد المرسلة إلى أوكرانيا هي من النوع "غير الدائم"، أي أنها أسلحة تدمر نفسها أو تتعطل عندما تنفد بطارياتها، وبالتالي تقلل من الخطر على المدنيين، وبدوره، تعهد المسؤولون الأوكرانيون بعدم نشر الألغام في المناطق المأهولة بالسكان، ومع ذلك، تحذر الجماعات المعارضة لاستخدام الألغام التي يستخدمها الأفراد من أن حتى هذه الأنواع من الألغام غير الدائمة تشكل مخاطر سيئة السمعة على سلامة السكان المدنيين.
ولشرح آلية عمل الألغام التي تحدث قال مسؤول عسكري في بيان "إنها مزودة بمغلاق كهربائي، ولكي تنفجر تستلزم تياراً عبر بطارية. وإذا نفدت طاقة البطارية، فإن الألغام لن تنفجر."، لافتاً إلى أن بطارياتها تستغرق ما بين أربع ساعات وأسبوعين.
كان البنتاجون أعلن عن حزمة مساعدات أمنية بقيمة 275 مليون دولار أمس الأربعاء، تتضمن ذخائر وقطع مدفعية ومعدات أخرى وأرسلت الولايات المتحدة ألغاماً مضادة للدبابات إلى أوكرانيا، لكن حتى الآن لم تكن قد أرسلت أي ألغام مصممة لوقف زحف الأفراد.
ويقول وزير الدفاع الأمريكي الجنرال لويد أوستن إن تغير السياسة يأتي كرد فعل لتكتيكات روسيا. فبدلاً من التقدم على الجبهات بأرتال من الدبابات والعربات المصفحة، شرعت القوات الروسية في الوقت الراهن بالقتال بكتائب وسرايا صغيرة وأكثر انتشاراً.
وفي إشارة إلى الجيش الأوكراني الذي بات يفقد أراض كانت تقع تحت سيطرته بوتيرة سريعة في شرق البلاد، قال اوستن: "إنهم يحتاجون إلى أشياء قد تساعدهم في إبطاء تلك الجهود."