ارتفعت الأصوات المعارضة للاتفاقية التجارية بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور، وعادت الاحتجاجات بالجرارات مرة آخرى إلى القارة العجوز، والتي بدأت في فرنسا ، حيث اندلعت موجة واسعة من الاحتجاجات التي نظمها المزارعون، اعتراضا على الاتفاقية التجارية بين الاتحاد الأوروبى وتكتل ميركوسور، وهناك توقعات بخروج احتجاجات آخرى في إسبانيا وإيطاليا وألمانيا أيضا، فضلا عن اعتراض بعض القادة الأوروبيين.
يواصل المزارعون الفرنسيون الاحتجاجات الأسبوع المقبل ، ضد الاتفاقيات التجارية غير المواتية التي فرضها الاتحاد الأوروبى مع التكتل الاقتصادى لدول أمريكا الجنوبية ميركوسور ، حيث أنه من المقرر أن يتم تنظيم احتجاجات أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس من الأسبوع المقبل ، بالجرارات، بالتعاون مع نقابة المزرعين الشباب ، بعد توقف دام يومين من تلك الاحتجاجات، حسبما قالت صحيفة الموندو الإسبانية.
وأكد رئيس الفيدرالية الوطنية لنقابات المشتغلين بالزراعة (Fnsea) فى فرنسا ، أرنو روسو، أن المحتجين سيخرجوا إلى الشوارع مرة آخرى للتنديد بالعقبات التي تعترض الزراعة وكل ما يعيق الأنشطة الخاصة بها.
من جانبه، تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نهاية الأسبوع الماضي وأكد أن حكومته لا توافق على الاتفاقية التجارية كما تم التفاوض عليها، ولهذا السبب لن يوقع عليها، وقد أثار بيان ماكرون الأمل بين المزارعين، الذين يطالبون أيضًا بالحد من البيروقراطية، ودفع إعانات الدعم المتأخرة من الاتحاد الأوروبي، والدعم الموجه للشباب في القطاع الزراعي.
وسيدعو المتظاهرون أيضًا إلى عودة الأسيتامبريد، وهو مبيد حشري كان موضع جدل في المجال الزراعي. ينشأ الطلب في سياق يعتبر فيه المزارعون أن إعادة تقديم هذا المنتج أمر بالغ الأهمية لحماية محاصيلهم وضمان إنتاجية القطاع.
وبالمثل، تسعى الاحتجاجات إلى لفت الانتباه إلى أهمية وجود أدوات فعالة لمكافحة الآفات والأمراض التي تهدد الإنتاج الزراعي.
وتصاعد الوضع منذ أن لم تتم مراجعة مشروع قانون المساعدات الزراعية، الذي أقره مجلس النواب بالبرلمان في مايو بعد احتجاجات حاشدة، في مجلس الشيوخ بسبب حل ماكرون للبرلمان، مما دفع النقابات إلى التعبير عن استيائها، مشيرين إلى أن وعود الحكومة لم تتحقق. تم الاحتفاظ بها، الأمر الذي أدى إلى مناخ من الإحباط المتزايد.
إضافة إلى فرنسا، بدأت الاحتجاجات بالتمدد لدول أوروبية أخرى، فشهدت بلجيكا وإيطاليا وبولندا احتجاجات للمزارعين المعارضين لاتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي ودول ميركوسور (أمريكا اللاتينية)، التي أحدثت جدلا داخل صفوف الاتحاد وأبرزت معارضة بعض دوله لها كإسبانيا وألمانيا.
ووجه اتحاد "كوبا كوجيتشا"، وهو أكبر اتحاد زراعي في الاتحاد الأوروبي، نداء للمفوضية الأوروبية برفض الاتفاقية التي وصفها بـ"منطقة محظورة على المزارعين الأوروبيين".
ولم يتوقف الأمر عند احتجاجات المزراعين فقط بل أيضا ، أعرب العديد من القادة الأوروبين ، رفضهم لوصول المنتجات من السوق المشتركة الجنوبية عن عدم موافقتهم على الاتفاقية التي تمت الموافقة عليها في عام 2019 ، والتي تم حظر التصديق عليها حاليا من قبل عدة دول بقيادة فرنسا.
ورفض وزير الزراعة الإيطالي، فرانشيسكو لولوبريجيدا، مسودة الاتفاق بشروطه الحالية، وطالب بنفس "الالتزامات" على المزارعين في الكتلتين، وقدر أن المعاهدة بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور (الأرجنتين والبرازيل وباراجواي وأوروجواي) "في شكلها الحالي غير مقبولة".
وبرر الوزير، عضو حزب فراتيلي ديتاليا اليميني المتطرف، "علينا أولا أن نتحقق من أن دول ميركوسور تحترم نفس الالتزامات التي نفرضها على مزارعينا فيما يتعلق بحقوق العمل والبيئة.
وفي الوقت نفسه، طلب المفوض الأوروبي للزراعة، يانوش فويتشيكوفسكى، أن تؤخذ مخاوف المزارعين ومربى الماشية بشأن اتفاقية التجارة "على محمل الجد".
كما أشار السياسي البولندي في بروكسل إلى أن هناك "مخاوف كثيرة" بشأن الاتفاق مع ميركوسور عبر عنها المزارعون.
وكما فعلوا في يناير خلال الاحتجاجات غير المسبوقة، استخدم عمال المزارع جراراتهم يوم الاثنين لإغلاق الطرق في جميع أنحاء فرنسا، كما قاموا بزرع صلبان خشبية كبيرة، رمزا لوفاته، وحثوا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والحكومة على بذل المزيد من الجهد.
لصالح. ومع ذلك، هناك أيضًا دول تؤيد إبرام الاتفاقية، مثل الحكومة الألمانية. وشدد المستشار أولاف شولتز على أنه يجب الانتهاء من اتفاقية التجارة الحرة "فورا".
وفى السياق نفسه، دافع وزير الزراعة الإسباني، لويس بلاناس، عن أهمية توقيع الاتحاد الأوروبي اتفاقه التجاري مع ميركوسور في السياق الجيوسياسي الحالي.
وحذر خبراء من عودة احتجاجات المزراعين فى شوارع أوروبا مع الجرارات ، والتى تؤدى إلى إثارة الفوضى، مع زيادة الخسائر الاقتصادية وتعطيل حركة المرور، ولكن ترى المنظمات الزراعية أن القطاع لا يزال يعانى من تدهور كامل بسبب الجفاف ، بالإضافة إلى القرارات الأخرى، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى.
وطلبت دول الاتحاد الأوروبي من المفوضية الأوروبية وضع خطة أوروبية شاملة لمكافحة مشكلة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف الثلاثية النمو على المستوى المجتمعي والعالمي، و"يحث المجلس المفوضية الأوروبية على اقتراح خطة عمل شاملة على مستوى الاتحاد الأوروبى تهدف إلى مكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، بهدف تعزيز القدرة على مواجهة الجفاف وتحقيق الحياد في تدهور الأراضي بحلول عام 2030".