لازالت ردود الأفعال الدولية والإقليمية على قرار المحكمة الجنائية الدولية، الذى أمر باعتقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى قطاع غزة، مستمرة حيث أكدت الولايات المتحدة الأمريكية والمجر مواصلة دعمها لنتنياهو وسلطات الاحتلال، ضد القرارات الصادرة، فيما أكدت العديد من الدول التزامها بقرارات المحكمة والعمل على حياديتها واستقلالها.
وفى المقابل رفضت "تل أبيب" القرار الصادر من المحكمة الجنائية الدولية، فى حق نتنياهو وجالانت، حيث رفضت الولاية القضائية للمحكمة التى مقرها لاهاى، وأنكرت ارتكاب جرائم حرب فى غزة.
وأعلن مكتب المدعية العامة الإسرائيلية، جالى بهاراف ميارا، أنها تدرس الخطوات القانونية القادمة بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية، القرار، وقال المكتب، فى بيان: "المحكمة الجنائية الدولية التى تأسست للتعامل مع أخطر الفظائع، حادت اليوم عن الدور التاريخى الذى كان من المفترض أن تلعبه"، معتبرًا أن المحكمة "لا ولاية قضائية لها فى هذا الأمر". وأضاف: "تدرس إسرائيل خطواتها القانونية القادمة".
وفى تحدى للقرار علق نتنياهو عليه قائلا: "لن يمنعنى أى شيء ولن استسلم ولن تقف الحرب"، مضيفا: لن يمنعنى أى قرار شائن مناهض لإسرائيل، ولن نوقف الحرب ولن نتخلى عن المحتجزين، ولا يمكننا الاعتراف بقرار الجنائية الدولية".
بدوره قال وزير الدفاع الإسرائيلى السابق يواف جالانت تعليقا على قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن اعتقاله بسبب جرائم حرب فى قطاع غزة، "ولت الأيام التى كان يمكن فيها حرماننا من حق الدفاع عن أنفسنا".
وأكد جالانت أن القرار يشكل سابقة خطيرة ضد الحق فى الدفاع عن النفس والحرب الأخلاقية ويشجع الإرهاب القاتل، وزعم جالانت بأن العالم سيتذكر قرار محكمة لاهاى الذى يضفى الشرعية على قتل الأطفال واغتصاب النساء واختطاف المسنين.
على الجانب الأمريكى الداعم لنتنياهو وإسرائيل بشكل كامل فى الحرب على غزة، فقد ندّد الرئيس الأمريكى جو بايدن بمذكرات التوقيف.
وقال بايدن فى بيان أن "إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحقّ مسؤولين إسرائيليين أمر شائن".
وأضاف: "دعونى أوضح الأمر مرة أخرى: أيا يكن ما قد تلمّح إليه المحكمة الجنائية الدولية، فليست هناك أى مساواة، بتاتا، بين إسرائيل وحماس. سوف نقف دوما إلى جانب إسرائيل ضدّ التهديدات التى يتعرّض لها أمنها".
بدوره قال متحدث باسم مجلس الأمن القومى أن الولايات المتحدة "ترفض بشكل جوهري" قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلى السابق يوآف جالانت، مضيفًا أن الولايات المتحدة ستناقش "الخطوات التالية" مع شركاء مثل إسرائيل.
وقال المتحدث: "ترفض الولايات المتحدة بشكل جوهرى قرار المحكمة بإصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين كبيرين، ولا نزال نشعر بالقلق العميق إزاء اندفاع المدعى العام إلى إصدار أوامر الاعتقال والأخطاء العملياتية المثيرة للقلق التى أدت إلى هذا القرار".
وأردف المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى قائلا: "لقد كانت الولايات المتحدة واضحة فى أن المحكمة الجنائية الدولية ليس لها اختصاص فى هذه المسألة".
وتابع المتحدث: "نحن نناقش الخطوات التالية مع شركائنا، بمن فيهم إسرائيل".
وعن رد فعل وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" على القرار، فقد أعلنت رفضها لمذكرتى الاعتقال قائلة: "ليس لدينا تقييم قانونى حول الإجراءات الإسرائيلية فى غزة لكننا نرفض قرار الجنائية الدولية".
كما أعلنت المجر دعمها للاحتلال ضد قرارات المحكمة، وأكد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان - الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى - اليوم الجمعة، أنه سيدعو نظيره الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى المجر فى تحدٍّ لمذكرة التوقيف الصادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية.
وقال أوربان فى مقابلة مع الإذاعة الرسمية أن مذكرة الاعتقال التى أصدرتها المحكمة خاطئة، مشيرا إلى أن نتنياهو سيكون قادرا على إجراء مفاوضات فى المجر بأمان كاف.
وأضاف: لا خيار أمامنا سوى تحدى هذا القرار. سأدعو فى وقت لاحق اليوم نتنياهو للمجيء إلى المجر حيث يمكننى أن أضمن له أن قرار المحكمة الجنائية الدولية لن يكون له أى تأثير ولن ننفذ ما جاء به، وفق ما نقلته وكالة رويترز للأنباء.
فى سياق أخر، أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، بأن وزير الخارجية جدعون ساعر، ألغى زيارة لنظيره الهولندى كاسبار فيلدكامب، إلى إسرائيل كانت مقررة، الاثنين المقبل.
جاء القرار بعد تصريحات الوزير الهولندى بشأن استعداد بلاده لتنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية الصادر فى وقت سابق الخميس، بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، لتورطهما فى "جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب" فى غزة.
وقال ساعر، فى بيان، إنه تحدث مع فيلدكامب وأعرب عن خيبة أمله إزاء تصريحه أمام البرلمان الهولندى عقب قرار المحكمة الجنائية الدولية.
