فى التقاليد التى نشأنا فيها، عندما تولد الفتاة، يتم ثقب أذنيها لتركيب الحلق، لتمييزها عن الذكور، لكن ما لا يعرفه البعض أن لثقب الأذن تاريخًا طويلًا عبر العصور والثقافات المختلفة، سواء لأغراض روحية، ثقافية، أو جمالية، وعلى الرغم من أن البيرسنج يُعتبر اليوم اتجاهًا عصريًا فى موضة 2025، فإن جذوره تمتد لآلاف السنين، حيث كان لكل ثقافة دوافعها وأساليبها الخاصة، ومن هنا نستعرض تاريخ تطور البيرسنج على مر العصور، وفقاً لما ذكره موقع "tribu".
نشأة الثقوب
ظهرت ثقوب الأذن الأولى بين القبائل البدائية لأغراض سحرية خاصة فى بعض دول أفريقيا فى الحضارات القديمة منها، اعتقادًا بأن المعدن يصد الشياطين والأرواح الشريرة، لذلك ارتدت القبائل ثقوبًا معدنية فى الأذن لمنع تغلغل الأرواح الشريرة إليهم، وفى العديد من المجتمعات آنذاك، كان يتم ثقب الأذن كطقس يشير إلى البلوغ، حيث يثقب الوالدان أذن الطفل، مما يرمز إلى اعتماده عليهما.
شخص من أحد القبائل الأفريقية
عصر المصريين القدماء
كان المصريون القدماء من أوائل الحضارات التى مارست ثقوب الجسم، فقد وُجدت جثث تحمل شحمة أذن ممتدة، حيث استخدم المصريون البيرسنج كزينة متقنة، مع تخصيص أنواع معينة من الثقوب للعائلة المالكة، مثلاً، كان ثقب السرة محصورًا بالفرعون فقط، وأى شخص آخر يجرؤ على فعله يواجه الإعدام، كما ارتدى المصريون الأقراط لعرض ثروتهم وإبراز جمالهم.
مومياء فرعونية
عصر الرومان
كان الرومان القدماء عمليين للغاية، حيث استخدموا الثقوب كرمز للقوة والوحدة، ثُقبت صدور الجنود للدلالة على شجاعتهم وتفانيهم في خدمة الإمبراطورية، وكان يوليوس قيصر من أوائل من ثقبوا صدورهم كرمز للقوة والتضامن مع الجيش.
تمثال روماني
حضارات ما بين النهرين والهند
فى الهند القديمة، كان ثقب الأنف تقليدًا يرمز للجمال والصحة، ولا يزال يحمل أهمية ثقافية حتى اليوم، أما فى حضارات مثل الحضارة السومرية، فقد استخدمت الحلى المثبتة فى الجسم للتعبير عن الانتماء والهوية.
العصور الوسطى
خلال العصور الوسطى، تراجع استخدام البيرسنج في أوروبا بسبب التأثير القوي للقيم المسيحية التي اعتبرت بعض أشكال الزينة الجسدية غير مقبولة، ومع ذلك استمرت الثقافات الشرقية، مثل الهندية والآسيوية، في ممارسة البيرسنج لأغراض دينية وجمالية.
العصر الحديث المبكر (القرن 16-19)
في أوروبا، شهدت الفترة الفيكتورية عودة محدودة للبيرسنج، غالبًا في الأذنين فقط، وكان مقيدًا بالجماليات الأنثوية، أما في الثقافات الأخرى، مثل السكان الأصليين في الأمريكتين وأستراليا، فقد استُخدم البيرسنج كجزء من الطقوس الاحتفالية والانتقالية.
البيرسنج في القرن العشرين
أخذ البيرسنج طابعًا ثوريًا فى أواخر القرن العشرين، خصوصًا خلال موضة البانك فى السبعينيات والثمانينيات، حيث أصبح وسيلة للتعبير عن التمرد والاستقلالية، انتشرت أشكال جديدة من البيرسنج، مثل ثقب الحاجب، الأنف، والسرة، بفضل تأثير الثقافة الشعبية والمشاهير.
البانك في السبعينات
البيرسنج في العصر الحديث
أصبح البيرسنج جزءًا من الموضة العالمية، ولم يعد محصورًا بثقافة معينة، كما تطورت الأدوات والتقنيات المستخدمة فيه، ما جعل العملية أكثر أمانًا وأقل ألمًا.
بيرسينج
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة