فرضت الولايات المتحدة عقوبات على بنك جازبروم، وهو مؤسسة مالية روسية كبرى، في إطار تكثيف حملتها الاقتصادية ضد الحرب التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي ستنتهي ولايته في يناير لمغادرة البيت الأبيض.
وفقا لبيزنس انسايدر، كانت إدارة بايدن قررت في السابق عدم فرض عقوبات على البنك الروسي خوفًا من زعزعة استقرار أسواق الطاقة العالمية. لكن الولايات المتحدة كانت تتطلع إلى القيام بكل ما في وسعها لشل روسيا وتعزيز أوكرانيا تحسبًا للدفع المتوقع من جانب الرئيس المنتخب دونالد ترامب للجانبين للتفاوض على وقف إطلاق النار.
وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين في بيان: "إن العقوبات التي تستهدف أكبر بنك غير مصنف متبقٍ في روسيا، فضلاً عن عشرات المؤسسات المالية والمسؤولين الآخرين في روسيا، من شأنها أن تقلل وتضعف آلة الحرب الروسية. هذا الإجراء الشامل سيجعل من الصعب على الكرملين التهرب من العقوبات الأمريكية وتمويل وتجهيز جيشه".
وبحسب البيان الصادر عن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة ، تم فرض عقوبات على نحو 50 بنكا روسيا لها صلات بالنظام المالي العالمي، إلى جانب نحو 15 مسؤولا.
تسببت عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير وتعهده بإنهاء الحرب في وقت قريب بشعور جديد بالإلحاح بين الحلفاء الغربيين لتعزيز موقف أوكرانيا قبل أي محادثات وقال الكرملين يوم الأربعاء إنه مستعد لمناقشة وقف إطلاق النار المحتمل في أوكرانيا مع ترامب، وهي المبادرة التي قوبلت بتشكك فوري من جانب المسؤولين الغربيين.
وفي الوقت نفسه، كثفت روسيا قصفها لأوكرانيا في الأيام الأخيرة ولم تمنعها جولات العقوبات السابقة من إلحاق خسائر فادحة بأوكرانيا في العامين ونصف العام الماضيين.
وهناك اتهامات لبنك جازبروم بمساعدة روسيا في دفع ثمن المعدات العسكرية والمواد اللازمة للحرب في أوكرانيا، كما يزعم أنه دفع رواتب الجنود الروس، بما في ذلك مكافآت القتال، وساعد في تعويض أسر الجنود الروس الذين قتلوا في القتال.
وكانت الولايات المتحدة امتنعت عن فرض عقوبات على بنك جازبروم لتمكين الدول في أوروبا من دفع ثمن الغاز الروسي. لكن الحاجة إلى هذا الاستثناء تضاءلت مع تقليص الدول الأوروبية لاعتمادها على الإمدادات الروسية.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت العقوبات يمكن أن تمنع مدفوعات الغاز من قبل العملاء الذين ما زالوا يتلقون الوقود من موسكو وتعني العقوبات حظر جميع ممتلكات ومصالح المؤسسات أو الكيانات أو الأفراد المستهدفين بالعقوبات.
وفي بيان نشر على موقع البيت الأبيض، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن العقوبات الجديدة هي جزء من تعهد قطعه الرئيس جو بايدن في سبتمبر لتقديم مساعدات وإجراءات إضافية "لمساعدة أوكرانيا بينما تستمر في مقاومة عدوان روسيا".
من جانبه أكد الكرملين أن العقوبات الأمريكية ضد بنك "جازبروم" محاولة لمنع إمدادات الغاز الروسية إلى الاتحاد الأوروبي وموسكو ستتخذ إجراءات مضادة وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المنتهية ولايته تتجه نحو التصعيد.