تتصاعد وتيرة الحرب الروسية – الأوكرانية بشكل سريع مع اقتراب نهاية العام الحالي 2024، فضلا عن اقتراب تنصيب رئيس أمريكي جديد، وقبل شهور من انتهاء فترة حكم جو بايدن الذي سمح لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، باستخدام الصواريخ الأمريكي بعيدة المدى في ضرب العمق الروسي، وعلى الفور أطلقت كييف صواريخ "أتاكمز" الأمريكية وقصفت منطقة بريانسك الروسية بستة صواريخ من هذا الطراز، تمكنت روسيا من إسقاط خمسة منها، بينما وصل السادس على رغم اعتراضه إلى ثكنة عسكرية وأضرم النار فيها.
وبعد يوم واحد من إطلاق صواريخ "أتاكمز" الأمريكية، أطلقت أوكرانيا وابلاً من صواريخ "ستورم شادو" البريطانية المجنحة على روسيا، وهو أحدث سلاح غربي جديد يسمح لها باستخدامه ضد أهداف في العمق الروسي.
ولا شك أن استخدام صواريخ أمريكية طويلة المدى ضد أهداف في العمق الروسي يضع الأطراف أمام إمكان اتساع نطاق الحرب التي اندلعت في فبراير 2022، وربما تحولها إلى حرب نووية بين قوى عظمى، وهو ما بدء بطريقة بطئي حتى الآن حيث ردت روسيا بإطلاق صاروخ "أوريشنيك" الباليستي، المعروف بشجرة البندق، والذي تتجاوز سرعته سرعة الصوت بعشر مرات، مستهدفا منطقة دنيبرو الأوكرانية.
من جانبه حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن استخدام روسيا لهذا الصاروخ يمثل تصعيدًا خطيرا للصراع، ودعا العالم إلى إصدار إدانة دولية واضحة.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال إن استخدام الصواريخ نوع "أوريشنيك" جاءت ردا على استخدام كييف هذا الأسبوع لصواريخ أمريكية وبريطانية في ضرب عمق روسيا. وكشف الرئيس الروسي في خطابه أنه يمكن استخدامه في مهاجمة أي دولة حليفة لأوكرانيا يتم استخدام صواريخها لمهاجمة روسيا.
تحديث العقيدة النووية الروسية
وأعلن بوتين إقرار النسخة المحدثة من العقيدة النووية الروسية، وهو ما اعتبر رسالة مهمة للغرب بأن روسيا جادة في تحركاتها لمواجهة أسوأ السيناريوهات.
ونص المرسوم الرئاسي على أن "الردع المضمون للعدو المحتمل من العدوان على روسيا و(أو) حلفائه، هو من بين أعلى أولويات الدولة، ويتم ضمان ردع العدوان من خلال مجمل القوة العسكرية الروسية، بما في ذلك الأسلحة النووية".
ورغم أن العقيدة النووية في نسختها المحدثة تنص على أن سياسة الدولة في مجال الردع النووي هي سياسة دفاعية بطبيعتها؛ لكن الجديد هو التأكيد على أن روسيا يمكن أن ترد باستخدام الأسلحة النووية في حال تعرضت هي أو حلفاؤها لعدوان من جانب أي دولة أو تحالف عسكري، حتى لو كان هذا العدوان تم شنه من جانب دولة غير نووية بدعم من دولة أو تحالف يمتلك أسلحة نووية.
وبحسب العقيدة الجديدة، قد تفكر روسيا في توجيه ضربة نووية إذا تعرضت هي أو حليفتها بيلاروسيا لعدوان باستخدام "أسلحة تقليدية تهدد سيادتهما أو سلامتهما الإقليمية".
وكانت تنص العقيدة السابقة، التي أقرت عام 2020، على أن روسيا قد تستخدم أسلحة نووية إذا تعرضت لهجوم نووي من جانب عدو أو لهجوم تقليدي يهدد وجود الدولة. وبالمقارنة بين الصاروخ الروسي " أوريشنيك" ونظيره الأمريكي "أتاكمز"، نجد التالي:
الصاروخ الروسي أوريشنيك
صاروخ أوريشنيك "شجرة البندق"
أوريشنيك، كلمة روسية تعني شجرة البندق، يحلّق بسرعة 10 ماخ، أو ما بين 2 إلى 3 كلم في الثانية، وهو متعدد الرؤوس الحربية، ويصنّف على أنه "فرط صوتي"، ولا يحمل حاليا رؤوسا نووية، ويعد صاروخ باليستي متوسط المدى، ولا تستطيع أنظمة الدفاع الحديثة اعتراضه، ويبلغ مداها 3600 ميل، ويمكنه أن يضرب أي موقع في أوروبا.
صواريخ "أتاكمز"
وبخصوص الصاروخ الأمريكي " أتاكمز" فهو من نظام الصواريخ التكتيكية للجيش الأمريكي، وهي صواريخ باليستية موجهة أرض - أرض يصل مداها الأقصى إلى 300 كيلومتر مع تجزئة شديدة الانفجار أو رأس حربي عنقودي، يتم إطلاق الصواريخ من أنظمة إطلاق صواريخ متعددة مجنزرة.
تتراوح وزن رأسه الحربي بين 160 و 560 كيلوجراما، ويبلغ طوله 3.98 أمتار، سرعته القصوى 1225 كيلومتر الساعة)، يمكن إطلاقه من نظام هيمارس (نظام الصواريخ المدفعية عالي الحركة الذي قدمته الولايات المتحدة لأوكرانيا)، ويبلغ عرضه 0.61.
صاروخ أتاكمز
ومن المؤكد أن قرار جو بايدن في شأن صواريخ "أتاكمز" بمثابة خطوة نحو التصعيد، ووضع الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب في موقع أكثر صعوبة من إنهاء هذا النزاع، الذي تعهد بإنهائه فور تولي حكم الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد عبر الرئيس المنتخب ترامب عن اعتراضه على المساعدة العسكرية لأوكرانيا، وهو من أشد المنتقدين لحلف الناتو، وقال في الفترة الأخيرة إن الحديث مع فلاديمير بوتين "فكرة جيدة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة