ضغط إسرائيلى مكثف عبر الميدان يتزامن مع أنباء قرب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وهو ما يفسره خبراء عسكريون وسياسيون لبنانيون ، بأن الهدف منه فرض شروط أفضل للجانب الإسرائيلي في هذا الاتفاق المحتمل.
وفي سياق التصعيد الإسرائيل، شن الجيش ضربات جوية بـ5 صوايخ على شارع المأمون بمنطقة البسطة الفوقا بوسط بيروت ، ما نتج عنه سقوط 11 شهيدا و63 مصابا، في حصيلة غير نهائية أعلنها تلفزيون لبنان الرسمي، كما شن طيران الاحتلال 11 غارة متتالية على الضاحية الجنوبية لبيروت على محيط الحدث العمروسية، ومحيط الشويفات - العمروسية، فيما نفذ غارة عنيفة على منطقة الحدث محيط الجامعة اللبنانية.
نعيم قاسم
وفى السياق نفسه، شن العدوان عدة غارات على بلدات الجنوب البنانى ، فقام بقصف مدفعي متقطع استهدف بلدتي بيت ياحون وعيناتا، وامتد ليطاول مدينة بنت جبيل، حيث سقط نحو 50 قذيفة على الأحياء السكنية فيها في غضون ساعتين، و يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي محاولاته اقتحام بلدة الخيام؛ مستخدما شتى أنواع الأسلحة في عملية توغله ومحاولة سيطرته على البلدة، التي تعتبرها إسرائيل بوابة استراتيجية تمكنها من التوغل البري السريع، خلافًا لما حدث في بعض البلدات الجنوبية الأخرى.
وأفادت هيئة البث العبرية نقلاً عن مصدر أمني، السبت، أن المستهدف في غارة طيران جيش الاحتلال على وسط العاصمة اللبنانية بيروت هو مسؤول غرفة العمليات في حزب الله محمد حيدر.
محمد حيدر
بينما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى إلى أن المستهدف هو الأمين العام للحزب نعيم قاسم، كما أشارت إلى اغتيال القيادي الرفيع في حزب الله طلال حمية، الذي يلقب بـ"الشبح" لقلة ظهوره وندرة المعلومات عنه، مسؤولا عن الوحدة 910 التي تقود العمليات الخارجية لحزب الله، ومشرفا ومنسقا على خلايا الحزب في الخارج، في حين ألمحت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن الشخصية المستهدفة أهم من حمية، إلا أن الحزب لم يعلن حتى الآن .
بالمقابل ، أطلق حزب الله عشرات الصواريخ باتجاه شمال الأراضى المحتلة، وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن عشرات الصواريخ أطلقت من لبنان وتسببت في دمار هائل في عدد من المنازل بمنطقة المطلة.
من جانبها قال رئيس دائرة المستشفيات في وزارة الصحة اللبنانية، هشام فواز، إن الغارات الإسرائيلية تضع ضغطا إضافيا على عمل القطاع الطبي في البلاد، وهناك تنسيق مع كافة المنظمات الدولية والعربية لتوفير احتياجات القطاع الصحي؛ موضحا أن وزارة الصحة اللبنانية تعمل على ملفين هامين هما علاج الجرحى، وتقديم الخدمات الطبية والصحية للنازحين، محذرا من أن الاستهدافات الإسرائيلية أصبحت تطال كل أنحاء لبنان وأن قوات الاحتلال تستهدف بشكل ممنهج المدنيين والأطفال والنساء العزل، في خرق صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
خبراء: الاتفاق لن يُنجز قريبا
وفى تحليلاتهم لهذا التصعيد الإسرائيلي ، يرى خبراء عسكريون لبنانيون، أن التصعيد الميدانى الكبير بالتزامن مع مفاوضات وقف إطلاق النار ، هدفه إحراز شروط أفضل على طاولة المفاوضات للجانب الإسرائيلي ، وفى هذا السياق قال الخبير العسكرى اللبناني العميد الركن جورج نادر إن إسرائيل تمارس ضغطا على لبنان وعلى حزب الله، لإحراز شروط أفضل على طاولة التفاوض ، خاصة في النقاط التي لا تزال محل جدل .
وأكد أنه من المستبعد إنهاء الاتفاق قبل دخول الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض، ونتنياهو يقوم بـ"المماطلة" لكسب الوقت، بينما جيش الاحتلال يتمادى في التوغل برياً، تحت مظلة نارية جوية ، من الطيران الإسرائيلي، حيث تترافق هذه المحاولات مع تصعيد واضح في القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي، ويستغل الفراغ بالمناطق المسيحية في الجنوب لإحراز تقدم سريع بها.
ومن جانبه يرى فادى داوود، لـ"اليوم السابع"، إن التقدم البرى الذى يحرزه الجيش الإسرائيلي يثير الشكوك حول جدية إسرائيل في المضي قُدما نحو تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، فالمؤشرات لا توحى بنية بنيامين نتنياهو إنهاء الحرب في وقت قريب، خاصة أن مفاوضات إيران والولايات المتحدة الأمريكية لم تنته بعد ، باعتبارهما اللاعبين الرئيسيين في المشهد.
كما أن لدينا تجارب سابقة مع عدم التزام نتنياهو بأى اتفاق، مؤكدا أنه لن ينهى اتفاق وقف إطلاق الار في لبنان قبل تولى الإدارة الأريكية الجديدة وهى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب .
وأوضح" داوود"، أن جيش الاحتلال أحرز تقدما في التوغل البرى جنوبا لعدة كيلومترات إضافية ، وقد وصل إلى مشارف نهر الليطاني من جهة ديرميماس، ودخل إلى أطراف البلدة، وفصل مدينة النبطية عن بلدة مرجعيون من خلال نصب حاجز عند مفرق بلدة "ديرميماس"، تمهيدا لهجوم على بلدة الطيبة من الجهتين الغربية والشمالية.
واستطرد قائلا إن جيش الاحتلال يتقدم فى الجنوب اللبناني عل 3 محاور، ففي المحور الغربى وصل جيش إسرائيل إلى مشارف مدينة "صور" وتحديدا أصبح على بعد 12 كم فقط منها، وهو يتقدم بمدفعيات من نوع م 119، وفى المحور الأوسط وصل جيش الاحتلال إلى مشارف بلدة "بنت جبيل ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة