تعرضت الخيام التي تؤوى آلاف النازحين الفلسطينيين في مناطق عديدة من قطاع غزة، اليوم، إلى أضرار جسيمة بعد أن تدفقت مياه الأمطار بداخلها، ما أدى إلى تضرر محتوياتها، وفقا لما أعلنه المدني الفلسطيني في غزة.
وأشار بيان للدفاع المدني الفلسطيني إلى أن الحالات التي تضررت فيها خيام النازحين تركزت في مخيم إيواء ملعب اليرموك ومتنزه بلدية غزة ومنطقة مخيم الشاطئ والخيام المقامة في بعض المدارس، وكذلك في وسط وجنوب القطاع في وادي الدميثاء بالقرارة ومنطقة وادي السلقا ومحيط بركة حي الأمل وحرم جامعة الأقصى ومنطقة الشاكوش بمواصي رفح ومنطقة البركة وساكل البحر في دير البلح.
وحذر الدفاع المدني في غزة من أن النازحين أمام مخاطر كبيرة حال تعرضت المناطق المنخفضة إلى غمر مياه الأمطار في ظل انسداد قنوات الصرف الصحي بفعل تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي للبنى التحتية في مناطق القطاع، والخشية من انهيار منازل ومبانٍ ينزح فيها فلسطينيون وهي غير صالحة للسكن وآيلة للسقوط بسبب تعرضها للقصف الإسرائيلي.
وناشد الدفاع المدني المجتمع الدولي الإنساني والأمم المتحدة بأن تتداعى لإنقاذ حياة النازحين الفلسطينيين في المخيمات بقطاع غزة والعمل على مساعدتهم وإمدادهم بخيام وكرفانات إيواء للوقاية من أضرار فصل الشتاء.
فيما قالت دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية الرسمية إن فلسطين المحتلة تتأثر بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة، ويطرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة مصحوب بزخات متفرقة من الأمطار والرياح. وحذرت الدائرة السكان من خطر الانخفاض الحاد في درجات الحرارة وشدة سرعة الرياح.
وصرح بعض الفلسطينيين، النازحين بسبب الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، أنهم يخشون أن تغمر الأمواج العالية مخيمهم المؤقت على الشاطئ من جديد.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو منتشرة على منصات التواصل الاجتماعي المياه وقد غمرت خيام النازحيين، التي لا تبعد عن أمواج البحر إلا أمتارا قليلة، جنوبي قطاع غزة.
بدوره، قال الصحفي الفلسطيني خليل أبو إلياس (22 عاما) إن سكان قطاع غزة يعانون بشكل كبير بسبب النزوح المتكرر مع تمزق خيمهم المهترئة التي صنعت من النايلون، مشيرا إلى معاناته بسبب فقدان سقف خيمته مع استمرار المنخفض الجوي في القطاع.
الصحفي الفلسطيني النازح من مدينة رفح الفلسطينية إلى خانيونس، أكد لـ"اليوم السابع" أن دخول فصل الشتاء يعني انتظارهم لكارثة بسبب الأمطار والرعد والبرق، مضيفا: "لقد هطلت الأمطار علينا 3 أيامٍ متتاليات وصرخنا بألمِ لكننا نعلمُ أننا نصرخُ لعالمٍ أصـمّ .. ليس لدينا سقفٌ يحمينا من المطر وليس لدينا لباسٌ لأطفالنا يقيهم البرد."
ودفع الاحتلال الاسرائيلي المواطنون الفلسطينيون للنزوح بسبب الحرب في قطاع غزة وحشرهم عند شاطئ البحر المتوسط، بينما تواصل القوات الإسرائيلية القتال مع الفصائل الفلسطينية في كافة مناطق قطاع غزة.
يقول الشاب الفلسطيني في غزة محمود الخطيب لـ"اليوم السابع" : لدي بعض الكلام بداخلي وداخل معظم أبناء شعبي، عمري 26 عاما كنت من أصحاب الهمم والطموح التي لا سقف لها اجتهدت وتعبت لتحقيق حلمي ووصولي لهدفي .. سأحقق حلمي بأن أكون محامي وناشط حقوقي وأكثر المتفوقين بمجالي .. شاء الله والقدر بعد الوصول إلى ما أنا عليه الآن بأن أشعر بالجوع الشديد والبرد الأشد والخوف المرير والحسرة القاتلة والحزن المميت.. أنتظر دوري في شلال الدماء الهادر كالأمطار التي تهطل الآن على غزة."
ويعيش الفلسطينيون في غزة ظروفا شديدة القسوة، مع تهدم منازلهم واضطرارهم إلى النزوح أكثر من مرة وتفشي الجوع في أنحاء القطاع.
ومع غياب الدعم الكافي وسوء الأحوال الجوية، تصبح حياة النازحين أكثر هشاشة، في ظل ضعف الاستجابة الدولية للاحتياجات الملحة.
تؤكد هذه الكارثة أهمية تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بشكل عاجل لتقديم الدعم اللازم للنازحين الفلسطينيين، وضمان الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية في مواجهة هذه الظروف القاسية.
أوضاع مأساوية للنازحين
خيم النازحين فى غزة
خيم النازحين
معاناة من البرد القارس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة