"ملك الملوك إذا وهب لا تسألن عن السبب"، كثيرا نقول هذه الجملة عندما نرى شيئا فوق العادة، أو على غير المتوقع، وهذا ما ينطبق على الطفل أكرم أحمد محمد 12 عاما المقيم بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، بالصف السادس الابتدائي بمعهد الصفوة النموذجي المنطقة الأزهرية بالشرقية، الذى عانى منذ الشهور الأولى لولادته من إعاقة حركية وعدم قدرة المخ على الاستجابة، وببركة القرآن تغيرت حياته وأصبح نموذج فى التفوق والنجاح بإرادة من والدته التى دعمته، وخاضت رحلة مؤلمة فى علاجه كللها الله بالتفوق.
"كان أول فرحتى وكنت منتظرة قدومه للدنيا، وجاء قضاء الله أن يصاب بفقد القدر على الحركة وعدم الاستجابة فى الـ 3 سنوات الأولى من حياته، لكن إيماني بالله كان أقوى من كل الأطباء"، بصوت مذبذب وعيون تملأها الدموع سردت سمر السيد حسن والدة الطفل أكرم، رحلتها مع نجلها حتى حقق التفوق دراسيا وحفظ 16 جزء من كتاب الله الكريم بالتفسير وقصص الانبياء.
تقول الأم: رزقني الله بطفلي الأول اسمه " أكرم" كان مولود طبيعي، وبعد مرور 6 أشهر من مولده بدأت ألاحظ أنه كثيرا النوم وعدم تحريك الأطراف، ولا توجد لديه أى قدرة على الاستجابة لكلامي أو حركاتى معه، وذلك كانت نتيجة تعرضه لنزلة برد شديدة، أدت إلى إصابته بتلك الأعراض التى أفقدته القدرة نهائيا على تحريك الأطراف وعدم قدرة المخ على الاستجابة، وبدأت رحلة كبيرة مع أكبر أطباء المخ والأعصاب بالزقازيق.
وأضافت: كان كل طبيب يقرر له أدوية باهظة الثمن ويطالبنى بالذهاب إلى دكتور عظام والآخر يطلب منى المتابعة مع طبيب تخاطب، أصبحت مشتتة بين أكثر من تخصص من أجل تنشيط المخ ومعالجة الإعاقة الحركية وكل طبيب يعمل فى تخصصه، وأمام عجز بعضهم عن تشخيص حالة نجلى لم أفقد إيماني بالله ثانية واحدة، بأنه أراد اختبار إيمانى به وقدرتى على تحمل الابتلاء ، وعندما أصبح عمره 3 سنوات كنت أحمله على ذراعى، وكنت أسير به فى الطريق كنت أشاهد في عيناه أنه عايز ينطق وخاصة أنه كان مولود طبيعى، وما حدث له نتيجة نزلة برد أن ربنا قادر يعافيه، وكنت فى تلك الفترة استعد للدراسة فى الماجستير ، وتوقفت كل أحلامى خلفى وتفرغت بكل إرادتي لنجلى وبدأت أتعامل معه إلى جانب أطباء العلاج الطبيعى، و أحصل على دورات للتعامل معه وأحضر له أقلام وسبورة وأساعده فى تعلم مسك القلم، وحاولت أقدمه له فى الحضانة لكن جميع الحضانات رفضت بسبب ظروفه الصحية.
وتنهمر فى البكاء الشديد من فخرها بنجلها الذى أعاده الله للحياة مع التفوق الدراسى، قائلة: نقطة التحول فى حياة نجلى هو الأزهر الشريف وحفظ القرآن الكريم، عندما أغلقت أبواب الحضانات فى وجهى، فتح لنا الازهر الشريف أبوابه من خلال هيئة تعليمية تتقى الله فى معهد الصفوة النموذجى، وبعد الأٍسبوع الأول له فى المعهد تعلق قلبه بالمعهد، وكان يستيقظ مبكرا للذهاب إليه وحفظ أسماء المدرسين فى المعهد وكل عام فى المعهد يحدث تقدم كبير فى حياته، وحفظ 16 جزء من القرآن الكريم بالتفسير، وحفظ قصص الأنبياء ويسردها للأطفال بطريقة مبسطة، بالإضافة إلى تفوقه دراسيا، وحصل على الطالب المثالى بالمعهد، وشارك فى المشروع الوطني للقراءة، والقارئ المثالى بالمعهد، وشارك فى مسابقة تحدي القراءة العربى وحصل على المركز الأول على الشرقية ذوى الهمم فى مسابقة تحدي القراءة العرب.
وبعفوية شديدة التقط الطفل " أكرم" أطراف الحديث من والدته قائلا: أنه يحب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر ويحلم بيوم لقائه ويحرص على ختم القرآن الكريم والتفوق لكى ينال شرف مصافحة شيخ الأزهر، وسرد بصوته الحنون انشودة " فاح النسيم العنبلي بالشيخ أحمد".
فيما أكد أبو مسلم الشحات مدير معهد الصفوة النموذجى بالزقازيق، أن الأزهر الشريف بكل مراحله التعليمة، يهتم بذوي الهمم اهتمام غير عادى ، و" أكرم" معنا فى المعهد منذ ستة سنوات، ومن باب إعطاء كل ذي حق حقه يتم رعاية اكرم وزملاءه من ذوى الهمم فى المعهد رعاية خاصة، والطفل متفوق دراسيا وعلى خلق عالي فضلا عن حفظه أكثر من 16 جزء من القران الكريم، ومشاركته بصفة مستمرة فى الإذاعة المدرسية، إلى جانب دور الأم فهى سيدة واعية ومتفهمة لحالة نجلها تفرغت تماما له ودائما أقول لـ"أكرم" أنت بطل ووالدتك أم البطل.
ابو-مسلم-الشحات-مدير-المعهد-مع-الطفل-اكرم
اكرم-الطالب-المثالى-بالمعهد
اكرم-حصل-على-القارئ-المثالى-بالمعهد
اكرم-داخل-المعهد_1
اكرم-يحلم-بمصافحة-شيخ-الازهر
قيادات-المعهد-مع-الطفل
مدير-معهد-الصوف-يقبل-راس-اكرم