في إطار حملة الـ16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة، التي تنطلق في 25 نوفمبر من كل عام، نسلط الضوء على قصص نساء واجهن الظلم بالعزيمة، وكتبن فصولًا جديدة من النجاح رغم المعاناة.. شهد، الفتاة التي لم تتجاوز الـ24 عامًا، تعد نموذجًا حيًا لقوة الإرادة والقدرة على التغيير. بعد سنوات من العنف الأسري والزوجي، استطاعت أن تفتح لنفسها ولابنتها أبواب الأمل، وتحقق حلمها بالتعليم رغم كل العقبات.
بداية الحلم رغم المعاناة
"لا خال ولا عم ولا أب شال، همي بالعكس كانوا هم أساس وجعي في الحياة".. رغم الخذلان، رفضت شهد أن تكون ضحية من صغرها. تحكي لـ"اليوم السابع": "كنت مصممة أكمل تعليمي ورفضت أتخلى عنه. المعركة بدأت بعد تفوقي في المرحلة الإعدادية، وقتها حصلت على مجموع الثانوية العامة، ولكن واجهت الرفض التام لاستكمال تعليمي بحجة أن البنت مالهاش إلا بيت زوجها. رغم الرفض كنت مصممة على تعليمي ولا يمكن أتخلى عنه وبدأت رحلة الثانوية العامة. في محاولة للضغط عليا أهلي منعوني أخد أي دروس، لكن لم أيأس، كنت حريصة على المذاكرة بمفردي، وبمساعدة بعض زميلاتي اللي كانوا بيدوني الملخصات".
تتابع "شهد": "حاولت الاعتماد على نفسي في المذاكرة لكن دا ماكانش التحدي الوحيد. كنت بذاكر بعد ما أخلص شغل البيت كله من تنظيف وغسيل وغيره، ولكن أخي لم يعجبه أن يراني أذاكر، فكان يقطع الكتب". تلتقط نفسًا عميقًا وهي تتذكر "انتهيت من مرحلة الثانوية العامة ولم ينتهي وجعي، حصلت على مجموع 92% ولكن منعوني من الالتحاق بالكلية ومواصلة الدراسة".
الزواج ووهم الخلاص
"كالغريق الذي يتعلق بقشة"، هكذا وصفت شهد قرارها بالزواج ممن يكبرها بـ23 عامًا، هربًا من قيود الأسرة. وعدها الزوج باستكمال تعليمها، لكنها اصطدمت بحقيقة مؤلمة بعد أيام قليلة من الزواج، حيث تعرضت للعنف الجسدي بمجرد أن طالبت بحقها في الدراسة. "المنحوس منحوس، لم أجد الحنان عند أهلي، فكيف أجده عند الغريب؟"، تعلق شهد بمرارة.رحلة جديدة نحو الحياة بدعم المجلس القومي للمرأة
بعد معاناة من الضرب، الإهانة، وتهديدات بإيصالات أمانة، لجأت شهد إلى المجلس القومي للمرأة، الذي قدم لها الدعم القانوني والمادي لرفع قضية خلع. لم تكن هذه النهاية، بل كانت بداية جديدة. تمكنت شهد من الالتحاق بالجامعة وإتمام دراستها، وبدأت تبني حياة مختلفة لنفسها ولابنتها، التي حملتها يومًا في أحشائها وسط مشاهد العنف، لكنها اليوم تحملها على درب النجاح.
قصة شهد ليست مجرد حكاية ألم، بل هي شهادة حية على قوة المرأة وقدرتها على تجاوز الظلم والبدء من جديد. خلال حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، نستحضر قصصًا مثل قصة شهد، لنؤكد أن العنف يمكن أن يكسر الأجنحة، لكنه لا يستطيع أن يكسر الروح.
العنف ضد المرأة
العنف ضد المرأة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة