تمثل أزمات الجوع فى العالم واحدة من أكبر التحديات الإنسانية، حيث يعانى ملايين الأشخاص من نقص حاد فى الغذاء وصل لمستويات جوع كارثية ومجاعة فى بعض المناطق بسبب الحروب والصراعات والنزاعات المسلحة والتى تؤدى إلى نزوح السكان وتدمير البنية التحتية فضلا عن الكوارث الطبيعية بسبب التغير المناخى مما يؤثر على إنتاج المحاصيل ويزيد من تكرار الكوارث الطبيعية كما تتسبب الأزمات الاقتصادية فى انهيار الأسواق وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة أطلق تقريره العالمى لعام 2025، والذى يُظهر أن 343 مليون شخص فى 74 دولة يعانون من انعدام الأمن الغذائى الحاد، بزيادة قدرها 10% عن العام الماضى لافتا إلى أن سياقات أصبحت أكثر تعقيدًا، مما يجعل الوصول إلى المحتاجين أكثر صعوبة وتكلفة.
وقال البرنامج الأممى فى تقريره إن الأزمات العالمية الناجمة عن الصراعات المتصاعدة والمتداخلة والظواهر المناخية المتطرفة والصدمات الاقتصادية أدت إلى ارتفاع معدلات الجوع إلى مستويات قياسية
ووفق التقرير، فإن نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة وقد وصل عدد الأشخاص الذين يواجهون المجاعة الكارثية، وخاصة فى غزة والسودان، وكذلك أجزاء من جنوب السودان وهايتى ومالى، إلى مستويات مثيرة للقلق.
ووفق الأغذية العالمى أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ يعانى فيها 88 مليون شخص من الآثار المدمرة للجوع الحاد، مع وجود أكثر من 170 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائى الحاد، تمثل منطقة جنوب الصحراء الكبرى فى أفريقيا 50 فى المائة.
وفى السودان تم تأكيد المجاعة فى أغسطس الماضى بسبب الصراع مما تسبب فى نزوح جماعى مع انتشاره إلى البلدان المجاورة كما يدفع الصراع الملايين إلى الجوع فى جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة الساحل
وقال التقرير الأممى أنه لا يزال الوضع فى غزة مروعًا 91 فى المائة من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائى الحاد، منهم 16 فى المائة فى ظروف كارثية وفى لبنان أدى اندلاع الأعمال العدائية إلى تفاقم الوضع المتردى بالفعل فى منطقة الشرق الأوسط
وأكد التقرير الأممى أن الوضع متردى فى شمال أفريقيا وشرق أوروبا، حيث تسببت الصراعات فى انعدام الأمن الغذائى كما يعانى 17.1 مليون شخص فى اليمن و12.9 مليون شخص فى سوريا من انعدام الأمن الغذائى الشديد
وقالت سيندى ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي: "تتزايد الاحتياجات الإنسانية العالمية، بسبب الصراعات المدمرة، والكوارث المناخية المتكررة، والاضطرابات الاقتصادية الشاملة. ومع ذلك، فإن التمويل يفشل فى مواكبة هذه الوتيرة".
وأضافت المسؤولة الأممية : أن مبلغ الـ16.9 مليار دولار الذى يحتاجه برنامج الأغذية العالمى لمساعدة 123 مليون شخص من الأكثر جوعاً فى عام 2025 هو تقريباً ما ينفقه العالم على القهوة فى أسبوعين فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة