في المجتمع المصري، حيث يعيش الكثير من الناس مع حيواناتهم الأليفة كجزء من حياتهم اليومية، تثير بعض حوادث تعذيب الحيوانات التي تقع، تساؤلات عميقة عن طبيعة العلاقات الإنسانية والحاجة إلى وضع حد لتلك الممارسات الشنيعة، ومن ثم تواصل وزارة الداخلية جهودها الحثيثة لملاحقة المتهمين بتعذيب الحيوانات الأليفة، حيث باتت قضية الرفق بالحيوان في صميم اهتمامات الأجهزة الأمنية، كونها تتعلق بالإنسانية قبل أن تكون قضية قانونية.
العديد من وقائع تعذيب الحيوانات الأليفة كشفتها الأجهزة الأمنية، وضبطت القائمين عليها، في رد فعل حاسم وصارم، حيث كشفت أجهزة وزارة الداخلية ملابسات مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى، يظهر خلاله أحد الأشخاص يلقى "قطة" من طابق مرتفع بأحد العقارات الكائنة بدائرة قسم شرطة البساتين بالقاهرة، وبالفحص أمكن تحديد وضبط المتهم، عاطل - مقيم بالعقار– يظهر عليه علامات الاضطراب النفسى"، وكشفت مديرية أمن القاهرة ملابسات ما تم تداوله عبر موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك" بشأن قيام أحد الأشخاص بالتعدى على كلب بدائرة قسم شرطة المرج بالقاهرة مما أدى إلى نفوقه، وبالفحص تم تحديد وضبط مرتكب الواقعة "طالب - مقيم بذات العنوان، واعترف بإرتكابه الواقعة بإستخدام حجر خشية تعرض الكلب لأحد الأطفال بالإيذاء.
وعقب رصد تداول مقطع فيديو عبر إحدى صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يتضمن قيام أحد الأشخاص بتعذيب "كلب" بمنطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، وبالفحص أمكن تحديد وضبط المتهم "مالك محل أدوات كهربائية مقيم بدائرة قسم شرطة ثان شبرا الخيمة"، وبمواجهته أقر بارتكابه الواقعة بسبب انتشار الكلاب الضالة بمنطقة سكنه، وخشيته من قيامها بإيذاء المارة، فتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
وكشفت الداخلية ملابسات ما تبلغ لقسم شرطة العمرانية بمديرية أمن الجيزة من "سيدتين – مقيمتان بالقاهرة "إحداهما مصابة بكدمات متفرقة بالجسم" بتضررهما من "أحد الأشخاص - مقيم بدائرة القسم" لتعذيبه كلب مستخدماً "كرباج"، وقيام إحداهما بالتدخل لإنقاذ الكلب إلا أن المشكو فى حقه قام بالتعدى عليها بالضرب ، وكذلك إحداث تلفيات بالسيارة خاصتها، وعلى الفور تم الإنتقال لمحل البلاغ وبالفحص تبين صحته وقد تم ضبط المتهم، وبمواجهته أقر بإرتكاب الواقعة، فتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
ومع تزايد البلاغات التي تتعلق بتعذيب الحيوانات الأليفة، من قسوة تجاه الكلاب والقطط إلى العنف الممنهج ضدها، كانت وزارة الداخلية في طليعة الجهات التي تحركت لمواجهة هذه الظاهرة، إذ قامت الأجهزة الأمنية بتكثيف حملات التفتيش والبحث، مع تطبيق عقوبات قانونية صارمة ضد الجناة، وبفضل تلك الجهود، تم القبض على العديد من المتهمين بتعذيب حيوانات في أماكن متفرقة من البلاد، في عمليات نوعية أسفرت عن ضبط متورطين في وقائع مؤلمة كانت صادمة للمجتمع.
وتُظهر الإحصائيات الأخيرة أن وزارة الداخلية تمكنت من ضبط أكثر من 50 حالة متورطة في تعذيب الحيوانات خلال الأشهر الستة الماضية، مما يعكس مدى التزام الأجهزة الأمنية بتطبيق القانون في هذه المسألة.
وتشمل الحملات مراقبة الممارسات غير القانونية في أماكن تربية الحيوانات قد أسفرت عن إحباط العديد من محاولات الإساءة إلى الحيوانات، سواء كانت في المنازل أو في محال بيع الحيوانات.
ومن الناحية الاجتماعية، تحمل ظاهرة تعذيب الحيوانات رسائل أعمق تتعلق بالقيم الإنسانية والأخلاقية التي تربط الإنسان بالحيوان، فقد أصبحت قضية الرفق بالحيوان جزءًا من ثقافة التوعية التي تبذل الدولة جهدًا كبيرًا في نشرها بين فئات المجتمع، إذ تدرك وزارة الداخلية أن المعركة ضد تعذيب الحيوانات لا تقتصر على الجهود الأمنية فقط، بل تتطلب أيضًا تفعيل دور الثقافة المجتمعية من خلال الحملات التوعوية التي تحث المواطنين على احترام حقوق الحيوانات ورعايتها.
على هذا النحو، تأتي جهود وزارة الداخلية ليس فقط كحماية للأرواح الضعيفة التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها، بل أيضًا كتأكيد على أن التعامل الرحيم مع الحيوان يعكس المستوى الحضاري للمجتمع. فالحيوان جزء من البيئة، ورفقنا به يعكس رقي الإنسانية.
إن محاربة ظاهرة تعذيب الحيوانات ليست مسؤولية أمنية فحسب، بل هي مسؤولية مجتمعية تتطلب تضافر جهود كافة الأطراف المعنية، وتظل وزارة الداخلية حجر الزاوية في مواجهة هذه الجرائم، وهي تواصل فرض الرقابة والتوعية لتحقيق مجتمع يحترم حقوق كل الكائنات الحية.