تعد بحيرة المنزلة بشمال محافظة الدقهلية، من أكبر البحيرات المصرية، حيث تطل على أربعة محافظات، وتعرضت على مدار 7 عقود متواصلة لكل أنواع التعديات والإهمال، الأمر الذي أدى لتقلص مساحتها، حيث كانت مساحتها قبل التعديات واعمال التجفيف 750 ألف فدان، وتقلصت إلى حوالى 125 ألفا نتيجة أعمال الردم والتجفيف، بالإضافة إلى أنها ظلت تعاني طويلا من كل أنواع التلوث خاصة مياه الصرف الزراعي والصناعي والصحي، ونمو النباتات المائية خاصة ورد النيل، مما أدى إلى إعاقة حركة المياه بها وثروة الإنتاج السمكي.
وشهدت البحيرة فى السنوات الأخيرة طفرة هائلة في علاج تلك المشاكل المزمنة والمتراكمة التي كانت تعاني منها البحيرة، وذلك من خلال المشروع العملاق لتطوير وتنمية البحيرات المصرية، الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى.
حيث أن المشروع حظي بمتابعة الرئيس السيسى، وحقق نتائج كبيرة وأعاد الحياة لتلك البحيرات وفي مقدمتها بحيرة المنزلة بعد أن كان الجميع قد يئس من إعادتها لسابق عهدها، وبات الأمر مجرد وقت وسوف تنتهي البحيرة،ولكن ما حدث غير الصورة بالكامل بعد أن بث الروح فى الجسد الهامد، حيث تم تعميق البحيرة بسبب أعمال التكريك حتى وصلت إلى عمق 2 متر و 4 متر فى بعض الأماكن مما ساعد فى عملية الصيد بعد أن وصلت إلى نصف متر فقط.
وأكد اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، أن بحيرة المنزلة تتميز بتنوع مناطقها، حيث تحتوي على مناطق ضحلة، ومناطق تتميز باتساع السطح فيها، وتنطلق أهمية البحيرة من كونها موطنا للطيور المهاجرة، للتكاثر، والتزود بالماء، والطعام، كما أنها تحتوي على أنواع مختلفة من الأسماك، مثل البلطي، العائلة البورية، البياض، مبروك الحشائش، الجمبري، والكابوريا، كما تعد البحيرة موطنا للعديد من أنواع الطيور المختلفة، بالإضافة إلى أنها تتميز البحيرة بمقدرتها على منع دخول مياه البحر، وتغلغلها في الأراضي الزراعية، مما يعني أنها تمثل حائط صد لها.
وأوضح أن هناك عدة مصادر للمياه المغذية لبحيرة المنزلة، ومنها بوغاز الجميل القديم، والجديد، وبوغاز الديبة (الصفارة)، وقناة الرطمة، وقناة الصفارة، تتم تغذية البحيرة بمياه مختلطة من خلال الجزء المالح الواقع في فرع دمياط، وعن طريق مياه شروب، وتنبثق هذه المياه من أربعة مصادر، هي، مصرف بحر البقر الذي يعد مصدرًا رئيسيًا لتلوث البحيرة بمياه الصرف الصحي، ومصرف السرو، وهو مصرف زراعي يقع في محافظة دمياط، ومصرف حادوس، وهو مصرف زراعي يفصل بين محافظة الشرقية، ومحافظة الدقهلية، ومصرف رمسيس، وهو مصرف زراعي يقع في محافظة الدقهلية.
وتابع، أن البحيرة تواجه عددا من المشاكل والمعوقات، ومنها تقلص المساحة بسبب التآكل، والتجريف، والتجفيف للتربة، وتلوث المياه بسبب تصريف المياه العادمة، ومياه الصرف الصحي، والصناعي، والزراعي، ونمو النباتات المائية، مثل، ورد النيل، والبوص، مما أدى إلى إعاقة حركة مياه البحيرة، والتأثير في الثروة السمكية الموجودة فيها.
وأكد محافظ الدقهلية أن أعمال المشروع القومي لتطهير وتطوير بحيرة المنزلة والتي تشرف عليها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تسير وفق المخطط المقرر، وتطهير وتطوير بحيرة المنزلة هو ملف مشترك بين محافظات دمياط والدقهلية وبورسعيد وأحد أهم المشروعات التنموية التي يولي الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتمامًا خاصًا، وقد تم البدء بتطوير بحيرة المنزلة لتكون مشروع تنوعي متكامل تم اختياره بعناية ليكون مدخلًا لتطوير بحيرات مصر وبخاصة إدكو والبرلس ومريوط والبردويل وقارون، وقطعت أعمال تطهير وتطوير بحيرة المنزلة شوطًا كبيرًا نحو استعادة البحيرة بريقها وطبيعتها باعتبارها أكبر بحيرات مصر الشمالية بالتخلص من التعديات التي انتهكت قوانين تنظيم الصيد بها وكذلك قطعت أعمال التخلص من الملوثات مرحلة متقدمة.
وأشار إلى أن البحيرة لا تتميز بتنوع الأسماك بها فحسب، بل إنها موطنا للطيور المهاجرة، علاوة على موقعها الفريد وقدرتها على منع دخول مياه البحر للأراضي الزراعية فهي بمثابة حائط صد لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة