تجددت الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية، وميليشيا الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، إذ شن الجيش السوداني هجمات مكثفة على مواقع تمركز الدعم السريع فى منطقة جنوب الحزام، التي تضم عدة أحياء في جنوب العاصمة، وكشف شهود عيان عن سماع أصوات المدفعية الثقيلة من منصات الجيش شمال أم درمان، فيما هزت انفجارات عنيفة المناطق الجنوبية.
وتستمر المواجهات العنيفة في العاصمة، إذ ردت قوات الدعم السريع على الهجوم بقصف مماثل على مواقع الجيش السوداني في منطقة أم درمان، وفقا لصحيفة المشهد السوداني.
ومن جهة أخرى، شهدت مدينة عطبرة بولاية نهر النيل السودانية، تصدى المضادات الأرضية التابعة للجيش، لطائرتين مسيرتين كانتا تستهدفان مواقعا في المدينة، ولم يسفر الهجوم عن وقوع خسائر أو إصابات بشرية.
فيما اقتحمت قوة من ميليشيا الدعم السريع، محلية أم دم حاج أحمد بولاية شمال كردفان، ودخلت ميليشيا الدعم السريع على متن عربات دفع رباعي مسلحة، حيث تمركزت في ميدان الحرية وسط المدينة، مما أثار حالة من التوتر والقلق بين سكان المنطقة.
وقامت عناصر الدعم السريع بقطع شبكات الاتصالات في المحلية، بعد عودتها مؤخرا للخدمة، وكشفت صحيفة دارفور 24، أن ممثلين عن سكان المحلية يتفاوضون مع قيادات القوة المتمركزة في ميدان الحرية، في محاولة للتوصل إلى حل سلمي يضمن خروج قوات الدعم السريع من المحلية دون تصعيد.
وكشفت وكالة سونا للأنباء، أن ميليشيا الدعم السريع اقتحمت أيضا 10 قرى بمجمع قري البادية بمحلية شرق النيل والقرى هي "الحسيناب، الفضيلاب، أم جحرة، الحنياب، ود التقيل، الهريواب، عد ناصر، قبوجه ود الأمين"، وقامت بنهب ممتلكات المواطنين والثروة الحيوانية والمرافق العامة وألواح الطاقة الشمسية وأجهزة محطات المياه لكل القرى كما قامت بتدمير مركز صحي الحسيناب ونهبه بالكامل.
ومن جهتها أعلنت وزارة الخارجية السودانية، توثيق 500 حالة اغتصاب وانتهاكات أخرى بحق النساء، بما في ذلك الاستعباد الجنسي، ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق النساء والفتيات.
قالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، "إن الجهات الرسمية والمنظمات المختصة وثقت 500 حالة اغتصاب على الأقل في المناطق التي غزتها قوات الدعم السريع".
وكشفت الوزارة، أن الأعداد الحقيقية للضحايا، قد تكون أعلى من المعلنة، نظرًا لوجود حالات غير مُبلغ عنها وأخرى ما زالت تحت سيطرة الدعم السريع، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
ووجهت الخارجية السودانية، تهم اختطاف واحتجاز مئات النساء كرهائن، واستغلالهن جنسيًا وإجبارهن على العمالة المنزلية القسرية، للدعم السريع كما وردت تقارير تفيد بتهريب الفتيات خارج مناطق ذويهن وخارج السودان بهدف الاتجار بهن.
وأضافت: "تستخدم المليشيا الاغتصاب كسلاح حرب لإجبار المواطنين على إخلاء قراهم ومنازلهم لتوطين مرتزقتها ومعاقبة المجتمعات الرافضة لوجودها".
وتابعت في بيانها: "تمارس المليشيا الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد مجموعات إثنية محددة، حيث تقوم بقتل الذكور واغتصاب النساء والفتيات بهدف إنجاب أطفال يمكن إلحاقهم بالقبائل التي ينتمي إليها عناصر المليشيا".
وأكدت خارجية السودانية، سعيها للفت نظر المجتمع الدولي إلى الفظائع واسعة النطاق التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد النساء والفتيات، بما يشمل الاغتصاب، الاختطاف، الاستعباد الجنسي، التهريب، والزواج القسري.
وأعربت الخارجية عن استنكارها لغياب ردود فعل دولية تجاه هذه الفظائع، التي وصفتها بأنها "من أسوأ ما تتعرض له النساء في العالم اليوم".
واستمر البيان: "لا تزال الدول والمجموعات الداعمة للمليشيا مستمرة في تقديم الدعم العسكري، المالي، السياسي والإعلامي، مما يجعلها شريكة في هذه الجرائم.، في الوقت نفسه، يمارس مسئولو الدعاية ومتحدثو المليشيا نشاطهم من عواصم دول غربية وأفريقية للترويج للانتهاكات وتبريرها".