قدورة فارس:
- لا بد من صفقة تبادل للأسرى في أقرب فرصة والحكومة الإسرائيلية تخشى ذلك
- منذ 7 أكتوبر 2023 شنت إسرائيل حربا انتقامية ضد الأسرى في سجون الاحتلال
- إسرائيل تعمل على صياغة قانونية ليحاكم الأسرى الفلسطينيين بتهمة إبادة شعب
أشاد رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدورة فارس، بالدور المصرى بشأن القضية الفلسطينية بشكل عام وقضية الأسرى بشكل خاص، مؤكدا أن الدور المصرى حاسم ومهم وضرورى للقضية الفلسطينية وللفلسطينيين.
وقال فارس، في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، خلال زيارته للأردن، إن مصر دولة كبيرة ولها ثقلها الإقليمي والعالمي ودائما تعمل من أجل القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، مشيرا إلى أن خطوط التماس بين مصر وقطاع غزة يمثل أولوية وأمن قومي تعمل دائما الدولة المصرية للحفاظ عليه واستقراره .
وأضاف أن مصر دولة مبادئ ومسئولية عربية وأخلاقيات كبيرة تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وخصوصا حينما يتعلق الوضع في غزة، مُثمنا نجاح مصر في نوفمبر الماضي في الوصول إلى هدنة وتبادل أسرى، معربا عن أسفه لعدم استمرارها نظرا للتعنت الإسرائيلي، والذي لم يجعلها مستمرة ودائمة .
واعتبر قدورة فارس أن الأوضاع الراهنة تحتاج إلى صفقة جديدة وتبادل أسرى في سجون الاحتلال لتكون مسارا إجباريا، مشيرا إلى أن وقف العدوان مرتبط ارتباطا وثيقا لإنجاح أي صفقة لتبادل الأسرى.
ونوه إلى أن الأسرى الإسرائيليين قد يكونوا ورقة ضغط لتحقيق صفقة جديدة يتنازل فيها الجميع، مشيرا إلى أن التيار اليميني المتطرف في الحكومة الإسرائيلية الحالية لا مصلحة له لإتمام مثل هذه الصفقات ووقف إطلاق النار؛ لأنها قد تكون أزمة كبيرة لهذه الحكومة حال إتمامها .
وحول التواصل مع المنظمات الدولية الحقوقية والخاصة بشأن أوضاع الأسرى، اعتبر رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينية، أن المنظمات الدولية سقطت سقوطا ذريعا نظرا لفشلها وصمتها على ما يحدث للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مشيرا إلى أن حرب إبادة جماعية وانتقام من الأسرى وعدوان مستمر دون توقف منذ أكثر من عام ومازالت هذه المنظمات في محيطها دون تحرك بل تقدم خطابا غير إنساني ومتعلثم.
ولفت إلى أن استمرار صمت هذه المنظمات والمؤسسات الدولية الحقوقية وعدم تحركها رغم كل هذه الانتهاكات شجعت وأعطت رخصة لسلطات الاحتلال للاستمرار في جرائمها المتواصلة دون توقف ودون تحرك من المجتمع الدولي، مؤكدا أن العالم وهذه المنظمات والمؤسسات متورطون بشكل مباشر في استشهاد الفلسطينيين عموما والأسرى خصوصا .
وأوضح قدورة فارس أن العالم وهذه المنظمات متورطون بالصمت وعدم التحرك وتشجيع إسرائيل على ارتكاب المزيد من القتل والاعتداء على المدنيين والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة، مؤكدا أن غياب الإرادة لدى المجتمع الدولي وهذه المنظمات هو السبب الرئيس في استمرار العدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وخصوصا أهالي غزة.
وبشأن تأثير 7 أكتوبر 2023 على الأوضاع الفلسطينية وخصوصا الأسرى، قال رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينية، إنه منذ 7 أكتوبر انقلبت الأمور رأسا على عقب والأوضاع مستمرة في التدمير والخراب والقتل دون توقف وهذا نظرا لترجمة دولة الاحتلال رسائل المجتمع الدولي الداعمة لها بعد هذه الأحداث بأن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها عبر القتل والتدمير والتعذيب وسياسية الأرض المحروقة.
ووصف فارس وضع الأسرى في سجون الاحتلال بالمزري والخطير للغاية وينذر بكارثة، مؤكدا أنه منذ 7 أكتوبر 2023 شنت سلطات الاحتلال حربا انتقامية على الأسرى في سجونها، وما يمارس بحقهم ليس مجرد انتهاكات بل جرائم بالمعنى الدقيق والواضح، مشيرا إلى أن السلطات الإسرائيلية وبنزعتها الانتقامية الشرسة ضد الأسرى أصبح معظهم في عداد الشهداء؛ نظرا لسياسية التجويع وعدم تقديم الدواء، مشيرا إلى أن أجساد الأسرى قد ضعفت وتضررت أجهزتهم المناعية، والعديد منهم يعانون من فقر الدم والعديد من الأمراض بسبب الوضع المزري والخطير وعدم حصولهم على وسائل النظافة وغيرها من الأساليب الانتقامية الإسرائيلية.
وكشف أن عدد الشهداء من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023 تخطى 45 شهيدا، تم تشريح 35 منهم ثبت أن أسباب الوفاة أم الاعتداء الوحشي والتعذيب أو عدم الحصول على الأدوية ووسائل النظافة العامة، متوقعا أن الـ 10 شهداء الآخرين توفوا نظرا لنفس هذه الأسباب.
وعن طرق تواصل هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين مع الأسرى في ظل الإجراءات الإسرائيلية، كشف قدورة فارس أن سلطات الاحتلال ما زالت تستخدم سياسية الإخفاء القسري للأسرى وخصوصا أسرى قطاع غزة وتمنع كافة المؤسسات المحلية والدولية من زيارته والاطلاع عن أوضاعهم في سجون الاحتلال، مشيرا إلى أنه رغم هذه الإجراءات تحاول الهيئة وعبر محاميها إصدار قرارات لزيارة الأسرى وتمكنوا من زيارة عدد منهم يقارب 3 آلاف أسير وهذا خلال عام، من أصل حوالي 11 ألف أسير يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك التواصل مع عدد من أسرى القطاع.
ونوه إلى أن المعلومات توفرت عن حوالي ألفي اسم لأسرى من قطاع غزة في سجون الاحتلال وهناك المزيد لم نصل إليهم، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من هؤلاء الأسرى من غزة كان عائلاتهم يعتقدون أنهم ضمن الشهداء.
وتابع أن هناك عائلات من قطاع غزة تتواصل مع هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين من باب الأمل؛ اعتقادا منهم أن يكون أبنائهم ضمن الأسرى في سجون الاحتلال، موضحا أنه يتم التواصل مع سلطات الاحتلال تؤكد أنهم غير موجودين ضمن الأسرى وبالتالي هم من الشهداء.
وبشأن تقديم خدمات الهيئة لأهالي قطاع غزة، كشف قدورة فارس أن هناك تواصلا مع أهالي الأسرى من قطاع غزة في سجون الاحتلال ولكن للأسف لا نستطيع أن نوفر لهم المزيد من المعلومات وتفاصيل محاكمتهم أو إيقافهم نظرا لأن سلطات الاحتلال نفسها لم تبت حتى اللحظة في الصياغة القانونية التي ستتعامل مع أسرى قطاع غزة، معربا عن أسفه لمستوى الخدمات التي تقدمها الهيئة للأهالي ولكن هذا خارج نطاقها.
ورأى رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينية، أن سلطات الاحتلال تصنف حاليا الأسرى ومحاكمتهم ومنها على سبيل المثال قانون "المقاتل غير شرعي"، مشيرا إلى أن هناك محاولات إسرائيلية لصياغة قانونية ليحاكم الأسرى بتهمة إبادة شعب في إشارة إلى عملية 7 أكتوبر 2023 وهناك محاولات للعديد من التهم والقضايا من قبل إسرائيل.
وتابع أن الهيئة تتواصل مع العائلات الفلسطينية في غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتحصل على معلومات وتوكيل عن الأسرى وتحاول أن تقوم بدورها، معتبرا أن كل هذه الإجراءات هو مجرد إسعافات أولية وليس تدخلا رئيسيا، بل محاولة لطمأنة العائلات، نظرا لتعنت سلطات الاحتلال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة